في تصريحات أُثيرت عبر إذاعة COPE الإسبانية، أعلن الحارس السابق لنادي ريال مدريد، سانتياجو كانيزاريس، أن تيبو كورتوا هو أفضل حارس مرمى شهدته قلعة “برنابيو”، وهو ما أشعل نقاشًا واسعًا داخل الصحافة الرياضية والجمهور الإسباني.
التصريح لم يكن اعتباطيًا، فقد استند كانيزاريس إلى:
- التطور التكتيكي: الذي طرأ على موقع الحارس في العقد الأخير.
- القدرات الدفاعية: التي تجمع بين الانتشار السريع وقراءة المباراة.
- التكامل الفني: مع فلسفة اللعب الحديثة تحت قيادة أنشيلوتي.
لكن هل يحق لنا أن نضع كورتوا فوق كاسياس؟ هذا ما سنحاول توضيحه في هذه المادة.
كورتوا… عصر جديد في حراسة المرمى
بدأ تيبو كورتوا مشواره مع ريال مدريد في 2018–2019 قادمًا من تشيلسي، وكان واضحًا أنه ليس فقط حارسًا، بل:
- لاعب بناء: قادر على بدء الهجمات من الخلف.
- مدافع عن المرمى: بقدرات بدنية استثنائية.
- عقلية تكتيكية: تتناسب مع كرة القدم الحديثة.
ومن أهم إنجازاته مع الفريق:
- دوري أبطال أوروبا: 2022–2023 بعد تصديات حاسمة.
- التصدي لركلة جزاء في النهائي: ضد ليفربول.
- 6 مباريات متتالية: دون استقبال أي هدف في البطولة الأوروبية.
ما قاله كانيزاريس… تحليل أم تحدٍّ للذاكرة؟
قال كانيزاريس:
“كورتوا يتمتع بقدرات تجعله أكثر تطوراً من كل من سبقه. لقد غير مفهوم حراسة المرمى في مدريد.”
“لا أريد إنكار ما قدمه كاسياس، لكن المعايير الآن مختلفة… والقارن بينهما يجب أن ينظر إلى الواقع الجديد.”
ويرى أن:
- الحارس اليوم: عليه أن يكون جزءًا من الهجوم أيضًا.
- القدمين مهمتان: مثل اليدين والعينين.
- الاستمرارية: أفضل من الأداء المؤقت رغم البطولات.
إيكر كاسياس… الأسطورة التي لا تموت
كان إيكر كاسياس:
- أصغر حارس: يحرز دوري الأبطال (2002).
- صاحب التصديات التاريخية: أمام بايرن ميونخ وإنتر ويوفنتوس.
- حامي العرين: في ثلاث بطولات أوروبيّة و4 بطولات محلية.
كما أن:
- شارك في 725 مباراة: مع ريال مدريد.
- حقق 264 نظافة: وراءه.
- توج بـ18 لقبًا: بما فيها دوري الأبطال وكأس العالم.
وقال أحد الصحفيين:
“إذا كان كورتوا يملك الأفضلية الفنية، فإن كاسياس يمتلك القلب… والأعصاب الفولاذية.”
اللحظات الحاسمة… من الأكبر؟
في نهائي دوري الأبطال 2002، صدّر كاسياس:
- ركلة جزاء: في الوقت الإضافي ضد بايرن ميونخ.
- منح ريال مدريد: الثقة لبناء الهجمات من الخلف.
- قاد إسبانيا: للتتويج بكأس العالم 2010.
أما كورتوا، ففي موسم 2022–2023:
- صدّ ركلة جزاء: في النهائي الأوروبي.
- استعاد ثقة الجمهور: بعد غياب طويل عن القمة.
- غيّر فلسفة اللعب: مع تواجد أنشيلوتي.
الاختلاف التكتيكي… كيف تغير دور الحارس؟
في الماضي، كان الحارس:
- مجرد حارس: يدافع عن المرمى.
- يقلّل من التعامل: مع الكرة بالقدمين.
- يركز على: التصديات والقفزات.
أما الآن، فإن كورتوا:
- يتحكم بالكرة: كما لو كان لاعبًا خلفيًا.
- يبني الهجمات: عبر التمريرات الدقيقة.
- يتعامل مع الضغط: العالي بطريقة احترافية.
وكتب صحفي في "ماركا":
“اللعبة تغيرت… والحراس لم يعودوا فقط يوقفون الكرات، بل يصنعون الفرص أيضًا.”
الجمهور ينقسم… كورتوا أم كاسياس؟
عبر منصات التواصل الاجتماعي، انقسمت الآراء حول:
- فريق مؤيد لكانيزاريس: يرى أن كورتوا يعكس الحداثة.
- فريق متمسك بـ"البابا إيكر": لأنه رمز للروح البيضاء.
- فريق محايد: يقول إنها مقارنة غير عادلة بسبب اختلاف الحقب.
وظهرت تعليقات مثل:
“كورتوا قد يكون الأفضل فنيًا، لكن كاسياس كان الأفضل في الروح.”
“إذا كنت تتحدث عن الكؤوس، فالبابا لا يُقارن بأي حارس آخر.”
ماذا عن الخبرة والتأثير؟
رغم أن كورتوا يملك:
- قدرات بدنية: تفوق معظم المنافسين.
- رؤية تكتيكية: تتماشى مع فلسفة اللعب الحديثة.
- القدرة على: التنسيق مع خط الدفاع.
إلا أن كاسياس كان:
- قائدًا: وليس مجرد حارس.
- رمزًا للثبات: حتى في الأوقات الصعبة.
- جزءًا من: أعظم فترات ريال مدريد.
وقال مدرب سابق:
“الفرق بينهما ليس في المهارة فقط، بل في العلاقة بين اللاعب والنادي والجماهير.”
التحليل الفني… من يخدم المشروع الأبيض؟
في ظل الفلسفة الجديدة لريال مدريد تحت قيادة أنشيلوتي، فإن:
- كورتوا: هو الخيار الأمثل لبناء الهجمات.
- كاسياس: كان الرمز الأعظم في الأزمات.
ويضيف المحللون:
- اللعب من الخلف: يتطلب حارسًا يتحكم بالكرة.
- البطولات تتطلب: شخصية قوية في الأوقات الحاسمة.
وهو ما يجعل من:
- كورتوا: حارس المستقبل.
- كاسياس: روح الماضي.
الإرث الكروي… هل يُقيس فقط بالأرقام؟
رغم أن كورتوا:
- فاز بثلاثية: التشامبيونزليغ في السنوات الثلاث الماضية.
- أظهر استقرارًا: في الأدوار الحاسمة.
- ساهم في: إعادة بناء مشروع مدريد الجديد.
إلا أن:
- كاسياس: هو الوحيد الذي جمع بين الليجا والتشامبيونزليغ وكأس العالم.
- الحارس الإسباني: يبقى الوجه الأول لريال مدريد في ذاكرة الجماهير.
- الروح التي كان يمثلها: لا تُقدّر بثمن.
رد فعل الصحافة والإعلام
تناولت الصحف الإسبانية التصريحات بتركيز كبير، وقالت:
- "ماركا": “الجدل مستمر… كورتوا أو كاسياس؟”
- "سبورت": “هل الحاضر يلغي الماضي؟”
- "آس": “التصنيفات ليست علمًا دقيقًا، بل وجهات نظر.”
بينما رأت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن:
“كورتوا يعيد تعريف الحراسة… لكن كاسياس لا يُنافَس في القلب.”
التأثير على مشروع ريال مدريد
مع تقدم كورتوا في العمر (32 عامًا)، فإن:
- البحث عن بديل: قد يبدأ قريبًا.
- الاعتماد على لونين: أو الحارس القادم قد يُعيد النقاش.
- التحديث المستمر: للثقافة الدفاعية سيكون ضروريًا.
لكن في الوقت الحالي، فإن:
- كورتوا: هو الحارس الأفضل في أوروبا.
- أنشيلوتي: يعتمد عليه في بناء الهجمات.
- الجمهور: يراه البديل الحقيقي لكاسياس… لكن ليس تمامًا.
ختام… من الأفضل حقًا؟
بينما يُحتفل بمستقبل كورتوا، يبقى كاسياس:
- رمزًا إداريًا: وشخصية قيادية.
- حارسًا للمستقبل: وأسطورة الماضي.
- نموذجًا إنسانيًا: لا يُقارن ببساطة.
وقال كانيزاريس في نهاية اللقاء:
“لا أريد أن أُقلّل من قيمة كاسياس… لكني أقول إن كورتوا يمثل المرحلة الحالية، وهي مرحلة تختلف عن الماضي.”
والجميع يعلم أن:
- الماضي لا يُمحى: إلا بالموازنة.
- الحاضر لا يُتجاهل: إلا إذا لم يُقدّم الإضافة.
- الرياضة دائمًا: تخلق جدلاً… وهذا جزء من جمالها.
وفي النهاية، فإن: “القارن بين كوريتووا وكاسياس… لا يملك سوى خيار واحد: أن يحبهما بنفس الشكل.”
