
نقطة التحول المبكرة وابتسامة “الغريم”
على الرغم من توقعات كثيرين باستمرار سلسلة النتائج الإيجابية لنادي روما هذا الموسم، جاءت خسارة “الذئاب” أمام أتالانتا (1-2) مساء الإثنين في الجولة السادسة والثلاثين من الكالتشيو لتعيد إشعال الصراع على آخر مقاعد دوري الأبطال وتضع مستقبل الجهاز الفني على المحك.
منذ الدقيقة التاسعة، تبيّن أن أتالانتا جادٌّ في مطاردته مكانًا في دوري الأبطال بعد أن منح البديل النيجيري أديمولا لوكمان المدافع البرازيلي ديفين رينش كرةً سهلةً خلف جانب الدفاع الأيمن، ليسجل هدف التقدم.
ورغم أن برايان كريستانتو عادل النتيجة في الدقيقة 32 من كرة ثابتة، إلا أن الشوط الثاني شهد سيطرة تكتيكية واضحة من جاسبيريني، الذي أدخل رافائيل تولوي بديلًا لرينش وأعاد تشكيل الجهة اليمنى، ما سمح لإيراهيم سليمانا بتسجيل هدف الفوز في الدقيقة 76 مستفيدًا من ارتباكٍ دفاعيٍّ جديدٍ.
سجلٌ طويلٌ من الإخفاق أمام نفس الخصم

لم يسبق لروما أن تغلّب على أتالانتا في آخر ست مواجهاتٍ بين الفريقين منذ فوزه الأخير في 5 مارس 2022 بنتيجة 1-0 بشوطٍ وحيدٍ سجّله إدين دجيك.
ومع تراكم هذه المواجهات (5 انتصاراتٍ لأتالانتا وتعادلٍ واحدٍ)، ارتفع عدد أيام انتظار روما إلى 1,164 يومًا دون فوزٍ على “البحيرات”، حيث سجّل “الذئاب” خلالها 4 أهدافٍ مقابل 11 للضيوف.
سعود عبد الحميد: غيابٌ أبعد من “الحظة”

دخل سعود عبد الحميد، الظهير الأيمن الشاب الذي انتقل صيف 2024 من الهلال إلى روما، حسابات رانييري قبل المواسم كمشروعٍ طويل الأمد، إلا أنه على أرض الواقع شارك في 8 مبارياتٍ فقط حتى الآن، غالبيتها في الكأس أو بديلاً.
وفي لقاء حاسمٍ كهذا، كان يمكن أن يستفيد المدرب الإيطالي من قدرات سعود على تخطي الدفاعات وحمله على اقتحام العمق ومساندة الجناحين، وهو ما عُوّض به عن طريق رينش الذي بدا متعثّرًا دفاعيًا وهجوميًا.
لقد أثبت سعود في مبارياتٍ سابقةٍ مع فريق الشباب بقدرته على الجمع بين الرقابة الثنائيّة والاندفاع الهجومي، وحين قورن بأداء رينش، بدا الأوّل أكثر تناسقًا مع فلسفة “البناء من الخلف” التي يفضلها الجهاز الفني.
اقتباس “ماركا” وموندو: درسٌ في الحنكة
امتدح موقع ماركا الإسبانية سبقًا طريقة تعامل جاسبيريني مع الروما، معتبرًا أنه أدار المباراة:
“كما يدير طالبٌ امتحانَه بتوقّع كل سؤالٍ قبل أن يُطرح.”
بينما أشارت موندو ديبورتيفو إلى ضربة بديله سليمانا:
“التي جاءت بمثابة رسالةٍ للندم على تفريط رينش بجناحه الأيسر.”
الطريق إلى “الأربعة الكبار” ونهاية العقد
يتنافس روما مع كل من يوفنتوس ولاتسيو على البطاقة الثالثة المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وهو صراعٌ سيُحسم بالفارق البسيط في النقاط (63 للنادي الروماني مقابل 64 لمنافسيه)، قبل جولتين على النهاية.
ورأت الصحف الإيطالية، كـGazzetta dello Sport، أن الخسارة أمام أتالانتا:
“لا تختصر موسم روما، لكنها تشكّل إنذارًا نهائيًا لرانييري: إما أن يعيد ترتيب أوراقه التكتيكية في الجولات المتبقية ليخرج من مراكز المغامرة، أو يفتح الباب أمام مفاوضاتٍ جديدةٍ مع رجالٍ أمثال جاسبيريني الذي بات مرشحًا رسميًّا لتدريب الفريق بدءًا من الموسم المقبل.”
في الختام… دعوة للمراجعة
في الختام، تشكل مباراة أتالانتا نقطةً سوداء على سجل روما هذا الموسم، ولكنها أيضًا دعوةٌ مفتوحةٌ للمراجعة الفنية.
فالاستفادة من خبرة جاسبيريني تكتيكيًا، وإعادة الاعتبار للشباب السعودي في مراكزٍ حيويةٍ، والتعلم من إخفاقات الموسم الجاري ستكون عوامل حاسمةً في إعداد “الذئاب” لموسمٍ جديدٍ يطمح فيه إلى استعادة مكانته بين “الأربعة الكبار” في إيطاليا وضمن خريطة الأبطال الأوروبية.