مع دخول الإياب الحاسم من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، يقف سيموني إنزاجي على أعتاب اختبارٍ قد يحدد مصير موسم إنتر ميلانو، إذ يلتقي فريقه برشلونة على ملعب سان سيرو غدًا في مواجهة العودة بعد تعادلهما 3–3 في “كامب نو”. وفي المؤتمر الصحفي عشية اللقاء، استعاد المدرب الإيطالي ذكريات ليلة إسطنبول الصعبة، موضحًا مستجدات الإصابات وحالته البدنية، ومفصلاً رغبته في مواجهة خاصة مع جناح البلوجرانا الصاعد لامين يامال.
ذكريات لا تُنسى في ليلة 2023
قال إنزاجي وهو يستعيد أحداث نهائي دوري الأبطال في إسطنبول عام 2023 أمام مانشستر سيتي:
“لم أتجاوز تلك الليلة بعد، كانت تجربةٌ مؤلمةٌ رغم الأداء الرائع للفريق. لكننا في الحاضر الآن، ونحن على بُعد مباراتين من تحقيق لقب طالما حلمنا به.”
وأضاف:
“لا يهمني ما حدث هناك، الأهم هو الإرادة التي أراها في تدريبات اللاعبين يوميًا؛ فقد اجتزنا امتحاناتٍ صعبةٍ هذا الموسم ونريد إكمال المسار بامتياز.”
حالة لاوتارو وبافارد… قرار متأخر

عند سؤال إنزاجي عن احتمالية الدفع بمهاجمه الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز والمدافع الفرنسي بنجامين بافارد، أجاب:
“سنقرر غدًا بعد آخر تحديثٍ من الطاقم الطبي. بافارد تدرب جزئيًا أمس وأظهر مؤشراتٍ إيجابية، أما لاوتارو فلم يتدرب بعد ذهاب نصف النهائي، ولذلك ننتظر اليوم لنحدد مدى جاهزيته.”
وأوضح:
“أعلم جيدًا مدى رغبة لاوتارو في التواجد، لكنه لاعبٌ حكيمٌ يعرف متى يجازف ومتى يرفع يده. صحة اللاعب أولًا ثم تبقى الرغبة في الأداء.”
تناوُل نصف النهائي بروحٍ متجددة
رغم ثقل اللحظة، يؤمن إنزاجي بأن “العمل الدؤوب” الذي شهدناه أمس في مران “سان سيرو” يمنح الفريق ثقةً إضافيةً:
“الذين لم يشاركوا في موقعة فيرونا الأخيرة قدموا مستوىً أعلى في التدريب، وهذا مؤشرٌ جيدٌ بالنسبة لي. الروح تتجدّد عندما ترى حرص اللاعبين على كل تمرينٍ.”
ولفت إلى أن إنتر نجح في المنافسة على “جميع الجبهات” هذا الموسم دون تفضيلٍ مسبقٍ لمسابقةٍ على أخرى:
“نحن ثاني مدربٍ بعد هيريرا يقود الفريق إلى نهائيين كبيرين، وهذا يُسعدني، فالرضا الأكبر هو عن إخلاص اللاعبين للمباريات والالتزام بالتدريبات.”
تعامل خاص مع يامال: خططٌ مضادةٌ للمراقبة المزدوجة

أثار أداء الجناح الإسباني الشاب لامين يامال اهتمام إنتر بعد الهدفين اللذَين سجلهما في الذهاب، خاصة وأن برشلونة قد يوكل إثنين من اللاعبين لمراقبته. عندها أعلن إنزاجي عن خطته المضادة:
“إذا خصصوا أكثر من لاعبٍ ليامال، فهذا يعني أننا سنحصل على لاعبٍ حرٍّ إضافيٍّ في الملعب. علينا استغلال الفراغ خلف محوريّهم، وتوظيف المساحات التي ينشئها يامال في العمق أو على الأجنحة.”
وأوضح مدرب الإنتر أن المهمة لن تقتصر على تثبيت يامال، بل إيجاد “حلولٍ تكتيكيةٍ” مثل:
1. التحول السريع:
استغلال السرعة في الكرات المرتدة عندما يتقدّم لاعبان لمساندة المراقبة.
2. التمريرات العرضية:
تمرير كراتٍ بينيةٍ خلف الظهيرين للتفوق العددي.
3. ضغطٌ موجهٌ:
زحزحة ثلاثي الوسط للدفاع مع تمدد أجنحة الهجوم لتفكيك تنظيم برشلونة الدفاعي.
ردُّ فعل على اتهامات الجماهير والتحامل التحكيمي
في ظل الشكوك التي أثيرت حول تحكيم سيمون مارشينياك لصالح ريال مدريد، رفض إنزاجي أي حديثٍ عن “مؤامرةٍ إسبانيةٍ” ضد إنتر:
“لم نأبه لإنشاء نظريات المؤامرة، الحكم هنا ليس المشكلة. يستحق مارشينياك الاحترام حتى وإن أعطى رأيه الصارم في بعض القرارات. العمل على أرض الملعب هو الفيصل دائمًا.”
واختتم تأكيدًا على أن تركيزه وطاقمه “موجّهٌ بالكامل لتحضير الخطة وتوجيه اللاعبين مالياً نحو التغلب على تحديات برشلونة”.
النهائي في الانتظار… ورهان على “سان سيرو”
يفصل إنتر مباراةً واحدةً عن لقاء النهائي المرتقب يوم 31 مايو في ميونيخ، حيث سيواجه الفائز من باريس سان جيرمان وأرسنال. ومع إدراك إنزاجي لخطورة المهمة، ستكون مواجهته لبرشلونة على أرض سان سيرو دروسًا في النفَس والثبات أمام أصعب الأوقات.
إذا نجحت الخطة وقدّم الدفاع ومستثمرو الكرات المرتدة الأداء المنتظر، فقد يكتب الإنتر صفحةً جديدةً في تاريخه القاري تحت قيادةٍ لم تتجاوز بعد “ذكرى إسطنبول”. وإن عادت الذكريات فإنها ستكون من الماضي، لأن المواجهة المقبلة هي التي ستقود الفريق نحو اللقب أو تُبقيه في البحث عن المجد الأغلى.