أحداث الإياب وقرارات مثيرة للجدل
في أعقاب الخسارة المرة أمام إنتر ميلان في عودة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لم يتردد جوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، في توجيه سهام النقد إلى حكم اللقاء سيمون مارشينياك، قبل أن يعلن عن تركيزه الكامل على مواجهة ريال مدريد في الكلاسيكو المرتقب.
عاد البارسا بتعادلٍ تاريخي 3-3 من ملعب سان سيرو، بعد مباراة قوية شهدت تقدم برشلونة مثلاً مرتين، لكن الإياب على أرض “جوزيبي مياتزا” كان مسرحاً لمعارك تكتيكية وكوارث تحكيمية بحسب الشكوى الرسمية. منذ الدقائق الأولى، بدأت الصحوة الإيطالية بتسجيل هدف مبكر، ورد عليه كتيبة هانز فليك بهدف التعادل، قبل أن يتبادل الفريقان التسجيل في شوطين أصليين انتهيا بنتيجة 3-3. وفي الوقت الإضافي، حسم إنتر المواجهة بتسجيله هدفين إضافيين.
جملة من المواقف أثارت حفيظة جمهور “كامب نو”، كان على رأسها:
- لمسة يد واضحة لفرانشيسكو أتشيربي: تجاه الكرة في منطقة جزاء النيراتزوري لم يُحتسب لها ركلة جزاء.
- ركلة جزاء احتُسبت لصالح أصحاب الأرض: إثر تدخل باو كوبارسي على لاوتارو مارتينيز، بدت فيها درجة العنف الزائدة غير متوافقة مع قرارات سابقة في البطولة.
- رفض منح برشلونة ضربة جديدة: في اللحظات الحاسمة من الوقت الأصلي، رغم استغراق الكرة لمسافة كافية إلى حد كبير.
لابورتا: “قراراته حرمتنا من ميونيخ”
في تصريحاتٍ لشبكة RMC Sport الفرنسية، عبّر رئيس برشلونة عن شعوره بالظلم وتأثره بشدة بما حدث:
“كنا على بُعد خطواتٍ قليلة من التأهل إلى النهائي في ميونيخ، عملنا بلا كللٍ لتحقيق هذا الهدف، لكن التحكيم تخللته أخطاء فادحة أضرت بمصالحنا ومنعتنا من بلوغ هدفنا الأسمى.”
وصرّح لابورتا بأن هذه الأخطاء لم تكن منعزلة، بل تكررت بأكثر من لقطة، ما أعطى الانطباع بأن الحكم لم يكن منصفاً لصالح الفريق الكتالوني.
التعافي النفسي والاستعداد للكلاسيكو
بعد تلك الخسارة الموجعة، حرص لابورتا على تقديم رسالة إيجابية للاعبين وأنصار النادي:
“على الرغم من الخيبة الكبيرة، فإننا ننظر بنظرةٍ تفاؤلية إلى حسم لقب الدوري الإسباني. هذه المعاناة ربما تزيد من إصرارنا وتقوينا لمعانقة الليغا في نهاية المطاف.”
وأضاف أن الجماهير تقف خلف الفريق بثقةٍ متجددة، وأن بوابة مواجهة ريال مدريد ستكون نقطة انطلاقٍ حاسمة لإعادة الروح القتالية وبث الحماس بين اللاعبين.
خلفيات مارشينياك وتاريخه مع كبار أوروبا
الساحة الأوروبية ليست الأولى التي تشهد لغطاً حول قرارات مارشينياك. الحكم الفرنسي تولى إدارة مباريات عدة لأندية الصفوة على صعيد دوري الأبطال والدوري الأوروبي، وتعرّض لانتقاداتٍ مماثلة في بعض المباريات التي قاد فيها مباريات لأندية إنجليزية وإسبانية. وقد سبق أن تسببت إحدى قراراته في خروج فريقٍ كبيرٍ أوروبياً من دور الثمانية إثر احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل، ما دفع الصحف والمحللين لوصفه بأنه “حكم اللحظات الحرجة”.
ردود فعل في الكامب نو
لم تنتظر جماهير برشلونة طويلاً لتُعبّر عن غضبها. شاشات النادي الرسمية ونوافذ وسائل التواصل نشرت مقتطفات من اللقطات الجدلية، مُرفقة بتعليقات حماسية تطالب برد الاعتبار على أرض البرنابيو. اللاعبون أنفسهم أبدوا استياءهم في تصريحات لاحقة، حيث أشار المدرب هانز فليك إلى أنه “من الصعب قبول مثل هذه الأخطاء في لقاء بهذا الوزن”.
كيف يواجه البارسا صدمة الإقصاء؟
- تكثيف التحضيرات الذهنية: يستعين الجهاز الفني بخبرات نفسيين رياضيين لمعالجة آثار الإحباط واستعادة التركيز قبل قلعة سانتياغو برنابيو.
- مراجعة تكتيكية متعمقة: تحليل الأخطاء التكتيكية التي أدّت إلى استقبال أهدافٍ في الشوطين الأصلي والإضافي، وتعديل طرق الضغط على حامل الكرة وتنظيم الخط الخلفي.
- الإيعاز بالتركيز على صراع الليغا: استغلال قوة الفريق الدفاعية والهجومية في الدوري، حيث يمتلك برشلونة فرصة ذهبية للانفراد بالصدارة قبل جولة الكلاسيكو.
مفاتيح ستحدد مسار الكلاسيكو
- مدى قدرة لاعبي الوسط على التحكّم بإيقاع اللعب وكسر هجمات ريال مدريد من البداية.
- فعالية الهجوم الكتالوني في استغلال الفرص المباشرة أمام المرمى، وخصوصاً عبر أوضاع الضغط العالي.
- ضبط أعصاب اللاعبين في ظل الاحتكاك العنيف والأجواء المشحونة على المدرجات.
في الختام
يعلم الجميع في برشلونة أن الردّ الأمثل على ما جرى أمام إنتر سيكون عبر تحقيق الفوز الكبير في سانتياغو برنابيو. هذا الانتصار لا يضمن فقط استعادة معنويات الفريق وجماهيره، بل يُعدّ محطةً رئيسية في سباق اللقب الإسباني، حيث لا مجال للاعتذار ولا للتراجع. بالتالي، سيكون الكلاسيكو أكثر من مجرد مباراة؛ إنه مناسبة للثأر واستعادة الاعتبار، ولبناء الزخم اللازم للانقضاض على درع الليغا قبل أسابيعٍ معدودة من نهايته.
