توتر مستمر على مدار الموسم
تشهد الساحة الإسبانية تصاعداً جديداً في الصراع بين خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، وفلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، بعد حملة من الانتقادات الحادة التي شنها تيباس مؤخراً على إدارة الميرينجي وتحديداً على شكواهم المتكررة من مستوى التحكيم.
منذ انطلاق الموسم الحالي، بدا جلياً مدى امتعاض ريال مدريد من قرارات الحكام وطريقة إدارة المباريات المحلية، حيث عبّرت قناة النادي الملكي مراراً عن تضامنها مع الفريق مستنكرة أخطاء تحكيمية جاءت في أوقات حاسمة. تزايدت الغضبة خاصة قبل نهائي كأس ملك إسبانيا، حين وجّهت القناة هجوماً شرساً على الحكم ريكاردو دي بورجوس، الذي بدا متأثراً جداً وانتقد تغطية الإعلام الرسمي له أمام الشاشات، فيما رافق ذلك نشر مقاطع فيديو أثارت الجدل حول احتساب ركلات الجزاء ورفض بعض الاعتراضات.
انتقادات تيباس الأخيرة
خلال مشاركته في ندوة “خوان الثالث والعشرين”، أفرد تيباس مساحة واسعة للحديث عن الإشكاليات الأبرز في المشهد الكروي الإسباني، مؤكداً أن أزمة ريال مدريد مع الحكام هي جزء من مشكلة أكبر: “لو لم تُقام بطولة الكأس لثار هذا الاحتجاج بدافع ريال مدريد وحده، هناك قطاعات يحاولون تعميم الأزمة لتشمل جميع الأندية”، وأضاف: “أندية كثيرة تقدّم شكاوى لمرة أو مرتين في الموسم، أما قناة ريال مدريد فلا تتوقف عن الاعتراض أسبوعياً”.
الأبعاد الشخصية للصراع

بعيداً عن جوانب التحكيم، أكد تيباس أن التباين في الرؤى بينه وبين بيريز يتعدى حدود كرة القدم داخل المستطيل الأخضر إلى إدارة اللعبة كصناعة قائمة بذاتها: “نحن على اتجاهين معاكسين، هو يرغب بكرة النخبة والسيطرة الهرمية، فيما أهتم بنمو قاعدة اللعبة وتطوير الصناعة بشكل متوازن”، وأضاف في إشارة إلى شكوى لويس روبيالياس، رئيس الاتحاد السابق: “هذا الأمر بمثابة مزحة، والفيديوهات التي نُشرت قائمة على مغالطات”.
خلفيات الخلاف
لا يقتصر الخلاف على تقييم الأخطاء التحكيمية، بل يتعمق في كيفية إدارة الأندية الكبرى للمشهد الإعلامي والاقتصادي. منذ انتخاب تيباس عام 2013، سعى لتعزيز مبدأ الشفافية المالية والعدالة التنافسية، فيما اتبع بيريز سياسة “لا غالب ولا مغلوب” لتحقيق الهيمنة الرياضية والمالية لريال مدريد، وذلك من خلال صفقات ضخمة واستثمارات كبرى في البنية التحتية.
آثار الاحتدام الإعلامي
تُعد المعارك الكلامية بين المؤسسات عامل جذب لجمهور المتابعات الرياضية، لكنها قد تترك تداعيات على مصداقية الحكام وراحة اللاعبين، خصوصاً مع اقتراب مواعيد مباريات حاسمة. وقد لاحظّت الصحف والمواقع العالمية أن تكرار شكاوى الميرينغي قد يؤثر سلباً على الروح التنافسية، ويزيد الضغط على غرفة عمليات التحكيم قبل مباريات بارزة مثل الكلاسيكو.
نظرة على القادم
يتجه الدوري الإسباني هذه الأيام صوب مباراة الكلاسيكو المرتقبة، التي تجمع ريال مدريد ببرشلونة في ملعب سانتياغو برنابيو. سيبحث الفريق الكتالوني عن تعزيز صدارته بفارق أربع نقاط، بينما يسعى الميرينغي لضيق الفارق والرد على الانتقادات برفع مستوى الأداء داخل الملعب. وبالتزامن مع ذلك، لا يزال التصعيد الإعلامي بين تيباس وبيريز قائماً، ما يضفي على اللقاء طابعاً احترازياً نظراً لتأثير تصريحات القيادتين على الأجواء العامة.
إمكانية الحلول

من شأن فتح قنوات حوار مباشرة بين رابطة الدوري وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وريال مدريد أن يساهم في كبح جماح التصريحات التصاعدية ويخفف من حدة الاحتجاجات. كما قد يتدخل الاتحاد الإسباني أو حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لضبط الأمور، خاصة إذا استمرت الاتهامات بنقص الحياد التحكيمي.
في النهاية
تظل معركة تيباس وبيريز جزءاً من ديناميكية كرة القدم الحديثة التي تسعى فيها القيادات الرياضية لكسب الرأي العام وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، سواء على مستوى القواعد التنظيمية أو بالتأثير الإعلامي. ومع كل أسبوع يحمل جديداً في “حملة الشكاوى المتكررة”، يبقى السؤال الأهم: هل سيُسهم الحوار البناء في إنقاذ صورة التحكيم وإعادة التوازن للعبة، أم ستشتعل التصريحات أكثر وتزداد الضغوط قبل مواجهات حاسمة؟