بعد موسم مليء بالانتكاسات على جميع الأصعدة، أعرب توني كروس، نجم وسط ريال مدريد السابق، عن قلقه الشديد إزاء مستقبل النادي الملكي وطريقة تعامله مع أزماته، في تصعيد نادر ينتقد فيه لاعباً بوضوح ويكشف محنة فريقه بعد خروج مذلّ من كأس إسبانيا وتوديع دوري الأبطال.
ريال مدريد بين خيبة أمل الكأس وإقصاء أوروبا
خسر “الميرنغي” مؤخراً نهائي الكأس أمام الغريم التقليدي برشلونة، ما مثل ضربة قاضية لأطماع لاعبيه وجماهيره في تحقيق أي لقب محلي هذا الموسم. ولم يكتفِ الفريق بذلك، إذ ودّع دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي على يد أرسنال، بعدما تلقى هدفين نظيفين على أرض نفسه في معقل سانتياغو برنابيو.
“الوضع الحالي صعب للغاية”، قال كروس في حديثه الصحفي ليلة الثلاثاء. “ما زال ريال مدريد يعاني من موسم متعثر على مختلف المستويات، فلم يحقق أي لقب رئيسي حتى الآن”.
وإذا كانت هزيمة الكلاسيكو في نهائي الكأس أمراً موجعاً، فإن التعثر أمام أرسنال أثار علامات استفهام حول مدى قدرة اللاعبين وطاقم الإعداد الفني على مجاراة إيقاع المباريات الأوروبية الكبرى. وأضاف كروس:
“الموسم شهد خسارة ثالثة كبرى، لكن تاريخ النادي يثبت قدرته على التعافي والعودة أقوى. هذه لحظة اختبار حقيقي لمبادئ ريال مدريد”.
إدانة صريحة لأنطونيو روديجر

انتقل كروس بعد ذلك إلى انتقاد لاذع لفترة في مسيرة الدولي الألماني أنطونيو روديجر، الذي تعرض للطرد في مباراة الكلاسيكو الأخيرة إثر تدخل عنيف. واعتبر كروس أنّ الخطأ كان فادحاً لكنه لا يستوجب تشويه صورة اللاعب:
“بالتأكيد أخطأ في تلك اللقطة، فالتصويرات توضح كل شيء، وأعتقد أن معاقبته كانت عادلة. رغم ذلك، هو لم يرتكب عملاً جرمياً يستدعي الحديث عن استبعاده من المنتخب”.
برغم تضامنه مع روديجر، حثّ زميله السابق على تحمل مسؤولية تصرفه والاعتذار بشكل واضح للمشجعين ولزملائه، موضحاً:
“تواصلت معه بعد المباراة، وأكد لي أنه يقبل العقوبة ويفهم ما جرى في رده الفوري. المهم الآن أن يثبت للجميع قدرته على العودة أقوى وبدون أي انفعالات مبالغ فيها”.
أسباب التعثر ومعضلات الموسم
يعود تدهور النتائج في “عاصمة الأسبانية” إلى مجموعة من الأسباب التي أشار إليها كروس بشكل غير مباشر، وهي:
1. تراجع اللياقة البدنية:
بدا لاعبو الريال يعانون في الضغط العالي طوال المباراة، ما سهّل اختراقهم في الكرات الثنائية.
2. غياب الفاعلية الهجومية:
بالرغم من امتلاك الفريق لثلاثي هجومي مكوّن من بنزيمة وفينيسيوس ورودريغو، فإن تسجيل الأهداف أصبح أشبه بالمعجزة في الكثير من المباريات.
3. الهفوات التكتيكية:
أخطاء التمركز ظهرت جلية في مناطق الجزاء، خصوصاً عند تضييع مراقبة المساحات خلف الظهيرين.
ولم يفت كروس التأكيد على ضرورة إجراء تغييرات جذرية قبل الموسم المقبل، سواء بتعديل الخطة التكتيكية أو بانتداب لاعبين قادرين على إضافة عنصر القوة والسرعة في وسط الميدان وخط الهجوم.
ملامح الحلول المطلوبة

في ضوء تصريحاته، حدد كروس جملة من الخطوات التي يجب على إدارة ريال مدريد اتخاذها لتصحيح المسار:
• تعزيز الصفوف:
ضم لاعب ارتكاز جديد قادر على استعادة الكرات وبناء الهجمات.
• تحفيز الأسماء الصاعدة:
منح لاعبي الكاستيا فرصة أكبر للمشاركة ولاعتماد خطة تعتمد على الدماء الشابة.
• مشروع فني واضح:
نصبّ كامل ثقله خلف المدرب لاستعادة روح الفريق التاريخية، مع منح الثقة لمن ينجح في إظهار شخصية الفوز.
ولفت إلى أن هذا الموسم لن يُمحى بسهولة من الذاكرة الجماهيرية إذا فشل النادي في تحقيق أي لقب، ما يفرض عليه الثأر بقوة في العام المقبل.
إرث ريال مدريد الذي لا يموت
رغم الانتقادات القاسية، ختم توني حديثه بلمسة أمل مستمدة من تاريخ النادي المجيد:
“تعود ريال مدريد دائماً من العثرات. هذا الفريق حقق أعظم الانتصارات بعد أوقات صعبة. على الجميع التحلي بالإيمان والالتزام”.
وبذلك يضع نجم الوسط السابق النقاط على الحروف؛ يحذر من مواصلة الخطأ، وفي الوقت ذاته يذكّر بأن شعار التفاؤل لا يزال حاضراً طالما قلب الملكي لا يتوقف عن الخفقان.