ثلاث نقاط ثمينة واعتلاء مؤقت لصدارة المربع الذهبي
سجل المهاجم الشاب أردا جولر هدف الفوز في الدقيقة 58، بعد مجهودٍ فرديٍّ جميل، مُعلِنًا انتفاضةً تكتيكيةً بعد سيطرة نسبيةٍ في الشوط الأول. بهذا الانتصار الثمين، ارتقى روما إلى المركز الرابع برصيد 63 نقطة، وبات في انتظار تعثر محتمل لليوفي أمام بولونيا ليضمن موقعه قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم.
اهتزاز شباك فيورنتينا للمرة الأولى أمام جماهيره في الأولمبيكو شكّل ثأرًا من خسارة الذهاب الثقيلة، وأسهم في استمرار سلسلةٍ رائعةٍ بلا هزيمة في “السيري آ” وصلت إلى 19 مباراة، ما يعزز حظوظ الفريق في المنافسة على اللقب للمرة الأولى منذ موسم 2000–2001.
ميها سفيلار… “الجدار الصخري” حسم اللقاء
برز الحارس البالغ من العمر 25 عامًا كأهم أبطال المسيرة الاتّزانية للفوز، إذ تصدّى بكل ثقةٍ لمحاولات فيورنتينا الهجومية خاصة عبر صاحب الخبرة مويس كين.
- سلم سفي́لار مرماه نظيفًا للمرة الثامنة عشرة هذا الموسم في جميع المسابقات (15 في الدوري)، ما يعكس استقرارًا دفاعيًا يمرّ عبر “قفاز” حارسه الصربي المولود في بلجيكا.
- أنقذ خمس كراتٍ صعبةٍ خلال اللقاء، منها تصديٌّ رأسِيٌّ في الدقيقة الـ72 بعد عرضية خطرة، وتصويبة أرضية قوية كادت تعادل الكفة.
- حافظ على هدوئه أمام تأرجح إيقاع المباراة بعد هدف روما، حاسمًا أكثر من تدخلٍ في المنطقة، ما دفع نجم وسط “فيولا” دييغو بيروتي للاعتراف لاحقًا في الإعلام بأن “سفيْلار كان الحائط الذي اصطدم به هجومنا”.
ولعلّ تدريب دانييلي دي روسي له الموسم الماضي – حين منحه الثقة الكاملة على حساب الحارس البرتغالي روي باتريسيو – شكّل نقطة تحوّلٍ في مسيرة سفيْلار، فظهر أكثر جرأة في الخروج للكرات المرتدة وأسرع في استعادة تركيزه بعد كل تسدية.
تحية جماهير روما لإدواردو بوفي… مشهد وقاية يستحق الحفظ

بينما كُرّس الضوء لحارس المرمى على أرض الملعب، أبهر جمهور روما المدرّج الشمالي لمدرج الأولمبيكو بالوقوف صفًّا آخرٍ من الوفاء تجاه اللاعب إدواردو بوفي، الذي انتقل هذا الموسم على سبيل الإعارة إلى فيورنتينا.
في لفتة إنسانية نادرة، رفع المشجعون صور النجم الشاب ولافتاتٍ كتبوا عليها “بوفي، عود سريعًا إلى الملعب”، وتردّد هتاف “إدواردو… إدواردو” مراتٍ عدة، بينما ردّ عليهم اللاعب عبر الهاتف المحمول من مدرج الفريق الضيف، مبدياً امتنانه وهو مبتسم.
تأتي هذه اللحظة بعد حادثة انهيار بوفي مغشيًا عليه خلال إحدى المباريات في ديسمبر الماضي، حيث تبيّن أن لديه مشكلةً في القلب أجبرت الأطباء على إيقاف مشواره مؤقتًا وإخضاعه لعلاجٍ دقيقٍ قبل التفكير في العودة. واستطاعت جماهير روما أن تحوّل هذه القصة إلى رمزٍ لوحدة النادي الواحد، حتى مع انتقال نجمه إلى فريقٍ منافس.
سعود عبد الحميد بين الشكوك وفرصة الإقناع
انتقل الظهير السعودي سعود عبد الحميد إلى روما الصيف الماضي في صفقةٍ مثيرةٍ للدهشة، ولكن تبدّدت الآمال سريعًا بعد ورود أنباءٍ عن عدم اقتناع المدرب المؤقت كلاوديو رانييري بإمكاناته التقنية والتكتيكية.
في المواجهة الأخيرة لم يُدخله رانييري حتى بعد إصابة زكي تشيليك، ففضّل الاعتماد على الوافد الجديد ديفين رينش. ومع نهاية الموسم يواجه عبد الحميد مفترق طرق: إما محاولة إقناع المدرب القادم بمنحه فرصة إضافية، أو خيار العودة إلى دوري روشن السعودي عبر إعارة أو بيعٍ نهائي، إذ ليس من المعقول بقاء اللاعب دون مشاركةٍ فعلية.
دروسٌ مستفادة وخطواتٌ قادمة+

لا تزال كرة القدم الأوروبية تضع اللاعبين الواعدين أمام شعلة تحدٍ لا تنطفئ، وفي روما خرج عددٌ من أبرز الدروس التي يستفيد منها الجميع:
- أهمية توازن الثلاث خطوط: فالاستقرار الدفاعي يبدأ من الحارس، كما وقف سفيْلار بوجه “المهاجمELهجومي” للضيوف.
- دور الجماهير في دعم المعنيات: تحية بوفي لم تكن مجرد هتاف؛ بل رسالة أن الكرة أكبر من الانتماءات الضيقة.
- الفرص تتلاشى بلا مشاركة: سعود عبد الحميد أمام تحدٍّ حقيقي إن أراد الاستمرار في أوروبا، إذ لا بدّ من المشاركة باستمرارٍ لترك بصمةٍ حقيقية.
مع تبقي ثلاث جولاتٍ على نهاية الدوري، يواجه روما تحديًا في الحفاظ على مركزه والتأهل لدوري أبطال أوروبا، بينما يستعد الفريق لجولةٍ حاسمةٍ في كأس إيطاليا قبل موقعةٍ أوروبيةٍ محتملةٍ في “اليوروبا ليج”. سيبقى ميها سفيْلار في البانوراما الفنية للفريق، في حين أن معنويات اللاعبين المعارين ومدى مصداقية وعود الإدارة لهم باتت رهاناً على شفافية النادي، الذي أعطى درسا في الإنسانية والوفاء وسط دوامة المنافسات الكروية.