انهيار المنظومة وخيبة الأمل
تعيش جماهير باريس سان جيرمان أوقاتًا عصيبة قبل مواجهة إنتر ميلان المرتقبة في نهائي دوري أبطال أوروبا، المقرر إقامته يوم 31 مايو على ملعب أليانز أرينا الألماني، إثر انهيار نظام بيع التذاكر الذي فرضته إدارة النادي وحرَم آلاف المشجعين من فرصة حضور الحدث الأبرز موسم 2024–2025.
في محاولة للحدّ من التزاحم وتفادي إعادة بيع التذاكر بصورة عشوائية على المنصات الثانوية، وزّع باريس سان جيرمان إجمالي 18 ألف تذكرة على مرحلتين:
- المرحلة الأولى: امتدت من الجمعة وحتى الإثنين الماضيين، واحتكرها المشتركون الأقدم في عضوية النادي، بأسعار تتراوح بين 70 و90 يورو.
- المرحلة الثانية: تم إطلاقها يوم الثلاثاء، لكنها نُفدت خلال دقائق معدودة، بحسب ما نقلت RMC Sport.
قال أحد المشجعين المستنكفين:
“ضغطت على رابط البيع في اللحظة نفسها التي وصلت فيها رسالة البريد الإلكتروني، لكن النظام أظهر أن التذاكر باتت غير متوفرة!”
وأضاف آخر:
“دخلت غرفة الانتظار الافتراضية بعد 10 ثوانٍ فقط من بداية البيع، ولكن لم يكن هناك شيء، فكل التذاكر استُهلكت في الدفعة الأولى.”
أسعار خيالية في السوق السوداء
تفشت ظاهرة إعادة البيع على المنصات الإلكترونية بسرعة، حتى وصل سعر التذكرة إلى 2,100 يورو في بعض العروض، وهو ما يفوق السعر الأصلي بما يزيد على 2,000%.
ورصد عدد من المشجعين حالات متكررة لعرض تذكرتين مقابل 4,200 يورو، ما أثار موجةً من الاتهامات الموجهة لإدارة باريس سان جيرمان بعدم وضع آليات فعّالة لضبط السوق الثانوية.
إضافة إلى ذلك، أطلق المشجعون هاشتاجات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل:
- #خيانة_البي_إس_جي
- #نريد_تذاكرنا
للحشد حول القضية والضغط على الإدارة لاتخاذ إجراءات سريعة قبل فوات الأوان.
المطالب والردود الرسمية
وسط الإحباط الشعبي، طالب بعض أعضاء رابطة المشجعين رسميًا بإلغاء البيع الإلكتروني المبكر، والاعتماد على قرعة تضمن توزيعًا أكثر عدالة على أصحاب العضويات والمناطق الثلاثية داخل باريس وخارجها.
كما اقترح آخرون:
- تخصيص نسبة من التذاكر للجماهير التي سافرت من بعيد.
- فتح مرحلة ثالثة بأسعار مخفضة دعماً للعائلات والشباب.
وردّ النادي عبر بيان مقتضب نشره على موقعه الرسمي:
“ندرك حجم الإحباط الناتج عن سرعة نفاد التذاكر، ونعمل مع يويفا لتوفير حلول إضافية نحن بصدد الإعلان عنها قريبًا. نؤكد التزامنا بتمكين أكبر عدد من مشجعي باريس سان جيرمان من مؤازرة الفريق في أليانز أرينا.”
مقارنة ببطولات سابقة
ليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها نهائي دوري الأبطال أزمة تذاكر. ففي نسخة 2019 بين ليفربول وتوتنهام، انتقد مشجعو «الريدز» تقييد بيع التذاكر لحساب الرعاة والجهات الرسمية فقط، فيما باع آخرون تذاكرهم بأضعاف السعر.
لكن أزمة باريس سان جيرمان هذه المرة تبدو أكثر حدة بسبب وجود فائض طلب يفوق 100 ألف مشجع يترقبون فرصة واحدة لمتابعة كيليان مبابي ورفاقه في النهائي القاري.
تداعيات نفسية واقتصادية
تسببت الأزمة في موجة من الإحباط النفسي، خاصة بين المشجعين الشباب الذين:
- ادّخروا المال لشهور.
- حجزوا الإجازات والاستراحات.
دون أن يجدوا مكانًا لهم في الملعب.
كما لقيت الأزمة انتقادات من وسائل الإعلام الأوروبية، التي رأت أنها تضر بـصورة باريس سان جيرمان كأحد أنجح الأندية ماليّاً وتنظيميّاً في العقد الأخير.
ومن الجانب الاقتصادي، يؤدي احتكار التذاكر وارتفاع أسعار السوق السوداء إلى تحويل جزء كبير من العائدات بعيدًا عن خزائن يويفا والنادي، مما يمنع إعادة الاستثمارات في:
- تطوير البنية التحتية.
- تنظيم فعاليات مستقبلية.
خطوات مستقبلية مرتقبة
يترقب المشجعون بشغف الإعلان الرسمي عن الإجراءات التعويضية التي وعد النادي باتخاذها، ويتوقع البعض:
- فتح مرحلة توزيع جديدة عبر قرعة إلكترونية تضمن نزاهة أكبر.
- التعاون مع شركات تقنية متخصصة في التذاكر الرقمية المشفرة لمنع الازدواج والبيع العشوائي على المدى البعيد.
في الختام… اختبارٌ حاسمٌ للإدارة
تمثل أزمة تذاكر نهائي دوري الأبطال أمام إنتر ميلان اختبارًا حاسمًا لجدية إدارة باريس سان جيرمان في:
- الاستماع لجماهيره.
- الحفاظ على توازن العلاقة بين الاستفادة المالية وإرضاء الأنصار.
وفي الأجواء الحماسية التي تسبق المعركة الكبيرة في “أليانز أرينا”، يبقى السؤال:
هل ستنجح حلول باريس سان جيرمان في تخفيف حدة الغضب وإتاحة فرصة عادلة لمشجعيه، أم ستطغى الفوضى على فرحة الفوز المحتمل؟
