أداء باهت في ليلة مخيبة
دخل ليفربول المباراة وهو يأمل في مواصلة الانتصارات وتأكيد هيمنته المحلية بعد تتويجه بلقب الدوري الإنجليزي، لكن الفريق ظهر بأداء أقل من المستوى، خاصة في الشوط الثاني. محمد صلاح، الذي تعوّدت جماهير الريدز على تألقه في المناسبات الكبرى، كان غائبًا تمامًا عن الأضواء، حيث فشل في صناعة الفرص الخطيرة ولم يشكل تهديدًا حقيقيًا على مرمى البلوز طوال دقائق اللقاء.
هذا الغياب الهجومي لصلاح دفع وسائل الإعلام البريطانية، وعلى رأسها صحيفة “ديلي ميل” و”ذا أثلتيك”، إلى انتقاد أدائه بشدة، حيث وصفته بعض التحليلات بأنه كان “ظلاً لنفسه” في تلك المواجهة، فيما ذهب آخرون لوصفه بأسوأ ظهور له هذا الموسم.
نونيز يحجب الأضواء.. وصلاح في مهب الريح
من النقاط التي زادت من حدة الانتقادات هو الأداء اللافت لزميله داروين نونيز، الذي رغم الخسارة، كان الأكثر حيوية وتحركًا على الجبهة الهجومية، وصنع عدة فرص خطيرة كادت أن تُغير مجرى اللقاء. نونيز بدا كأنه يحمل لواء الهجوم منفردًا، بينما صلاح بدا بعيدًا عن مستواه البدني والفني، ما جعل بعض المحللين يرون أن المهاجم الأوروجواياني بدأ يسحب البساط من تحت أقدام النجم المصري في صراع النجومية داخل غرفة الملابس الحمراء.
ردود فعل إعلامية وجماهيرية غاضبة

مواقع التواصل الاجتماعي كانت ساحة لا تهدأ من التعليقات الغاضبة على أداء صلاح، إذ أعرب عدد كبير من جماهير ليفربول عن استيائهم من استمرار تراجع مستواه في المباريات الكبرى، متسائلين عن جدوى استمراره كلاعب أساسي إذا استمر بنفس الأداء المتواضع.
وكتبت صحيفة “ليفربول إيكو” في تقييمها الفني أن صلاح يبدو وكأنه يعاني من فقدان الثقة، وهو ما يتطلب مراجعة شاملة لاستعادته مستواه المعروف.
تأثير سلبي على سباق الكرة الذهبية
هذه المباراة جاءت في توقيت حرج بالنسبة لصلاح، الذي يحلم بالعودة بقوة إلى سباق الكرة الذهبية بعد موسم شاق ومليء بالتحديات. ومع اقتراب الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين للجائزة، يرى مراقبون أن هذه المباراة قد تلقي بظلالها السلبية على حظوظ النجم المصري، خاصة مع تألق أسماء أخرى على الساحة الأوروبية مثل كيليان مبابي وإيرلينج هالاند.
وكتب المحلل الرياضي في قناة “سكاي سبورتس” جيمي كاراجر، نجم ليفربول السابق:
“محمد صلاح من أفضل من ارتدوا قميص الريدز على مدار التاريخ، لكن الحقيقة أنه لم يكن موجودًا اليوم. مثل هذه المباريات تصنع الفارق عندما يتعلق الأمر بالجوائز الفردية، وصلاح خسر الرهان هذه المرة.”
كلوب يدافع بحذر

من جانبه، حاول يورجن كلوب، المدير الفني لليفربول، تخفيف وطأة الانتقادات على لاعبه المصري، حيث قال في تصريحات عقب المباراة:
“صلاح لاعب كبير وله تأثير واضح على الفريق. نعم لم يكن في أفضل حالاته اليوم، لكن كرة القدم تعرف مثل هذه اللحظات. أثق أنه سيعود أقوى في المباريات المقبلة.”
كلمات كلوب بدت محاولة لرفع الضغط عن صلاح، لكنها في الوقت نفسه تعكس وعي المدرب الألماني بحجم الإحباط الذي شعر به جمهور ليفربول بعد الهزيمة وأداء النجم المصري.
ما القادم لصلاح؟
من المؤكد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة لصلاح في سعيه لاستعادة الثقة المفقودة. ليفربول تنتظره مواجهات نارية في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، وهي فرص ذهبية أمام الفرعون المصري للرد على المشككين وإثبات أنه ما زال الرقم الأهم في هجوم الريدز.
في الوقت الذي يطالب فيه البعض بإراحته مؤقتًا، يرى آخرون أن الاستمرار في إشراكه أساسياً هو الحل الأمثل لاستعادة مستواه تدريجيًا، خاصة أن صلاح معروف بقدرته على قلب الطاولة في أي لحظة.
ختام: هل تتحول الانتقادات إلى أزمة؟
في نهاية المطاف، يبقى محمد صلاح أحد أبرز الأسماء في سماء الكرة العالمية، لكن استمراره في دائرة التألق مرهون بقدرته على تجاوز هذا التراجع المؤقت وإعادة ضبط بوصلته التهديفية بسرعة، قبل أن تتحول الانتقادات إلى أزمة حقيقية تهدد مستقبله في الأنفيلد.