تأكيدات بشأن “رشوة نيجيريرا” وملاحقة المتورطين
استهل تيباس كلمته بالتذكير بأن رابطة الليجا كانت أول من بادر بالتحقيق في اتهامات الرشوة الموجهة إلى نائب رئيس لجنة التحكيم السابق، خوسيه نيجيريرا، بعد نشر تقاريرٍ صحفيةٍ عام 2021 عن تلقي الأخير مبالغ مالية من برشلونة للتسهيل في حركة الترقيات للمدرسين الحكام. وقال تيباس:
“حين كشفت التقارير أن هناك محاولات للتأثير على ترقيات الحكام، تحركنا فورًا وسنتابع القضية حتى النهاية. هذا ما نعتبره فسادًا رياضيًا — ليس شراء حكام، بل محاولة التأثير على استحقاقاتهم”.
وفي تعليقٍ على سير التحقيقات، أضاف رئيس الليجا أن “النيابة العامة في برشلونة واللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الإسباني تبذلان جهدًا كبيرًا لكشف الحقائق، لكننا في الرابطة لن نتوانى عن تقديم أي أدلة أو مستندات لدعم سير العدالة”.
اعتراض على إلغاء عقوبات اللعب المالي النظيف
انتقل تيباس إلى ملف آخر يغضب عشاق النزاهة في الكرة الإسبانية، وهو قرار المجلس الأعلى للرياضة (CSD) بإلغاء بعض العقوبات المفروضة على برشلونة في قضية اللعب المالي النظيف، وعلى رأسها تسجيل الثنائي داني أولمو وباو فيكتور في سوق الانتقالات الشتوية الماضية. وأوضح تيباس أن الشرائح المالية المتسربة من ميزانية البارسا في 2023–2024 انفلتت عن سقوف الأجور المنصوص عليها في النظام، مما استوجب فرض عقوباتٍ وفقًا للائحة الليجا.
وقال:
“حين صدر قرار بإلغاء العقوبات بحجة ‘خطأ إداريٍّ’ أو ‘مراجعة حسابيةٍ’، تذكرت مقولة ‘النظام يجب أن يُحترم’. إذا سمحنا باستثناءاتٍ هنا وهناك، فإننا نمهد الطريق لانتهاكاتٍ أوسع”.
وألمح تيباس إلى أن تلك القرارات تضع «سقفًا للاعبي المقاومة المالية» في الدوري، داعيًا إلى تشددٍ أكبر من قِبل الاتحاد الإسباني في تطبيق لوائح مكافحة الفساد واللعب المالي النظيف.
نقدٌ لسياسات الاتحاد الإسباني

لم يكتفِ تيباس بالهجوم على برشلونة والمجلس الأعلى للرياضة، بل وجه سهام نقده نحو الاتحاد الإسباني لكرة القدم، معتبرًا أن الأخير “غائبٌ عن تطبيق المعايير المشددة” التي تتبعها الرابطة. وقال:
“لو كان الاتحاد يُطبّق معاييره في مكافحة الفساد كما تفعل رابطة الليجا، لما بلغنا ما وصلنا إليه من تحقيقات قضائيةٍ في عهد فيرناندو روبياليس”.
وأضاف:
“في الرابطة نعتمد على الشفافية المطلقة، ونقدم نموذجًا يُحتذى به. أما بعض المؤسسات الرياضية فتظهر حساسيةً مفرطةً عند الحديث عن الشفافية، مما يؤثر على صورة كرة القدم الإسبانية عالميًا”.
صدى التصريحات في وسائل الإعلام والجماهير

تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي بشكلٍ واسعٍ مع تصريحات تيباس، حيث احتفت بعض الصفحات الرياضية الموالية لليجا بـ”شجاعة رئيس الرابطة في كشف الحقيقة”، بينما اعتبر مشجعو برشلونة أن كلامه “محاولةٌ لتشويه صورة النادي” عقب سنواتٍ مضطربةٍ شهدت خسائر ماليةً وتراجعًا رياضيًا.
وفي تعليقٍ على قناة “موف ستار” الإسبانية، قال المحلل ألفارو مورينو:
“تيباس يريد إرسال رسالةٍ واضحةٍ إلى كل الأندية: لا حصانة لأحد، والأمر لم يعد خضوعًا لمفاوضاتٍ داخل الغرف المغلقة. إذا أردتم اللعب النظيف، فعليكم احترام اللوائح دون استثناءٍ”.
خارطة الطريق: الليجا في مواجهة الفساد
بينما تتهيأ رابطة الليجا لاستكمال مبارياتها المتبقية بعد انتهاء الدوري بنجاحٍ لصالح ريال مدريد، يواصل تيباس تعبئته للجهات القضائية والإدارية، ملمحًا إلى أن الرابطة ستدعم أي “دعوى قضائيةٍ” تتعلق بملف نيجيريرا أو خروقات اللعب المالي النظيف، إلى جانب أي مستجداتٍ أخرى حول تعاقدات الأندية.
وأوضح أن “الخطوات القادمة” تشمل تقديم مقترحاتٍ لتعديل لوائح الترقيات التحكيمية، وتنسيقًا أكبر مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لضمان نزاهة المنافسات، وتعزيز دور الشفافية عبر نشر التقارير المالية السنوية للأندية بصورةٍ دوريةٍ.
في الختام، ختم تيباس كلمته بعبارةٍ تلخص رؤيته المستقبلية:
“كلما واصلنا العمل على كشف الملابسات وتطبيق القوانين بشفافيةٍ وعدلٍ، ازداد احترام كرة القدم الإسبانية عالميًا. وسنذهب حتى النهاية لتحقيق ذلك”.