إنتر يحقق ريمونتادا أسطورية ويطيح ببرشلونة بعد هدف قاتل ويقاوم رابع هجومات البلوجرانا

ابتسم القدر لإنتر ميلانو مجددًا على أرض سان سيرو

عندما اقتنص بطاقة التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا 2024–2025 بهدفٍ قاتلٍ في الدقيقة 99 من زمن الشوط الإضافي الأول، ليهزم ضيفه برشلونة 4–3 بعد التمديد ويُكمل ريمونتادا تاريخيةً بفضل الفوز 7–6 في مجموع المباراتين بعد تعادلهما 3–3 ذهابًا في معقل الكامب نو.

بداية إنتر المذهلة

خطف أصحاب الأرض تقدمهم منذ الشوط الأول، مُظهِرين تركيزًا تكتيكيًا وانضباطًا دفاعيًا منقطع النظير. افتتح لاوتارو مارتينيز التسجيل في الدقيقة 21، بعدما تابع كرةً عرضيةً متقنةً من ماتيو دارميان داخل مربع العمليات. وحافظ النيراتزوري على ضغطه حتى أطلق الحكم سيمون مارشينياك صافرة ركلة الجزاء بعد لمسة يدٍ من المدافع مارك أندريه تير شتيغن، نفّذها هاكان تشالهان أوغلو بنجاحٍ في الدقيقة 45.

وبهذا التعادل 2–0 قبل الاستراحة، بدا إنتر في طريقٍ واضحٍ نحو النهائي، مستفيدًا من خطةٍ معتمدةٍ على إغلاق الأجنحة ومنع لامين يامال من امتلاك المساحات أثناء الهجمات المضادة.

ثورة برشلونة في الشوط الثاني

اعتمد تشافي هيرنانديس على تبديلاته بجرأةٍ، فأشرك لوكاس موريبا وجافي لتعزيز الضغط الهجومي. وفي الدقيقة 54، أجرى البلوجرانا أولى ردهاته عندما وصلت كرة ركنيةٍ إلى رأس إريك غارسيا الذي قلّص الفارق. وبعد ست دقائقٍ، عوّض داني أولمو سقوطه في ذهاب الكامب نو، بعدما سدد كرةً أرضية متقنةً من داخل المنطقة (60). ولم تمر سوى دقائقٍ حتى استفاد رافينيا دياز من خطأٍ دفاعيٍّ لترتد عرضيته الأرضية متجاوزةً الجميع إلى الشباك في الدقيقة 87، ليصبح معنويات الضيوف في القمة ويُنبئون بريمونتاداٍ تامة.

لحظة القاتل وتعويض الألم

في وقتٍ بدا فيه برشلونة على موعدٍ حتميٍّ مع النهائي الأول منذ 2015، باغت فرانشيسكو أتشيربي الجميع بهدف التعادل في الدقيقة 93. استغلّ قصة ركنيةٍ هادئةٍ لترتطم الكرة في الدفاع وتعود لأتشيربي الذي أكّدها برأسٍ مُتقنٍ، ما عاد بالمواجهة إلى نقطة البداية وأجبر اللاعبين على خوض شوطين إضافيين.

الفراتيسي يفجر الحماس الإيطالي

مع انطلاق الشوط الإضافي الأول، ظهر دافيد فراتيسي كبديلٍ ذكيٍ من سيموني إنزاجي، فسكن تسديدته الأرضية من خارج المنطقة الشباك في الدقيقة 99، مخلّفًا في قلوب الجماهير البرصية ألمًا لا ينسى وقمةً من الإثارة المُطلقة. وتمكّن الإنتر بعدها من ضبط إيقاعه دفاعيًا لحماية التقدم، معتمداً على خبرة الحارس يان سومر في صد الهجمات المرتدة.

تكرار سيناريو 2010 وأجواء جنونية

بتأهله، يصبح إنتر سابع فريقٍ في تاريخه يبلغ نهائي الأبطال، بعد أعوام 1964 و1965 و1967 و2009 و2010 و2023، ليكرر سيناريو ريمونتادا 2010 على حساب برشلونة أيضًا بهدفٍ قاتلٍ على أرض سان سيرو. غرّد المشجعون بلا توقفٍ بعد صافرة النهاية، مردّدين: “لا تُصدق بل أنت إنتر”، في إشارةٍ إلى قدرة الفريق على قلب النتائج في اللحظات المصيرية.

الصراع على اللقب النهائي

ينتظر إنتر في النهائي الفائز من مواجهة باريس سان جيرمان وأرسنال، التي ستُحسم إيابها الأربعاء في حديقة الأمراء بعد انتصار الفرنسيين 1–0 ذهابًا. وستُقام المباراة النهائية يوم 31 مايو في ميونيخ على ملعب أليانز أرينا، حيث يطمح الإنتر إلى معادلة رقم ميلان برصيد 7 ألقابٍ، أو ربما تخطيه ليصبح عميد القارة.

أرقام وأسرار المباراة

• حصة الاستحواذ: 49% للإنتر، 51% لبرشلونة على أرض الخصم.
• Total Shots: 16 للإنتر (7 على المرمى)، 13 للبرسا (5 على المرمى).
• التمريرات الحاسمة: 3 تمريراتٍ مفتاحيةٍ من تشالهان أوغلو، 2 من يامال لصالح الضيوف.
• التغييرات المُفصِلة: دفع إنزاجي بفراتيسي وديماركو لتعويض ضغط الشوط الثاني.

خلاصة التكتيك والإرادة

يُظهر هذا اللقاء مدى أهمية الاستعداد النفسي والضغط التنظيمي للفريقين. تحوّل إنتر من فريقٍ ينتظر في دبي لركلة ترجيح عام 2010 إلى نموذجٍ يكافح بإرادةٍ لا تُكسر في العام 2025. وعلى الجانب الآخر، سيسعى تشافي إلى استخلاص الدروس من إخفاقٍ قاريٍّ جديدٍ، يضيف إلى رصيد برشلونة من المرات التي ودع فيها نصف نهائي الأبطال رغم الأداء اللافت.

في الختام

سيُخلّد هذا اليوم كإحدى أعظم مباريات ريمونتادا في تاريخ البطولة، حيث اجتمعت الأهداف القاتلة والتبديلات الذكية والقرارات النقاشية لتحاصر المتفرجين بين فرحٍ أمنيٍ وألمٍ كرويٍ، وتؤكد أن دوري أبطال أوروبا لا يزال مسرحًا للمعجزات.