أعرب إنييغو مارتينيز، مدافع برشلونة الإسباني المخضرم، عن رضاه العميق عن الصلابة الدفاعية التي ظهر بها الفريق في مواجهة مايوركا ضمن الجولة الثالثة والثلاثين من منافسات الدوري الإسباني، والتي انتهت لصالح البارسا بنتيجة (1-0). وفي تصريحاتٍ لصحيفة ماركا، شدّد المدافع على أن الحفاظ على خلو الشباك من الأهداف كان الهدف الأول بعد الأخطاء التي تكبدها الفريق في المواجهة السابقة ضد سيلتا فيغو، لكنه شهد أيضًا أن الفرص العديدة التي أتيحت لأبطال إقليم كاتالونيا لم تُستثمر بالشكل الأمثل.
الاستفادة من درس سيلتا فيغو
استهل مارتينيز حديثه بالتأكيد على أن أخطاء مباراة سيلتا فيغو الماضية، التي شهدت استقبال برشلونة لثلاثة أهداف في فوزٍ مثيرٍ بنتيجة (4-3)، شكّلت دافعًا لتنقية الأداء الدفاعي قبل مواجهة مايوركا:
“كنا نعلم جيدًا أن علينا تصحيح أخطائنا في الخلف، لذا ركّزنا بنسبة أكبر على تنظيم الخطوط الأربعة وضغطنا على حامل الكرة بشكلٍ جماعي. هذا واضح في نظافة الشباك التي حافظنا عليها الليلة.”
ويحتل فريق المدرب هانز فليك بفضل هذا الانضباط الدفاعي صدارة الترتيب برصيد 76 نقطة من 33 مباراة، مع أفضليةٍ طفيفة عن ريال مدريد الذي يجمع 69 نقطة ولكنه يمتلك مباراة مؤجلة.
تفكير هجومي… ولكن دون ترجمة

رغم الفخر بالاداء الدفاعي، اعترف مارتينيز بأن برشلونة فشل في استثمار عدد لا بأس به من الفرص، إذ بلغ إجمالي تسديدات الفريق 18 محاولة، منها 6 على المرمى، مع معدل متوقع أهداف (xG) يقارب 2.1، بينما اكتفى الفريق بهدفٍ وحيدٍ سجله دانــي أولــمو في الدقيقة 46. وبيّن:
“خلقنا مساحات كثيرة وقدّمنا تمريرات ناجحة في الثلث الهجومي، لكننا لم نُجيد اللمسة الأخيرة. علينا تحسين التركيز أمام المرمى، فمباراة (1-0) لا تمنحك رفاهية الاسترخاء.”
وقد لجأ برشلونة في معظم دقائق اللقاء إلى الضغط العالي واسترجاع الكرة في المناطق المتقدمة، معتمداً على سرعة غافي وسرعة تتابعات أولمو لفك التكتلات الدفاعية للمنافس. ومع ذلك، أثرت بعض القرارات التسرعية على كفاءة الهجوم وأهدرت فرصًا واضحة للتسجيل.
إشادة ببدائل الموسم… فاتي وفورت
من وجهة نظر مارتينيز، لم يقتصر الأداء الإيجابي على الخط الخلفي، بل كان لدخول اللاعبين الشابين أنسو فاتي وهيكتور فورت دور في منح التشكيلة مزيدًا من الحيوية. وقد حل الثنائي في الدقائق الأخيرة بدلاً من رافينيا وجافي، فاستطاعا التقدم بالكرة والأداء بطابع هجومي متجدد. وكشف المدافع:
“أنسو وهيكتور لاعبان مهمان لدينا. أثبتا اليوم أنهما جاهزان للفرص التي تُمنح لهما. مشاركتهما تُنتج شحنةً من الحماس داخل الملعب.”
وشارك فاتي للمرة الأولى كأساسي هذا الموسم بعد فترة طويلة على مقاعد البدلاء، بينما كان فورت أحد أبرز العائدين من إصابات عضلية أبعدتهما عن معظم الجولات السابقة.
نظرة تكتيكية: 4-3-3 منضبط وضغط دائم

طبق برشلونة خطة 4-3-3 التي تعتمد على بوسكيتس وفرينكي دي يونغ في الارتكاز الثلاثي لخلق توازنٍ بين الدفاع وبناء اللعب. وقد أظهر الثنائي سهولةً في التحرك الجانبي وتبادل المراكز، ما دعّم خطوط الفريق وأتاح للأطراف الهجومية حرية أكبر. ولعب الضغط العالي دورًا أساسيًا في إجبار مايوركا على ارتكاب الأخطاء، وفقًا لتقديرات المدرب هانز فليك.
على مستوى التنظيم الدفاعي، شكّل الثنائي مارتينيز وأراؤخو جدارًا منيعًا أمام مهاجمي مايوركا، مع مساندة الظهيرين سيرجينو دست وجونيور فيربو. وبفضل الارتباط بين خطوط الفريق، فقد صمد الدفاع أمام 5 محاولات خطرة من أصحاب الأرض دون أن يدخلوا منطقة الجزاء بسهولة.
خطوة مهمة نحو الحفاظ على الصدارة
يرى مارتينيز أن هذه النقاط الثلاث تمثل رصيدًا ثمينًا في سباق اللقب، خاصةً مع تلاحم المباريات في الأسابيع القادمة:
“الفوز على مايوركا خطوة مهمة لإبقاء الضغط على ريال مدريد. علينا مواصلة سلسلة الانتصارات حتى نهاية الموسم للحفاظ على التقدم.”
ويُعد هذا الانتصار الثالث عشر على التوالي للفريق في الدوري، مع سلسلة لم تُذق فيها شباك برشلونة مرارتي هزيمة أو تعادل خارج أرضه.
تحديات واستشراف المستقبل
ينتظر برشلونة مواجهة صعبة ضد بلد الوليد يوم 3 مايو في ملعب “نويفو خوسيه زوريا”، حيث يخطط النادي لتعزيز العقد الدفاعية وتدوير العناصر الهجومية لتفادي الإرهاق في دور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلانو يوم 30 أبريل. ويتطلّع مارتينيز وزملاؤه إلى التعامل مع هذا الجدول المزدحم بحنكةٍ تكتيكيةٍ وإعدادٍ بدنيٍ محكم.
ختامًا، أكّد إنييغو مارتينيز أن العمل الجماعي والالتزام التكتيكي هما سرّ الاحتفاظ بالنتائج الإيجابية، وأن تحسين الفاعلية الهجومية – عبر زيادة التركيز واستغلال الفرص – سيكون بندًا أساسيًا في تدريبات الفريق قبل الاختبارات المقبلة.