أبدى النجم الفرنسي ماركوس تورام، جناح إنتر ميلان، إعجابه الكبير بزميله السابق في منتخب فرنسا وهداف أرسنال الأسطوري، تيري هنري، وذلك خلال حواره التلفزيوني على هامش تغطية مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وقد جاءت تصريحات تورام لتعكس عمق العلاقة التي تربطه بأسرة هنري وامتزاج الروابط العائلية والرياضية بما يعزز من روح الاحترام والتقدير بين أجيال كرة القدم الفرنسية.
لقب "العم" يعكس العلاقة الوثيقة
في سياق اللقاء مع المعلّق ومحلّل مباريات الدوري الإنجليزي أسبقًا، ميكا ريتشارد، الذي شارك في تقديم فقرة خاصة حول تأهل إنتر ميلان على حساب بايرن ميونخ، سُئل تورام عن سر وصفه هنري بلقب "العم". ردّ اللاعب الشاب بابتسامة هادئة وعبارات توحي بالألفة قائلاً: "أستخدم هذا اللقب في كل مرة أراه فيها؛ فأنا أعتبره أخ والدي وأي شخص ينتمي إلى هذه العائلة يستحق كل الاحترام". وأضاف: "العم هنري اليوم يبدو أنيقًا كعادته، والحقيقة أنني معجب ببروزه وأناقته حتى وهو متواجد بين أروقة التحليل الإعلامي".
ذكريات منتخب فرنسا 1998
نجح تورام في استعادة بعض الذكريات العائلية، حين تطرّق إلى مشاركة والده، المدافع المخضرم ليليان تورام، مع هنري في كتيبة المنتخب الفرنسي التي توّجت بكأس العالم 1998. فتحدّث عن الأجواء التي كانت سائدة داخل المعسكر حينها، وكيف حرص اللاعبان على مد الجسور بين لاعبي الفرق المختلفة، فكان هنري يبث روح التفاؤل ويحرّك خطوط الهجوم بروحه الحماسية، بينما كان ليليان يشكّل صمام أمان في ظهر الفريق، ما جعل العلاقة بينهما تتجاوز حدود الملعب إلى صداقة امتدت لسنوات طويلة.
تطور تورام مع إنتر ميلان

تأتي هذه الإشادة في وقت يحقق فيه ماركوس تورام تطوّراً لافتًا في مستواه داخل البطولة الملكية الأوروبية والدوري الإيطالي، حيث يعتمد عليه المدرب سيموني إنزاغي في كثير من المناسبات لتفكيك دفاعات المنافسين بفضل سرعته ومهاراته في المراوغة. وقد صبّت مساهماته المباشرة في تسجيل الأهداف وصناعة الفرص في صالح إنتر ميلان، الذي يرنو هذا الموسم إلى إنهاء عقد طويل مع منصب بطل أوروبا.
قيم الاحترام بين الأجيال
يمكن النظر إلى لفتة تورام تجاه هنري على أنها نموذج يحتذى به في الاحتفاء بالإرث الرياضي والفكري الذي تركه جيل ما قبلنا، وما يمثله ذلك من نقل للخبرات والقيم بين اللاعبين. فحين يعبر لاعب شاب عن امتنانه لأسطورة كبيرة في مهنة كرة القدم، فإن ذلك يعكس تقدير الحكمة الرياضية والالتزام بأصول اللعبة، بعيدًا عن صخب المنافسة وتوتر المباريات.
الرياضة جسر للتواصل الإنساني
ويُسلّط هذا الحدث الضوء كذلك على دور الرياضة في نسج علاقات إنسانية تتخطى أطر البطولات والنتائج. ففي عالم تتعالى فيه أصوات الصراعات أحيانًا، يبقى الاحترام المُتبادل بين اللاعبين بمثابة الجسر الذي يوحّد بين الأجيال ويؤكد على الارتباط الوثيق بين الماضي والحاضر. وقد أكّد تورام، من خلال كلماته، أن النجاح القائم على القيم الأخلاقية لا يقل أهميةً عن النجاح المحقق على أرض الملعب.
آمال جماهير إنتر ميلان

على صعيد آخر، يُتابع جمهور كرة القدم تطور أداء تورام وأخيه الأصغر كيفرين تورام في الكالتشيو الإيطالي بحماس بالغ، خصوصًا مع تصاعد مستواهما الفني واستقرارهما البدني. ويأمل عشاق إنتر ميلان أن يكون هذا الموسم مميّزًا لكليهما، سواء في تحقيق الألقاب المحلية أو الوصول إلى منصة التتويج الأوروبية، مستبعدين أي تأثير سلبي للعوامل الخارجية على أدائهما.
ختاماً
يعكس حديث ماركوس تورام عن تيري هنري لحظة إنسانية راقية تُظهر الروابط الوثيقة بين اللاعبين عبر الزمن، وتجدد العهد بالقيم التي نبذل من أجلها الجهد داخل الملعب وخارجه. تبقى الكلمات الرصينة التي اختارها تورام لتكريم "العم" هنري دليلاً على قوة الروابط العائلية والرياضية، ومثالًا يستشرف من خلاله عشاق الساحرة المستديرة صفات القائد والمُلهم في عالم كرة القدم.