فابريجاس.. من أسطورة الميدان إلى طموح الملاعب الإيطالية
بدأ الإسباني مسيرته لاعباً استثنائياً مع برشلونة وأرسنال، قبل أن ينقل خبراته أيضاً إلى تشيلسي. وبعد اعتزاله، اتخذ مسار التدريب مبكراً، فتولّى قيادة فريقه الأصلي كومو في دوري الدرجة الثانية الإيطالي. رغم البداية الصعبة بين الجولة السابعة والخامسة عشرة، عندما حصد الفريق أربع نقاط فقط، حافظ المدرّب على مبادئه الهجومية في تشكيلته 4–2–3–1، معتمداً على الضغط العالي واستحواذ الكرة بأسلوب مستلهم من ثنائي إيطاليا وإنجلترا بيب غوارديولا وأنطونيو كونتي.
انقلاب في الدور الثاني وأرقام مبهرة
شهد النصف الثاني من الموسم تطوراً لافتاً، بعدما اقتنص كومو 30 نقطة في 17 مواجهة—رقم كان كافياً للتنافس على ورقة أوروبية. الفوز السادس على التوالي أمام كالياري سجّل رقماً قياسياً للنادي في الدرجة الثانية، وعزز سُمعة فابريجاس كأحد أبرز الوجوه الشابة الواعدة في عالم التدريب. هذا الانعطاف أربك الأندية الكبرى التي تراقب عن كثب تطوّر فلسفة اللاعب السابق.
عرض ليفركوزن واستعداد ألونسو للرحيل

في ظل رغبة تشابي ألونسو بالانتقال إلى تدريب ريال مدريد، فتح باير ليفركوزن مفاوضاته مع فابريجاس، مستغلاً السمعة التكتيكية والطموح القوي الذي أظهره الأخير في كومو. ذكر تقرير "ميرور" أن المفاوضات بلغت اجتماعاً ثالثاً مع وكيل أعماله، في محاولة لتأمين بديل قادر على قيادة الفريق الألماني للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية. وتحوّل اسم فابريجاس إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام الأوروبية التي ترى فيه خليفة محتملاً لأنطونيو كونتي أو بيب غوارديولا في صيغ هجومية مرنة.
صفقة أنشيلوتي الصغير.. ورقة بديلة

في حال رحيل فابريجاس، وضع كومو اسم ديفيدي أنشيلوتي، نجل المدرب المخضرم كارلو، على رأس المرشحين لقيادة المشروع الفني. يمتلك ديفيدي خبرة سابقة في تطوير معسكرات الناشئين ونقل فلسفة والده التكتيكية، التي تجمع بين العمق الدفاعي والانتشار الهجومي. ومن المنتظر أن يحظى بأنصبة من الوقت لتطبيق أفكاره على ملعب "ستاديو دي كومو" وتعزيز رصيد النادي من الانتصارات.
اللقاء الحاسم مع كابيلو.. تعزيز القناعات
في تصريح حصري لـ"كورييري ديلو سبورت"، كشف فابريجاس أنه استوحى المزيد من العزم بعد عشاء جمعه بفابيو كابيلو في ترينتو، حيث نصحه الأخير بضرورة الموازنة بين الهجوم والدفاع:
"أصرّ كابيلو على الدفاع، الدفاع، الدفاع. لكنه فسّر لي أن التوازن هو سر النجاح، فعدت لأعزز قناعاتي بأن فلسفتنا الهجومية تحتاج دائماً إلى قاعدة صلبة خلفها".
هذا اللقاء مثّل نقطة تحول زادت من تصميم المدرب على الثبات على رؤيته رغم الضغوط، وأكّدت على ضرورة اختيار العناصر القادرة على تنفيذ التحولات التكتيكية السريعة.
مشروع كومو والطموحات المستقبلية
لا يقتصر طموح إدارة كومو على نتائج الموسم الحالي، بل يضرب جذوره في مدّ جسور مع قطاع الناشئين والبحث عن مواهب صاعدة. يحتل ثنائي الوسط نيكو باز وموديبو دياو أهمية بالغة في مخططات الموسم المقبل، فيما يبقى اللاعب الإسباني جيرماي هيرنانديز من ديبورتيفو لا كورونيا ضمن أجندة الفريق للتعاقد في الصيف. كما يلوح اسم بريان كريستانتي لتعزيز الخبرة في منتصف الملعب، إضافة إلى بناء هوية فنية تشبه إلى حد كبير أسلوب أندية الصفوة في أوروبا.
أبعاد التسويق والإعلام
تعتمد الإدارة الإندونيسية المالكة لنادي كومو استراتيجية تسويقية تربط بين إنجازات الفريق وأسماء كبيرة، وهو ما يفسّر تفكيرها المبكر في التعاقد مع ديفيدي أنشيلوتي في حال رحيل فابريجاس. ما يميز هذا المسار هو ربط هوية النادي العريق بتاريخ المدرب العالمي كارلو أنشيلوتي، ما يعطي دفعة إعلامية وتسويقية أمام الجماهير الإيطالية والعالمية.
الخاتمة وتوقعات الجمهور
بينما ينتظر أن يعلن باير ليفركوزن قراره النهائي بشأن مدربه للموسم المقبل، يواصل كومو بناء مشروعه تحت قيادة فابريجاس أو خليفته المحتمل أنشيلوتي الصغير. تبقى الرصيد الهجومي والالتزام التكتيكي عنوان المرحلة القادمة، إذ يبحث الفريق عن تحقيق الصعود إلى الدرجة الأولى الإيطالية وإرساء أسس تنافسية طويلة الأمد. وعليه، سيكون صيف 2025 محطة مفصلية في رسم اتجاهات فابريجاس وجديّة إشباع تطلعات ملاك كومو، وسط أنظار الصحافة وبوّابات البحث التي لن تتوقف عن متابعة تطورات هذا الملف بعينٍ ناقدة.