في ظل الترقب الكبير لمباراة الكلاسيكو القادمة بين فريقي برشلونة وريال مدريد، يختطف نجم وسط ريال مدريد الكرواتي لوكا مودريتش الأنظار بأدائه الثابت ومشاركاته المتواصلة في هذه القمة الكروية. يدخل مودريتش مواجهة الغد برصيد 36 مباراة في ديربي إسبانيا، وبفوز واحد فقط سيعادل عتبة 37 مشاركة التي احتلها ثلاثة من أساطير "الميرينغي"، وهم: إيكر كاسياس، راؤول غونزاليس، وفيرناندو هييرو.
طموح للاحترافية والاستمرارية
منذ انتقاله إلى ريال مدريد صيف 2012، كرّس مودريتش مسيرته للدفاع عن قميص الملكي، فخرجت مشاركاته في "الكلاسيكو" علامةً فارقةً في سجله الشخصي. فبعد 11 موسمًا على انضمامه، يظهر الكرواتي احترامه الكبير لأهمية اللقاءات أمام جاره التقليدي، وينتظر الآن اللحظة التي ستجعله يدخل قائمة العشرة الأوائل في عدد المباريات أكثر مشاركةً في تاريخ هذه المواجهة الشهيرة.
قائمة الأكثر مشاركةً في الكلاسيكو
- في الصدارة يتربع سيرجيو بوسكيتس أسطورة خط وسط برشلونة برصيد 48 مباراة، متفوقًا بفارق كبير على غيره.
- يحلّ في المركز الثاني كل من سيرجيو راموس وليونيل ميسي برصيد 45 مباراة، حيث قضاها المدافع الإسباني مع ريال مدريد والمهاجم الأرجنتيني مع برشلونة.
- يأتي كريم بنزيما ثالثًا من لاعبي "الميرينغي" بعشرة مواسم أيضًا، بعد أن شارك في 43 كلاسيكو.
- يشارك تشافي هيرنانديز، مانولو سانشيز، وباكو خينتو في المركز الخامس بمعدل 42 مواجهة.
- يحتل جيرارد بيكيه المرتبة الثامنة بعدما خاض 40 مباراة.
- يليه الأندلسي أندريس إنييستا في المركز التاسع برصيد 38 مباراة.
- في المركز العاشر يلتقي ثلاثة من أساطير ريال مدريد: فيرناندو هييرو، راؤول غونزاليس، وإيكر كاسياس، كل منهم خاض 37 كلاسيكو.
حصاد السنوات وأهمية الرقم
تجسد هذه القائمة مدى ولاء اللاعبين وإسهاماتهم المتواصلة خلال فترات طويلة، إذ لم تكن مباراة الكلاسيكو عابرةً أو مباراةً عاديةً بالنسبة لهؤلاء النجوم، بل مقياسًا لقدرتهم على العطاء تحت أقسى الضغوط الجماهيرية والإعلامية. ومع تعديل موعد الكلاسيكو في أكثر من مناسبة بين الدوري الإسباني وكأس السوبر وكأس الملك، احتفظت هذه المواجهات بخصوصيتها، ولاسيما للمحترفين الذين برزوا في ملعب "الكامب نو" و"سانتياجو برنابيو" على حد سواء.
مودريتش والرهان على الاستمرارية
على الرغم من تقدمه في السن، يواصل لوكا مودريتش تقديم مستويات عالية تكتيكيًا وفنيًا، مما جعل المدرب كارلو أنشيلوتي يعتمد عليه كأساس في خط الوسط. ويعتبر الكرواتي من أبرز صناع اللعب في "الكلاسيكو" بفضل دقته في التمرير وإدارة الإيقاع، بالإضافة إلى دوره الدفاعي الرائع في النزالات الفردية وقطع الكرات. ويطمح مودريتش إلى التسجيل أو صناعة هدف في ديربيٍ ناريٍّ يرفع سقف المنافسة بين الغريمين.
التحضيرات النفسية والتكتيكية
في الأسابيع الأخيرة، ركز الجهاز الفني للريال على إعداد لاعب الوسط الكرواتي نفسيًا لهذه القمة، حيث يحصل مودريتش على إشادة مستمرة في وسائل الإعلام الإسبانية والعالمية، إذ أشارت صحيفة "ماركا" إلى أن "مودريتش أحد الأعمدة التي تستند إليها المواجهة الكبرى"، بينما ذكر موقع "أسبن" أن "الكرواتي يملك الحنكة الكافية للتعامل مع مفردات الكلاسيكو الهجومية والدفاعية في آنٍ واحد".
لهفة الجماهير وتأثير الكلاسيكو
لا تخلو مواقع التواصل الاجتماعي من حوارات الساعين لمعرفة من سيكون أكثر تأثيرًا في اللقاء، فتارة تجد مشجعًا للريال يتوقع تمريرة حاسمة من مودريتش، وتارة أخرى مشجعًا لبرشلونة يذكر أن لاعب الوسط الكتالوني يونغي دي يونج قد يشكل خطورة مقابلة. لكن للشبكات حضور بارز في تتبع إحصائيات، ومن الصعب تجاهل الرقم الذي سيبلغه الكرواتي يوم السبت، والذي سيضعه بين كبار التاريخ ويزيد من رصيد "الأسطورة الحية" في عيون محبي الكرة.
صراع الأجيال والذكريات الأبدية
منذ أواخر الثمانينات حتى اليوم، شهد الكلاسيكو نجومًا كثرًا، من هماشتست إلى زيدان، مرورًا بميسي ورونالدو، وإن كان الحال واحدًا في الاحتفاء بالتاريخ، فإن القدر يربط الأسماء الكبيرة بمشاركاتها في هذه المباراة. وقد كتب هؤلاء الأسماء صفحات ذهبية، لكن عدد مرات المشاركة ليس مجرد رقمٍ للإحصاء فحسب، بل هو دليل على قدرة اللاعب على الصمود والبقاء في مستويات عالية رغم تقلبات النتائج والظروف.
النظرة إلى ما بعد الكلاسيكو
بفوز مودريتش غدًا، سيصل إلى النقطة التي تتجاوز الكثيرين من أساطير "الميرينغي"، لتصبح مهمته المقبلة في مباراة العودة وفي المباريات الكبيرة الأخرى، حيث يسعى لتحقيق المزيد من الأرقام القياسية. ويبقى السؤال مطروحًا: هل يستطيع الكرواتي الحفاظ على نسقه والمنافسة على لقب الليغا والدوريات الأوروبية، باعتباره حجر الزاوية في تشكيلة ريال مدريد طيلة هذا العقد؟
ختامًا، تشكل قمة برشلونة وريال مدريد تلك الخشبة التي يُعرَض عليها التارّخ، وعلى هذه الخشبة سيقف لوكا مودريتش ليكتب فصلاً جديدًا في قصة وفائه وسعيه الدائم للتفوّق. وبينما يتحضر لاعبو الفريقين للقاء المنتظر، يتطلع عشّاق كرة القدم إلى رقمٍ سيُضاف إلى سجل الكلاسيكو الأسطوري، وليستمر الحديث عن عظمة الأحداث والأرقام التي جلبها كبار نجوم اللعبة عبر السنين.
