خلفية الإخفاق المحلي… صدمة تفويت السكوديتو
رغم فوز إنتر على ضيفه كومو في الجولة الأخيرة، إلا أن انتصاره لم يُجْدِ نفعاً بعدما فرّط نابولي في درع الدوري بفوزه على كالياري، ليحسم اللقب قبل نهايته بأيام قليلة. هذه الخسارة مثلت ضربة نفسية قوية للفريق وجماهيره، التي كانت تطمح لاستعادة اللقب بعد الهيمنة التاريخية على ثنائية 2022-2023، وتكرر المشهد الأليم الذي عاشه الفريق حين خسر نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي 1-0 قبل موسمين.
أولى الضربات: بافارد خارج الحسابات
تعرض بنيامين بافارد، المدافع الدولي الفرنسي الحاصل على لقب كأس العالم 2018، لإصابة في الكاحل خلال مواجهة روما قبل أسبوعين، ما أبعده عن نصف نهائي الأبطال أمام برشلونة. ورغم انضمامه لمواجهة كومو مساء الجمعة، فإن تقارير طبية أكدت عدم استعادته لياقته الكاملة، ليبقى الشك يحيط بمشاركته في النهائي المرتقب.
غياب بافارد يعني اضطرار المدرب سيموني إنزاجي لإعادة رسم خريطة الدفاع، والاعتماد على ثنائي ربما يفتقر للانسجام ذاته في مواجهة خط هجوم باريس الساحق.
الضربة الثانية: زيلينسكي يرفع الراية البيضاء

لم يكن بافارد الضحية الوحيدة، إذ غاب أيضاً سيفينيو زيلينسكي، قلب وسط القدرة والدقة، عن لقاء كومو بداعي الإصابة. فقد عانى صاحب التأثير الكبير في بناء الهجمات وصناعة الألعاب من تهيّج عضلي منع مشاركته في ختام السيريا آ.
ويُعد غياب "زيلو" ثقيلاً على بطل أوروبا 2010، إذ يفقد خط الوسط نقطة ارتكاز أساسية كانت تحقق توازناً بين الحماية الدفاعية والانطلاقات الهجومية.
سيناريو الدفاع المرتجل… هل ينجح إنزاجي؟
بات على إنزاجي أن يخوض نهائي الأبطال بدون اثنين من الأعمدة التي دعمت مشواره حتى الآن. الخيارات المتاحة تتضمن:
• إشراك ماتيس دي ليخت في قلب الدفاع بجوار دستو، رغم أنه لم يشارك مع بافارد باستمرار.
• الاعتماد على فرانشيسكو أكويلاني أو ماريو بالوتا في محور الوسط بدلاً من زيلينسكي، مع مخاطر ضعف التأثير الهجومي.
• تغيير طريقة اللعب إلى 3-4-3 لتغطية الثغرات في الجهة اليمنى، لكن ذلك قد يفتح المساحات أمام نجوم باريس سان جيرمان.
مواجهة العمالقة… دموع سكوديتو ودماء الأبطال
بعد ساعات من خيبة الدوري، سيجد إنتر نفسه في تحدٍ أقوى، ضد فريق يُعتبر معشوق الجماهير الباريسية بقوامه النجومي من مبابي ونيمار وميسي. ووسط الأجواء المتوترة في إيطاليا، يجدر بالمدرب إنزاجي استلهام دروس الماضي، تماماً كما فعل مورينيو عندما قادهم لتحقيق الثلاثية التاريخية عام 2010.
ضغوط مالية وانتقالات مرتقبة

ومع اقتراب موسم الانتقالات الصيفي، سيحاول إنتر تعويض خسائر الموسم بخطط تدعيمية طموحة، خاصة في قطاعات الدفاع والوسط. ويتردد أن الإدارة تعمل على ضم مدافع شاب قادر على تعويض غياب بافارد الموسمي، بالإضافة إلى لاعب وسط ديناميكي ليكون بديلاً دائمياً لزيلينسكي وأخيه روميلو.
كيف يستعيد نيراتزوري عافيته؟
1. تعزيز اللياقة البدنية: تكثيف الجلسات التأهيلية للاعبين المعافين، لضمان الجاهزية التامة.
2. تفتق المواهب الشابة: إتاحة الفرصة للاعبين من أكاديمية الشباب، لتعويض النقص العددي.
3. إعادة بناء الثقة: تنظيم محاضرات نفسية جماعية، إذ يلعب العنصر المعنوي دورًا حاسمًا في نهائي كهذا.
4. التركيز التام على النهائي: غسل صفحة الدوري سريعاً وتوجيه الأنظار إلى لقب الأبطال الذي سيفتح آفاقاً جديدة.
رهان النهاية… هل يعيد إنتر الزمن؟
يتكرر السيناريو كوجهين لعملة واحدة: سقوط محلي وأمل قاري، تماماً كما عاشه القلعة قبل سنوات. وحين تلتقي جحافل جماهير “السيركلو” مع ألوان “الإيمبانادا” الباريسية، سيظهر بطل أوروبا 2010 من بين الرماد، أو يستسلم لمجد باريس الذي يتلاشى تحت أقدام صانع القرار في وسط الملعب السيتيزي.
في معركة ستشكل نهاية موسم مضطرب، يُثبت إنتر حقيقته: فريق لا يرضى بالأقل من المجد.