في لقاء حصري مع مقدمة البرنامج الإيطالي Belve فرانشيسكا فاجناني عاد المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي للظهور الإعلامي بعد غياب طويل وتطرق إلى أبرز محطات مسيرته الكروية من بداياته في إنتر ميلان ثم انتقاله إلى مانشستر سيتي وعودة التجارب الإيطالية بمشواره الحالي مع جنوة قبل أن يستعرض الأسباب التي حالت دون تتويجه بجائزة الكرة الذهبية وأبدى رأيه الصريح في أبرز زملائه ومنافسيه
مستقبله الرياضي
انطلقت فقرات الحوار بالحديث عن الموسم الحالي والمستقبل القريب للمهاجم البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما فأكد بالوتيلي أنه يتطلع للعب موسمين أو ثلاثة آخرين قبل الاعتزال كاملا مبينا أنه يفكر في فرصة احترافية خارج أوروبا ربما في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل خوض تجربة جديدة في بطولة تعتمد على السرعة واللياقة أكثر من الضغط التكتيكي المعتاد في القارة العجوز ولفت إلى أنه مستعد لمواجهة هذه التحديات رغم صعوبة التخلي عن لغة المستديرة وعالم كرة القدم الذي اعتبره زائفا في بعض مظاهره الإعلامية
مسيرته الفنية والتحديات
على صعيد مسيرته الفنية أشار النجم الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي مع سيتي عام 2012 وبكأس إيطاليا مع إنتر إلى أنه في لحظات اتخذ قرارات خاطئة لتغيير وجهته بعد فترات النجاح فاعترف بأنه ارتكب خطأ باختيار الانتقال إلى جنوة دون دراية كافية بطبيعة المشروع الرياضي للنادي الذي لم يمكنه من استعادة بريق مستواه السابق وأضاف أشكر المشجعين الذين يواصلون دعمي رغم التذبذب في النتائج وأتمنى أن أقدم أفضل ما لدي في المباريات القادمة
مقارنة بينه وبين ميسي ورونالدو
وسرعان ما توجه الحوار إلى مقارنات حادة بينه وبين نجوم الصف الأول وعلى رأسهم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو فأطلق بالوتيلي عبارته التصادمية بأن لا شيء يحسد عليه ميسي ورونالدو مبينا أن الأخير يحصل على جائزة الكرة الذهبية بفضل تفانيه في التدريبات واستثماره الضخم في الأجهزة المتطورة بينما هو لم يكثف تدريباته بنفس المستوى كما أن الفارق في الموارد المادية سمح لكريستيانو بالوصول لقمم الأداء والاستمرارية التي تقنع لجنة التصويت بمنحه الجائزة خمس مرات
ذكريات مع مورينيو وانتقاد طفيف

ولم يغب عن مقابلة Belve ذكرياته الساخرة مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو خلال فترته في إنتر حيث وصف العلاقة بينهما بأنها كانت مليئة بالتحديات وأكد أن الاثنين تصرفا بطريقة غبية حينها واعتبر مورينيو أكثر حماقة منه في بعض القرارات التقنية والتكتيكية لكنه أكد احترامه للمدرب الذي قاده لاكتساح الدوري الإيطالي في موسم 2009–2010 وبلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد
حكايات طريفة مع توتي
وعن الحكايات الطريفة كشف بالوتيلي عن حادثة الركلة الشهيرة التي نفاها على هاتفه مع أسطورة روما فرانشيسكو توتي حيث روى أنه سأل توتي عن سبب تلك الضربة في إحدى المباريات فأجابه الأخير بمزاحته المعتادة بأنه لم يصبك بالشكل المطلوب ما أثار ضحكاتهما معا وأعاد إلى ذاكرة الجمهور لحظة طريفة من حقبة الكالتشيو التي شهدت تنافسا ساخنا بين كبار الأندية الإيطالية
موقفه من تتويج إيطاليا بكأس أوروبا 2020
من جانب آخر استعرض مهاجم جنوة موقفه من تتويج منتخبه وإيطاليا بطلة كأس أوروبا 2020 فوضح أنه تابع المشوار بقلق كبير ثم فرح باللقب لأن الكرة الإيطالية عادت لتفرض مكانتها بعد سنوات من الابتعاد عن الساحة الدولية وأشار إلى أن ذلك النجاح يؤكد قدرة الأجيال الجديدة من اللاعبين على تحقيق إنجازات كبرى إذا ما توفرت لهم بيئة صحيحة تدعم المواهب وتضمن استمرارية الدعم الفني والإداري
نصائح للشباب الواعد

وفي نهاية الحلقة خاطب بالوتيلي الشباب الذين يملكون مواهب كبيرة وتوقعاتهم تصطدم أحيانا بالغضب الجماهيري أو الانتقادات الإعلامية فأوصاهم بالتركيز على التدريب وتجنب الانجراف وراء الصخب الإعلامي وبناء شبكة دعم داخلية تتكون من عائلة ووكلاء مسؤولين وشركاء حياة يدعمونهم في المسيرة ويعملون على حمايتهم من فخاخ الشهرة الزائفة
ختاما
رسم اللقاء صورة إنسانية للاعب تجاوز مراحل المجد والفشل على السواء وقدم اعترافات نادرة تكشف جوانب من شخصيته العفوية والساعية للحرية في التعبير عن آرائه مهما كانت مثيرة للجدل فابتعد عن المجاملات وفضّل الصراحة حتى لو حملت انتقادات لنجوم أو مدربين عمالقة في اللعبة الأمر الذي يجعل من تصريحات بالوتيلي مادة دسمة للمتابع الرياضي وللصحافة العالمية التي تجد في صراحته وقصصه خلفية لإعادة تقييم العلاقة بين الفنان والمهنة والأموال وتأثيرها على مسيرة الأبطال.