في ليلةٍ لا تُنسىٍ بملاعب أوروبا
حقق إنتر ميلان ريمونتادا أسطورية على حساب برشلونة، ليحجز مقعده في نهائي دوري أبطال أوروبا 2024–2025، بعد فوزه بنتيجة 4–3 بعد شوطين إضافيين في إياب نصف النهائي على ملعب “جوزيبي مياتسا” يوم الثلاثاء. وكان لقاء الذهاب في “كامب نو” قد انتهى بالتعادل 3–3، ما أطلق شرارة المواجهة الدراماتيكية التي شهدتها أجواء شمال إيطاليا.
بداية إنتر الصاعقة
منذ صافرة البداية، بدا إنتر العازم على قلب المعادلة. وتناغمت خطة المدرب سيموني إنزاجي بوضوح عبر الضغط على حامل الكرة من منتصف الميدان، ما سمح بلاوتارو مارتينيز بالانفراد بالمرمى في الدقيقة الـ21 وتسجيل الهدف الأول من متابعةٍ سريعةٍ لعرضيةٍ أرضيةٍ متقنةٍ من ماتيو دارميان. ولم تتوقف مفاجآت النيراتزوري عند هذا الحدّ؛ إذ تمكن هاكان تشالهان أوغلو من ترجمة ركلة جزاءٍ صاغها الحكم سيمون مارشينياك بعد لمسة يدٍ واضحةٍ من أوبريكتشينغي أورييه في الدقيقة الـ45، فانتهى الشوط الأول 2–0 لمصلحة أصحاب الأرض، في سيناريو بدا كأنه سيمهد لكأس إنتر مبكرًا.
ثورة كتالونية في الشوط الثاني

تصدى تشافي هيرنانديز لانهيارٍ تامٍ عبر تبديلاتٍ هجوميةٍ جريئةٍ، فأشرك لوكاس موريبا وجافي لتعزيز خط الوسط وتمكين لامين يامال من التحكم بجهة الملعب. وفي الدقائق 54 و60، أطلق إريك غارسيا ثم داني أولمو شداديْن واعدين لمعادلة النتيجة، قبل أن يضيف رافينيا دياز هدف التعادل في الدقيقة الـ87 بهدفٍ صاروخيٍ اصطدمت به العارضة ودخلت الشباك عبر ظهر سومير. لقد بدا برشلونة وكأنه حقق الهدف، لكن قلب إنتر لم يكن ليسهل كسره.
الدقيقة القاتلة وامتداد الإثارة
ومع نهاية الدقائق التسعين، انتفض فرانشيسكو أتشيربي برأسيةٍ قاتلةٍ في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، مستغلًّا عرضية ركنيةٍ خادعةٍ، ليعيد النتيجة إلى 3–3 ويفتح الباب أمام شوطين إضافيين حافلينٍ بالأدرينالين.
لحظة فراتيسي الفارقة

في الشوط الإضافي الأول، أعاد إنتر رسم السيناريو حين منح دافيد فراتيسي الأسبقية بهدفٍ أرضيٍ متقنٍ من خارج المنطقة في الدقيقة التاسعة، محرجًا دفاع برشلونة ومؤكدًا قدرة المدرب إنزاجي على قراءة اللقاء وتوظيف التبديلات بذكاء.
التكتيك والروح القتالية
كان دور إنزاجي في زرع الانضباط الدفاعي واضحًا، حيث غلق المساحات أمام الثنائي يامال وميسي عبر انتزاع الكرة العالي، مع استثمار سرعة مارتينيز في الهجمات المرتدة. وعلى الجانب الآخر، بدى برشلونة تحت ضغطٍ مضاعفٍ بعد هزيمة الحلم التاريخي مرةً أخرى أمام إنتر، إذ عانى لاعبو البارسا من الإرهاق الذهني في اللحظات الحاسمة، خاصةً مع غياب عمقٍ هجوميٍّ بديلٍ مؤثرٍ في دكة البدلاء.
مشهد الختام وأثره الجماهيري
هتفت جماهير إنتر حتى اختنق الصوت في المدرجات، مرددين “لا تصدّق بل أنت إنتر”، بينما شرب لاعبو البلوجرانا كأس الهزيمة بحسرةٍ لا تُوصفٍ. وسرعان ما دخل أتشهيربي وفراتيسي نجمَي اللحظة في احتفالاتٍ عارمةٍ تخللتها دموع الفرح، في مشهدٍ تكرّر للمرة الثانية في تاريخ النادي بعد ريمونتادا 2010 ذاتها على حساب برشلونة.
وفي الشوط الاضافي الاول حافظ لاعبو برشلونة على سيطرته على الكرة وانما بغياب اي فعالية هجومية تذكر
فيما حاول لاعبو الانتر انتظار هفوة في دفاعات البرشا لينقض عليهم. وفي الدقيقة 99 تمكن دافيدي فراتيسي بعد تمريرة حاسمة من مهدي تاريمي لتشتعل المباراة بشكل كبير بين الجانبين. وفي الشوط الإضافي الثاني، تصدى الحارس تشيوني لمحاولة خطيرة من فراتيسي ليحرمه من هدف خامس للانتر. وحاول لاعبو البرشا الضغط بقوة في محاولة لخطف هدف التعادل وفرض الاحتكام إلى ضربات الترجيح، ولكن دفاع الإنتر ظل صامدًا وتألق الحارس سومير أمام تسديدة خطيرة من لامين يامال، وواصل تألقه ليتصدى لمحاولة خطيرة أخرى من يامال ليحرمه من هدف محقق، لتنتهي المباراة بفوز النيراتزوري وبواقع 4–3.
الطريق إلى ميونيخ
بفوزه التاريخي، ودّع إنتر ميلان رقابته في عروض نصف النهائي ليبلغ النهائي السابع في تاريخه، حيث سيلتقي الفائز من مواجهة باريس سان جرمان وأرسنال، الذي انتهى ذهابها لصالح الأصحاب 1–0. وستُقام المباراة النهائية يوم 31 مايو الجاري في ميونيخ على ملعب أليانز أرينا، مسرح نهائي 2012 بين تشيلسي وبايرن ميونيخ.