روديجر يخسر نصف موسم
تعرض المدافع المخضرم للطرد المباشر بعد خروجه من نطاق الملعب واصطدامه لفظياً بحكم اللقاء ريكاردو دي بورجوس، ثم محاولته رمي قطعة من المعدات الفنية في اتجاه الطاقم التحكيمي، قبل أن يمنعه زملاؤه من تصعيد الموقف. وقد علّق بيان اللجنة على الواقعة مؤكداً أن سلوك اللاعب لا يليق بمستوى المنافسات الرسمية، وأن العقوبة جاءت استنادًا إلى المادة الخاصة بالإهانة الموجهة لمسؤول رسمي وخلقه حالة من الفوضى داخل المنطقة الفنية.
بذلك سيفقد “الملكي” خدمات روديجر بداية من مواجهة سيلتا فيجو المقبلة، مروراً بالمواجهات ضد برشلونة وريال مايوركا وإشبيلية وريال سوسييداد، وصولاً إلى أولى جولات الموسم القادم، ما يضع عبئاً ثقيلاً على العمق الدفاعي للفريق أمام غياب اثنين من المدافعين الأساسيين (إذ بات أيضاً خارج حسابات الكلاسيكو الآخر البرازيلي ميلتاو إثر الإصابة).
فاسكيز يدفع ثمن الاعتراض
أما حالة لوكاس فاسكيز، فقد جاءت بعد دخوله أرض الملعب للاعتراض على إحدى قرارات حكم الساحة رغم أنه لم يكن ضمن ورقة التشكيلة الأساسية. وأشار بيان الانضباط إلى أن تكرار الاحتجاج وجسامة المخالفة الخطابية استدعت إيقاف الجناح المندفع لمباراتين؛ واحدة لمحاكمته بعد الخطأ، والأخرى لمراعاته سابقاً. وبالتالي سيغيب عن المواجهتين الأسهل بنظر الإدارة أمام سيلتا وريال مايوركا، لكن عودته ستصب في صالح الفريق أثناء غياب روديجر.
بيلينجهام ينجو من الإيقاف
في مفاجأة لافتة، تم قبول استئناف نجم الوسط الشاب لدى غرفة فض المنازعات، ليُلغى إيقافه المبدئي الذي جاء عن تلقّيه البطاقة الحمراء بقرار من تقنية حكم الفيديو خلال مجريات الكلاسيكو. وكان الدولي الإنجليزي قد ارتكب مخالفة على أحد مدافعي الضيوف داخل منطقة الجزاء، فما لبث حكم اللقاء أن أشار بيده لإخراجه من أرضية الملعب بعد الرجوع إلى “فار”. لكن المذكرة المقدمة من النادي الملكي اعتبرت أن القرار مبالغ فيه ولا يوازن بين خطورة المخالفة وما ترتب عليها من أضرار.
وبالتالي، يتوفّر بيلينجهام لخوض لقاء ربع نهائي كأس الملك أمام المتأهل من الدور السابق دون قيود، مما يمنح وسط الميدان الحرية اللازمة لتقديم أفضل مستوى قبل استعادة عافيته بعد فترة من الإصابات الخفيفة.
تداعيات الانضباط على تشكيلة أنشيلوتي
يواجه كارلو أنشيلوتي معضلة حقيقية في إعادة هيكلة دفاع الفريق للمرحلة المقبلة، خاصة مع رحيل ألابا للمشافي وخضوعه لجراحة في الركبة، واضطرار روديجر لجلوس طويل الأمد على مقاعد الإيقاف، إضافة إلى الإيقاف المؤقت لفاسكيز. ورغم توافر فران جارسيا وخيسوس فاييخو كخيارين طبيعيين في قلب الدفاع، فإن انعدام البدائل يجبر المدرب الإيطالي على التفكير في حلول تكتيكية بديلة مثل اللعب بثلاثة مدافعين مع تقدم الأظهرة لتغطية الجبهتين، أو منح الثقة لظهيرين مركزيين كـلوكا يوفيتش (من الكاستيا) أو حتى الاستعانة بخدمات ميليسيمانو السريع على الطرف.
من جهة أخرى، سيحظى أنشيلوتي بفرصة إعادة توزيع أدوار اللاعبين في خط الوسط بوجود بيلينجهام المتاح، وربما يُضطر للدفع بأحد الشبان للفوز بميزة السرعة والضغط العالي، لا سيما أمام الفرق الصاعدة أو تلك التي تعتمد على الكرات الطولية.
صورة مستقبلية للفريق
يبقى السؤال الكبير: كيف سيستعيد مدريد توازنه الدفاعي في المباريات الحرجة بعد منتصف الموسم؟ الاستعانة بلاعبين مثل ميغيل غوتيريز القادرين على شغل الجهة اليسرى في حالة غياب ألابا، أو إقحام الدولي الشاب دراماني مدافع الكاستيا لملء فراغ قلب الدفاع تعدّ خيارات مطروحة.
على الصعيد النفسي، لا بد من إيقاف زحف الأخطاء الفردية والانفعالات العارمة من خلال ورش عمل تحضيرية تأخذ اللاعبين في دورات مكثفة لإعادة الانضباط داخل الملعب وخارجه. ففي عالم كرة القدم الحديثة، يكتفي الحكم بقرار فوري قد ينعكس سلباً على نتائج بطولة بكاملها.
خاتمة وتوقعات
مع اقتراب مباريات الحسم في الليغا والكأس والأبطال، تتجه أنظار الجماهير والإعلام نحو قدرة ريال مدريد على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. فبينما يُراقب “ماركا” و”موندو ديبورتيفو” عن كثب مدى استجابة النادي الملكي للعقوبات، يضع عشاق الفريق ثقتهم في خبرة كارلو أنشيلوتي وقدرته على تجاوز أزمات الإصابات والإيقافات بتعديل الخطط والبدء بفترة إعادة تأهيل فكرية وفنية للاعبين.
في النهاية، لا يزال الأمل معقوداً على أن تتحول هذه الأزمة إلى نقطة انطلاق جديدة، تؤكد مرة أخرى أن الملكي لا ينهزم مهما كثرت التحديات، ويعود دائمًا لرفع الألقاب في اللحظات التي يختبره فيها قدره.
