قبل أيام من المواجهة المرتقبة بين برشلونة وريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب «لا كارتوخا» بإشبيلية، خرج المدرب الهولندي رونالد كومان، نجم برشلونة الأسبق، مقنعًا بضرورة تخفيف الضغوط عن مواطنه الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
كومان: نهائياتُ الكلاسيكو لا تقاس بالأرقام
قال كومان: «عندما يصل برشلونة وريال مدريد إلى نهائي الكأس، لا يمكن القول إن فريقًا ما أكثر حظًا من الآخر. ربما تشير النتائج الأخيرة لمصلحة برشلونة، لكن في مباراةٍ بين عملاقين بهذا الحجم، كل شيءٍ وارد». وطالب الهولندي بعدم ربط حظوظ الفوز بترتيب الدوري أو بالأداء في دوري الأبطال، مؤكدًا أن «عالم كرة القدم يعرف أن الحاسم في النهائي هو قدرة الفريقين على إدارة الضغوط واستثمار الفرص، وليس الأرقام السابقة فحسب».
سجل أنشيلوتي العالمي: من يجب رفع القبعة له
انتقل كومان إلى الحديث عن مسيرة أنشيلوتي الحافلة بالألقاب قائلًا: «نادرًا ما نجد مدربًا يحمل هذا الكم من الألقاب على مستوى الأندية والقارات؛ فهو أكثر مدربٍ تتويجًا في تاريخ كرة القدم. إدارة فريقٍ بحجم ريال مدريد يضم نجومًا كبارًا هي من أصعب المهام، وهذا ما يثبط كثيرين قبل البدء». وأضاف: «أنشيلوتي يستحقّ الثناء على طريقة تعامله مع هذا الكمّ من الأسماء الكبيرة، وقدرته على خلق جيلٍ قادرٍ على المنافسة في دوري الأبطال وأمام الفرق الكبرى محليًا».
رفض تحميله تبعات التعثرات
لم يخفِ كومان استياءه من حمل «المدرب الإيطالي» تبعات نتائجٍ لا يعجز كبارُ العالم عن مواجهتها. وقال: «عندما تواجه سلسلةً من التعثرات في الدوري أو كأس أوروبا، يتحوّل المدرب إلى كبش الفداء. لكن من بين كل عناصر الفريق—لاعبين، إدارة، طاقم فني—المُدرّب يتم استهدافه أولًا. يجب أن نعترف بأن أنشيلوتي قدم عملًا رائعًا في السنوات الأخيرة، وأن النقد الحالي مبالغٌ فيه».
النهائي فرصة للتعويض واللقاء الكبير
شدد كومان على أن مباراة السبت المقبلة ستكون بمثابة تعويضٍ لريال مدريد بعد وداعه المبكر لدوري أبطال أوروبا وإحباط خوض الأدوار النهائية القارية في الموسم الجاري. وأوضح: «للريال موعد مع هذه الكأس لتعويض الإخفاق القاري. نفس الأمر يفعله برشلونة، الذي يريد إضافة لقبٍ يقوّي منطق المواجهات المباشرة أمام الغريم». واعتبر أن «دوريتو» النهائي يعيد الثقة إلى الفريق الذي يجهز له جماهيره «هتافًا استثنائيًا في مدرجات لا كارتوخا».
كومان والروابط بين برشلونة وريال مدريد
لم يفت كومان التذكير بروابط الماضي بين الطرفين، فقال: «كنت لاعبًا ومدربًا في برشلونة، وأعرف جيدًا حجم البطولة التي تجمعنا مع ريال مدريد. التقنيات الحديثة تساعدنا على تحليل الأخطاء، لكن في الملعب كل شيءٍ حيّ ويتحرك بسرعة. أنشيلوتي قادر على توظيف خبرته للتأقلم مع أي تطورٍ في المباراة».
الكلمة الأخيرة: احترام المنافس قبل كل شيء
ختم كومان حديثه بدعوةٍ للتقليل من الحديث السلبي قبل صافرة انطلاق النهائي: «هناك خصومة قوية بيننا، لكنها تكمل المشهد الكروي. أدعو الجميع—اللاعبين، والإعلام، والجماهير—إلى منح فرصتهم للمدربين لإدارة المواجهة دون تشويشٍ مسبق. أنشيلوتي يستحقّ ثقتنا، كما يستحقّ المرمى الكبير الذي يقف أمامه فريقٌ عظيمٌ كالبرشلونة».
