
تشهد أروقة أولد ترافورد هذه الأيام تصاعدًا غير مسبوقًا في حدة الخلاف بين المدير الفني البرتغالي روبن أموريم والجناح الأرجنتيني الصاعد أليخاندرو جارناتشو.
وهو ما ينذر بمزيد من التوتر داخل كواليس مانشستر يونايتد، ويزيد الشكوك حول مستقبل الواعد الشاب مع الشياطين الحمر.
البداية… تصريحات صحفية واستبعاد تكتيكي
خلال موسم 2024–2025، بدا واضحًا أن العلاقة بين أموريم وجارناتشو لم تتطور كما هو متوقع، رغم التعاقد مع المدرب البرتغالي خلفًا لـإريك تين هاج في الصيف الماضي.
- المباراة الأولى: أمام ليدز يونايتد، حيث ألمح محمد صلاح إلى عدم وضوح خطة اللعب.
- التدريبات الأسبوعية: ظهر أموريم يطلب من جارناتشو التركيز على بناء الهجمات من الدفاع.
- الانتقادات: من الخبراء حول تقييد إمكاناته الفنية وعدم استخدامه بشكل فعال.
كلها مؤشرات ساهمت في تعميق الفجوة بين المدرب واللاعب.
تفاقم الموقف بعد السقوط الأوروبي
عقب خسارة النهائي الأوروبي أمام توتنهام وخروج الفريق خالي الوفاض من جميع البطولات، زادت الضغوط على إدارة يونايتد لإعادة هيكلة الفريق.
- المركز الخامس عشر: في الدوري الإنجليزي ترك أثراً نفسياً كبيراً.
- الجدل حول إقالة أموريم: وسط دعوات لإعطاء فرصة للشباب.
- جارناتشو: لم يعد ضمن الأولويات رغم شعبيته الجماهيرية.
وكان واضحًا أن المشروع الفني الجديد لا يتسع للنجوم "المحبوبين"، بل يعتمد على نهجٍ قاسٍ يُفضّل الكفاءة على الشهرة.
الانقلاب في المؤتمر الصحفي
في المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة يونايتد أمام منتخب هونج كونج، انقلب الموقف حين سُئل عماد ديالو عن مستقبل جارناتشو.
التفاصيل الصادمة:
- ضحك أموريم: استهزائيًا عند سماع اسم اللاعب.
- الرد غير المباشر: على سؤال بريئة من ضرورة وجود جارناتشو.
- ردود فعل الجمهور: عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي عبّرت عن الغضب والإحباط.
هذه اللحظة تحولت إلى رسالة واضحة بأن اللاعب قد يكون خارج الحسابات الموسم المقبل.
الانفجار الإعلامي… مقطع صوتي مسرب

لم تكتفِ صحيفة “ديلي ميل” البريطانية بنشر مقطع الفيديو، بل كشفت عن معلومات جديدة من داخل غرفة الملابس:
- عبارة أموريم: “من الأفضل أن تدعو الله لتكون لديك فرصة.”
- الوصف المتداول: أن المدرب لا يثق تمامًا في قدرات اللاعب.
- التأثير النفسي: على جارناتشو الذي بدأ يشعر بعدم الأمان.
واعتبر البعض أن هذه التصريحات تجاوزت حدود النقد الفني، ودخلت في إطار الإهانة المهنية.
عروض من إيطاليا وإسبانيا
كشفت المصادر القريبة من اللاعب عن اهتمام رسمي من:
- نابولي الإيطالي: الذي يبحث عن جناح سريع لدعم خط الهجوم.
- أندية إسبانيا: مثل فالنسيا أو ريال سوسييداد.
- الدرجة الأولى الإنجليزية: حيث تتواجد فرق مستعدة لاستقطابه.
كما أن استبعاد جارناتشو من قائمة المباريات الودية القادمة يُعد إشارة مبكرة إلى أنه لن يكون جزءًا من الخطط الجديدة لأموريم.
سياسة أموريم القاسية وفلسفته الجديدة
يرى بعض الخبراء أن قرار أموريم يندرج ضمن سياسة إعادة هيكلة الفريق، والتي تشمل:
- اعتماده على لاعبين ذوي خبرة: وليس فقط شهرة إعلامية.
- رفضه الالتزام بضغط الجماهير: حتى لو كان اللاعب محط تعاطف.
- التركيز على العقود القابلة للتغيير: لتحسين ميزانية الرواتب.
وهذا النهج يشبه إلى حد بعيد سياسة بيب غوارديولا في مانشستر سيتي، حيث لا مكان للاعبين الذين لا يناسبون الفلسفة الجديدة.
تراجع الأداء… هل يبرر الاستبعاد؟
من الناحية الفنية، فإن:
- مستوى جارناتشو تراجع: خلال نهاية الموسم.
- سجل 3 أهداف: وقدم تمريرتين حاسمتين في 24 مباراة.
- الظهور كان متقلبًا: بين لحظات براعة وأخرى غياب تام.
في الوقت نفسه، فإن متوسط عمر المنافسين الجدد أدنى، والتسجيل التهديفي أعلى، مما يعزز فكرة أن جارناتشو قد يكون في مرحلة انتقالية من مسيرته.
مستقبل جارناتشو… وجهة جديدة أم مواجهة داخل الملعب؟
تبدو السنوات القادمة حاسمة لمسيرة الشاب الأرجنتيني، الذي بات مطالباً بالبحث عن:
- بيئة أفضل: تمنحه حرية الحركة وفرصة لإثبات ذاته.
- مشروع جديد: بعيدًا عن ضغوط أولد ترافورد والانتقادات المستمرة.
- تحديات أكبر: في الدوري الإسباني أو الإيطالي إن توفرت الفرصة.
ومن المنتظر أن تكون وجهته القادمة بعيدة عن مانشستر، إلا إذا أراد إثبات أنه قادر على قلب المعادلة.
الجمهور الغاضب وردود الأفعال
عبر مشجعو مانشستر يونايتد عن استيائهم من طريقة التعامل مع جارناتشو، حيث:
- يعتبرونه أحد النجوم الشباب: القادرة على صنع الفارق.
- يشكون من غياب التقدير: للاعبين المحترفين الذين ينحدرون من الأكاديمية.
- يتساءلون: لماذا لم تحاول الإدارة تأهيله بدلًا من طرده؟
لكن آخرين رأوا أن القرار يدخل ضمن مشروع إعادة البناء، ويجب احترامه حتى لو كان مؤلمًا.
السيناريو المرجح… رحيل قريب

مع تصاعد الأحداث وتكرار إشارات الاستبعاد، يبدو أن:
- جارناتشو قد يرحل: نحو وجهة جديدة تمنحه فرصة التألق.
- الإدارة قد تلجأ للبيع: لتمويل صفقات أخرى في السوق.
- اللاعب قد يعيد ترتيب أولوياته: ويركز على التجربة الفنية بدلًا من المالية.
ويبقى السؤال الأكبر: هل كانت هذه الحرب الباردة ضرورية؟ أم أنها مجرد بداية لصراع أكبر داخل جدران الشياطين الحمر؟
خاتمة… من القائد الصغير إلى المُهمَل
بدأ جارناتشو كنجم واعد، لكنه الآن يقف على أعتاب رحيل قد يعيد كتابة مسار حياته المهنية.
أما بالنسبة لروبن أموريم، فهو يثبت مرة أخرى أن:
- لا مكان للرحمة: في عالم كرة القدم الحديث.
- القرارات صعبة: لكنها ضرورية لبناء فريق قادر على المنافسة.
الوقت فقط سيحدد إن كانت هذه الحرب الباردة ستُنقذ مانشستر يونايتد… أم أنها ستعيد تدميره من الداخل.