إحصاءاتٌ تُظهر ثقل الثنائي
لا يخفى على أحدٍ الدور الكبير الذي لعبه الثنائي الشاب في تحقيق النجاحات، فرافينيا (25 عامًا) ولامين يامال (18 عامًا) لم يغبَا سوى في مبارياتٍ معدودةٍ طوال الموسم. إذ شارك البرازيلي في جميع مواجهات الليغا البالغ عددها 35 لقاءً حتى الآن، إضافةً إلى ظهوره في 14 مباراةٍ بدوري الأبطال، فيما خاض الفرنسي 33 مباراةً في المسابقة المحلية و13 لقاءً أوروبيًا.
لكن هذا التكرار في الاستدعاء وتعاقب الدقائق كان له ثمنه، إذ أعلنت بعض التقارير عن تراجع مستوى يامال في الأشهر الأخيرة، بينما عانى رافينيا من الإرهاق أمام الفرق التي تعتمد على الضغط العالي. وأسهم ذلك في تأثر خطوط الهجوم في لقائي الذهاب والإياب أمام إشبيلية في نصف نهائي الكأس، قبل أن يستعيد الفريق توازنه في الأدوار النهائية.
تصريح ديكو: «نحتاج لتعزيز الملعب البديل»
في مقابلةٍ مع شبكة ESPN، بدا ديكو صريحًا حين قال:
«لقد أثبت يامال ورافينيا قيمتهما، لكن فجأةٍ وجدنا أنفسنا نعوّل عليهما أكثر من اللازم. بالتأكيد سنبحث عن عناصرٍ تماثلهما نوعًيا، من حيث السرعة والقدرة على الخرق، كي لا نضع الفريق تحت وطأة الإرهاق المستمر».
وأكمل:
«التشكيلة الحالية متوازنةٌ إلى حدٍ كبيرٍ، ولدينا قطاعٌ شبابيٌّ واعدٌ أيضًا. ولكن في الميركاتو الصيفي، سنعمل على إضافة أسماءٍ قادرةٍ على المساهمة فورًا، وهو ما يبحث عنه الجميع—الإدارة، والجهاز الفني، والجمهور».
أولويات برشلونة في الميركاتو

بحسب ما نقلته صحيفة «موندو ديبورتيفو» المقربة من النادي، فإن برشلونة سيوجه اهتمامه أولًا إلى:
- ظهير أيسرٍ بديلٍ: نظرًا لتقلب مستوى جويل أندريه والشكوك حول جاهزية جوردي ألبا للمواسم المقبلة.
- لاعب وسطٍ مدافعٍ قوريٍ: يعوض رحيل سيرجيو بوسكيتس المنتظر صيف 2025.
- مهاجمٍ بديلٍ: لتعزيز الرأسيات والضغط داخل مناطق الجزاء، إلى جانب الظفر بخدمات جناحٍ ثالثٍ يضيف التنوع الهجومي.
وفي ما يخص تعزيز الأجنحة، أطلق ديكو إشاراتٍ حول نيته فتح خط مفاوضاتٍ مبكرةٍ مع وكلاء نجوم أوروبا، ومن بينهم أسماءٌ تم تداولها في «ماركا» مثل رافائيل لياو من ميلان وبيدرو داخليًا، في حال أراد الأخير تغيير الأجواء.
إنجازات الموسم وخارطة الطريق
على الرغم من سيل الألقاب المحليَّة هذا العام، لم يخفِ ديكو طموحه الأهم:
«نحن على الأعتاب لحسم الليغا رسميًا—فارق السبع نقاط قبل ثلاث جولاتٍ يجعلنا قريبين جدًّا—لكن طموحنا لا يتوقف عند ذلك. نريد العودة إلى منصة بلنسية للأبطال، وأن نصنع انطباعًا مميزًا في كأس العالم للأندية الصيف المقبل».
وقد أشار إلى أن الروح المعنوية عند اللاعبين في أعلى مستوياتها، وأن التعاقدات المصاحبة للميركاتو ستراعي خصوصية بطولة الأندية العالمية، بما في ذلك «اللياقة البدنية وتنوع المراكز».
تحديات وحذر الجماهير

يأتي تصريح ديكو وسط حذرٍ جماهيريٍّ رافق بعض الشكوك حول قُدرة الإدارة على التعاقد بأرقامٍ تتناسب مع سقوف الأجور عند «البارسا»، خاصة في ظل الإجراءات المالية الصارمة التي فرضها القانون الإسباني. ووفقًا لما ذكرته «موندو ديبورتيفو»، يواصل النادي البحث عن مخرجٍ ماليٍّ من بيع عددٍ من الأسماء زائدات الرواتب، قبل الدخول في السوق بقوةٍ.
لكنه في المقابل، أكد أن «لا نية لبيع أي من الأعمدة الحالية التي تشكل نموذجًا للمؤسسية»، مبرزًا أن ماثيوس دي ليخت وفرينكي دي يونغ من الأسماء غير القابلة للتصرف، إضافةً إلى التمسك بلاعبينٍ محليينٍ أبرزهم جيرارد بيكيه وإريك غارسيا.
خلاصة… بداية عصر «ما بعد يامال ورافينيا»
يمتلك برشلونة فرصةً تاريخيةً لرفع درع الليغا في مايو الجاري، إلا أن ديكو استبق ذلك بالتفكير في «ما بعد» المواسم الخالدة لامين يامال ورافينيا، معتقدًا أن «فريقًا لا يبني على رصيده الفني والإحصائي الدائم لا يضمن استمرار تفوّقه». وبعد نجاح أبطال كأس السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا، يتجه برشلونة نحو سوق صاخبٍ هذا الصيف، عازمًا على توزيع العبء على وجهاتٍ هجوميةٍ معدّلةٍ ومنح الشابين «الفرصة للراحة في المواجهات الأقل أهمية»، استعدادًا لنهائي الأبطال في الـ1 من يونيو المقبل في ملعب «ويمبلي».