أنشيلوتي يصرّ على مواصلة المنافسة في الليغا قبل توليه تدريب البرازيل

شدّد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، على أن موسم الدوري الإسباني لم ينته بعد، وأن فريقه سيواصل القتال على كل نقطةٍ متاحةٍ في الجولات الثلاث الأخيرة، قبل أن يشرع في مهمته الجديدة كمدربٍ لمنتخب البرازيل بدءًا من 26 مايو المقبل.

في مؤتمرٍ صحفيٍّ عقده يوم الأربعاء، عبّر أنشيلوتي عن رغبته في إنهاء هذا الفصل من مشواره مع “الميرنغي” بأداءٍ مشرفٍ وإنجازٍ يليق بتاريخ النادي وجماهيره، مؤكدًا أنه لا نية لديه للتنازل عن لقب الليغا حتى صافرة النهاية.

الاستعداد للجولات الأخيرة: لا مجال للتراخي

يواجه ريال مدريد تحديًا كبيرًا في الحفاظ على فرصته في سباق الليغا، بعدما خسر نقطتين ثمينتين في الجولات الماضية، فتراجع الفارق مع المتصدر برشلونة إلى نقطةٍ واحدةٍ قبل ثلاث مبارياتٍ تُقام أمام مايوركا خارج الديار، ثم أشبيلية وألافيس على ملعب سانتياغو برنابيو. وقال أنشيلوتي في هذا الصدد:

“الليغا لم تنتهِ بعد، ولن نسلّم اللقب دون قتال. لدينا ثلاث مبارياتٍ مهمةٍ، وسيكون من غير المقبول أن نخوضها دون تقديم أفضل مستوى لدينا. سنعتمد على التنافسية وروح الفريق لتحقيق الانتصارات”.

وأضاف المدرب المخضرم:

“نملك لاعبين جائعين للنجاح، لكن تعرضنا للإصابات أخّر تحقيق الاستقرار الذي نسعى إليه. سنعتمد على الأسماء المتاحة وندرس خياراتنا بحرصٍ قبل وضع التشكيلة”.

وطرحت صحيفتا ماركا وموندو ديبورتيفو الإسبانيتان حديث أنشيلوتي كرسالةٍ تحفيزيةٍ للاعبين، مع الإشارة إلى أن المدرب يعتمد على معدل دقة التمرير العالي في فريقه (حوالي 88% في الدوري) وقدرته على التنويع التكتيكي بين 4-3-3 و4-2-3-1 حسب طبيعة المنافسين.

وداع “الملكي” واستقبال تحدّي السيليساو

على الرغم من حماسته للمعركة المحلية، لم يخفِ أنشيلوتي رغبتَه في التحضير لتجربته الدولية مع منتخب البرازيل، حيث وقع العقد رسميًا ليقود السيليساو بعد نهائي كأس الملك الإسباني. وأوضح:

“يوم 26 مايو، سأنهِي هذا الجزء الرائع من الرحلة مع ريال مدريد، وسأُحضّر نفسي للفصل الجديد مع البرازيل. لكن الآن، أفكّر فقط في المباريات المتبقية هنا، احترامًا لهذا النادي وما حقّقناه سويًا”.

وأكد أنشيلوتي أنّه ما زال يمتلك “متسعًا من الطاقة والعزيمة” للتركيز على ريال مدريد، معربًا عن تمنياته بأن يترك إرثًا إيجابيًا قبل تسليم المشعل للإسباني تشابي ألونسو خلفًا له.

تشابي ألونسو: “لا يحتاج إلى نصيحتي”

عندما سُئل إن كان ينوّه لتشافي ألونسو بصفة “نصيحة ودية” تحضيرًا لتسلمه مهمة تدريب ريال مدريد الموسم المقبل، قال أنشيلوتي مبتسمًا:

“أنا أحب تشابي كثيرًا؛ هو يعرف كل شيءٍ عن هذا النادي وتاريخه. لا أعتقد أنه يحتاج إلى أي نصيحةٍ مني، فهو يمتلك الأدوات والخبرة المطلوبة ليكون مدربًا عظيمًا”.

وأشارت موندو ديبورتيفو إلى أن العلاقة الطيبة بين الأسطورتين تعكس توجيه النادي للاتجاه الصحيح نحو “جيلٍ جديدٍ” من المدربين المدربين في أكاديمية لاماسيا، مع ضمان استمرار الفلسفة الهجومية والتنافسية.

إنجازاتٌ تتحدث عن نفسها

اختتم أنشيلوتي المؤتمر بالتذكير بما حقّقه خلال ست سنواتٍ على مقاعد ريّال مدريد، حيث فاز بأربع لقبٍ في دوري أبطال أوروبا، وأربعة ألقابٍ في الدوري الإسباني، ومفاتيح بطولة كأس الملك والسوبر الإسباني. قال بافتخارٍ:

“لقد عشنا مغامرةً رائعةً هنا. إنجازاتي مع النادي تتحدث عن نفسها، والجماهير دائمًا كانت تدعمني. لم أتوقع أبدًا أن أدرب ريال مدريد كل هذه السنوات، لكنني ممتنٌّ لكل لحظةٍ”.

وتابع:

“ربما يحتاج النادي إلى طاقةٍ جديدةٍ بعد مسيرةٍ طويلةٍ، وأنا أتفهم ذلك. أتمنى لبطل المستقبل كل النجاح، وسأظل من مشجعي ريال مدريد مدى الحياة”.

خلاصة… مرحلة انتقالية برؤيةٍ مستقبليةٍ

يقدّم كارلو أنشيلوتي حقبةً ناجحةً لريال مدريد على مدى ستة مواسمٍ، يتميّز فيها البقاء في المنافسة الأوروبية والمحلية معًا. ومع اقتراب الفاصل الزمني الذي يربط بين وداع “الملكي” وخوض أولى تحديات السيليساو، يضع أنشيلوتي – كما يرى المراقبون – بصمةً نادرةً في كتاب النادي، مع حرصٍ على خطف لقبٍ أخيرٍ يختتم به عقده الإسباني بنجاحٍ. ويبدو أن الجولات الثلاثة المتبقية من الليغا باتت أكثر من مجرد مبارياتٍ؛ إنها اختبارٌ نهائيٌ لجماهير “سانتياغو برنابيو” قبل مرحلةٍ جديدةٍ تقودها أسماءٌ شابةٌ من داخل النادي ذاته.