وسط ضبابية مستقبل البرازيلي فينيسيوس جونيور، باتت إدارة ريال مدريد تراهن بقوة على النجم النرويجي إيرلينج هالاند ليكون الخيار الأول لتعويض الجناح الشاب حال رحيله عن سانتياجو برنابيو، ويأتي ذلك في ظل مخاوف من انتقال فينيسيوس إلى الدوري السعودي واستمرار الأزمة حول تجديد عقده.
خلفية الأزمة التعاقدية
يُطبق ريال مدريد خطة لإطالة أمد بقاء فينيسيوس، الذي يرتبط بعقد رسمي مع النادي حتى يونيو 2027، بعد التوقيع على ملحق يجعله أحد أعلى اللاعبين راتبًا في تاريخ النادي. ومع ذلك، لم يتوصل الطرفان حتى الآن إلى تفاهم نهائي حول الشروط المالية للعقد الجديد، ما أثار تكهنات قوية بوجود رغبة للاعب في خوض تجربة احترافية جديدة، تتصدرها عروض من أندية سعودية اشتهرت خلال الأشهر الماضية بضم أسماء عالمية برواتب خيالية.
أبرز بنود العلاقة الحالية
يعتمد اتفاق فينيسيوس الحالي على مكافآت مرتبطة بالأهداف والبطولات، إضافة إلى راتب أساسي يضعه ضمن ضمن فئة النجوم المتوسطة الدخل في ريال مدريد. وعلمت شبكة "ذا أثلتيك" البريطانية أن مطالب اللاعب تتراوح بين رفع الراتب السنوي بنسبة تفوق 40% وزيادة المكافآت الشخصية عند التتويج بالألقاب المحلية والقارية، وهو ما تقابله إدارة النادي بحذر خشية اختلال ميزانية الرواتب وتهديد قواعد اللعب المالي النظيف.
بيريز وهالاند: علاقة تمتد لسنوات
من جانبه، لم يُخفِ فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، إعجابه الشديد بمهاجم مانشستر سيتي منذ أيام تألقه مع بوروسيا دورتموند، مرورًا بصراعه مع دفاعات الدوري الإنجليزي، وصولًا إلى هدفه التاريخي في نهائي دوري أبطال أوروبا. وعبر أكثر من مصدر، يؤكد بيريز أن ضم هالاند يأتي على رأس أولويات المكتب التنفيذي لخطة انتدابات الصيف، سواء في سيناريو رحيل فينيسيوس أو كتعزيز هجومي بديل في حال فشل التمديد.
عقبة العقود الطويلة والتكلفة الضخمة

يمتد عقد هالاند مع سيتي حتى يونيو 2034، ويشمل راتبًا أسبوعيًا يقارب 400 ألف جنيه إسترليني بعد التعديلات الأخيرة، إضافة إلى بنود جزائية تقدر بأكثر من 150 مليون جنيه إسترليني. هذه الأرقام الضخمة تشكل تحديًا أمام أي نادٍ يرغب في التعاقد معه، حتى لو كان ريال مدريد، الذي سيتعين عليه توفير مصادر تمويل إضافية أو إعادة هيكلة بعض العقود الحالية لتحقيق ذلك ضمن سقف الإنفاق المسموح به.
التنسيق مع خطة الموسم المقبل
في حال نجح ريال مدريد في التوقيع مع هالاند، ستشهد تشكيلة الفريق تحولًا تكتيكيًا ملحوظًا، خصوصًا في ظل وجود كيليان مبابي الذي ينشط أساسًا على الجناح. ومن المتوقع أن يتقلّد هالاند دور رأس الحربة الصريح في خطة 4–3–3، مع إعادة توزيع الأدوار الهجومية بحيث يعود مبابي إلى موقعه المفضل على الجناح الأيسر أو الأيمن حسب المعطيات التكتيكية للمباريات الكبرى.
ردود الأفعال الجماهيرية والإعلامية
أثارت الأنباء الأولى حول رصد مدريد لهالاند حماس المشجعين، الذين اعتبروا أن وصول هدّاف قوي بحجم النرويجي سيمنح الفريق جرعة تهديفية كبرى، ويوازن خروج محتمل لفينيسيوس. على الجانب الآخر، رأت جماهير أن الصفقة ستزيد الضغط على إدارة النادي لتحقيق انتصارات فورية بالألقاب، خاصة في ظل التحديات القارية والمنافسة الشرسة على لقب الدوري الإسباني ودوري الأبطال.
خيارات أخرى أمام المرينغي

رغم الصرامة الواضحة تجاه هالاند، لا يغفل ريال مدريد عن ترقب أسماء أخرى في السوق، مثل مهاجمين شباب أقل تكلفة أو جناحين قادرين على اللعب في أكثر من مركز. وترددت أنباء عن بحث النادي عن بدائل داخلية من الأكاديمية أو من فرق الدوري الأوروبي أقل ارتفاعًا في المطالب المالية، كبدائل جاهزة في حال تعذّر التفاوض مع مانشستر سيتي.
خاتمة مشرقة أم رهانات محفوفة؟
يلعب ريال مدريد اليوم على عدة جبهات: أولها حسم ملف بقاء فينيسيوس جونيور الذي يمثل ركيزة أساسية في هجوم الفريق، وثانيها رصد موارد مالية كافية لتعزيز الخط الأمامي بصفقة كبرى مثل هالاند. وإن غاب الحل لأحد الملفين، فسيجد المرينغي نفسه أمام تحدٍ مزدوج: تشكيل جبهة هجوم متوازنة وضبط ميزانية الأجور ضمن معايير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وبكل الأحوال، فإن الموسم المقبل يعد بمنافسات نارية على أكثر من صعيد، وستكون تحركات النادي صعبة المراس في سوق الانتقالات، بين التموضع التكتيكي والموازنة المالية المحكمة.