أثارت الهزيمة القاتلة أمام إنتر ميلان في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا موجة استياء داخل أروقة برشلونة
إدارة النادي خرجت عن صمتها، معلنة تذمرها من تخصيص أماكن جلوس لا تتوافق مع مكانة الفريق حامل الألقاب الأوروبية، ومطالبة الاتحاد الأوروبي بفتح تحقيق في الواقعة.
من مباراة حماسية إلى شكوى رسمية
برشلونة خسر أمام إنتر 4–3 بعد الأوقات الإضافية، ليودّع البطولة بنتيجة إجمالية 7–6، أمام جمهوره الكبير ومعنوياته المتأججة بعد تأهل “النيْراتزوري” في ليلة درامية. لكن الإعلام الكتالوني كشف عن أن الاهتمام الأكبر داخل النادي لم يكن بالنقاط أو الأهداف، بل بكيفية استقبال الضيوف في ملعبٍ يفترض أن يُقدِّر مكانة الأندية العريقة في أوروبا.
ذكرت قناة “إيسبورت3” المقربة من برشلونة أن إدارة النادي قررت تقديم شكوى رسمية لدى الاتحاد الأوروبي “يويفا” ضد الجهة المنظمة للمباراة، طالبة تدارك ما وصفته بـ“الإهانة المتعمدة”. وحسب المصدر ذاته، رأت البعثة الكتالونية أن توزيع المقاعد كان فوضويًا، إذ وُضع رئيس النادي جوان لابورتا والمدير الرياضي ديكو وبعض أعضاء مجلس الإدارة في مدرجٍ يحيط بهم مشجعو إنتر، حيث تعرضوا للإهانات والتصفيق السلبي طيلة زمن اللقاء.
تفاصيل الموقف غير المريح

موقع جلوس رئاسة النادي:
بدلاً من توفير قاعة مغلقة للرئيس ورفاقه، وُضعوا قرب جماهير إنتر التي لم تتوانَ عن إلقاء الشتائم والصافرات المزعجة.
غياب الحماية الأمنية الخاصة:
انتقد النادي انعدام وجود حواجز تمنع تسلل المشجعين إلى مقاعد البعثة الزائرة، بينما تحظى شخصيات إنتر بمقاعد رئاسية مميزة في لقاء الذهاب بكامب نو.
استهداف اللاعبين والإداريين:
تعرض المدافع جول كوندي والمدير الرياضي ديكو لتوجيه صرخات استفزازية عند كل لمسة أو تأخير في المرتدات، ما أثار استياءهم ونعته بعضهم بأنه “سلوك غير رياضي”.
وورد في تقرير “إيسبورت3” أن لابورتا حاول أكثر من مرة الاتصال بمسؤولي الملعب والشرطة المحلية لإعادة تنظيم أماكن الجلوس
إلا أن استجابة المنظمين جاءت مترددة، ما دفعه لاعتبار أن هناك “نية” لإحراجه والتقليل من شأن النادي الذي اعتاد على استضافة ضيوف الصفوة في مقصورات مغلقة ومهيّأة.
مقارنة بتفضيل إنتر في كامب نو

سلط برشلونة الضوء على المعاملة المغايرة التي حظي بها وفد إنتر في مباراة الذهاب على أرضه، حيث استقبلهم بمقصورة رئاسية واسعة مزودة بكل مقومات الراحة والخصوصية بعيدًا عن “زحام” المدرجات. هذا التمييز رأسه برشلونة في شكواه، وأشار إلى أنه يثبت أن إدارة ملعب مياتسا تجاهلت قواعد الضيافة المتعارف عليها في دوري الأبطال.
وبحسب تصريحات أطلقتها مصادرٌ داخل النادي لـ”موندو ديبورتيفو”، فإن شعورًا بالغبن خيّم على الجميع، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يُخضع فيها ضيوف “إنتر” لمعاملة أقل مستوى. وطالبت البعثة الكتالونية بأن يضمن اليويفا في المستقبل توفير غرف مغلقة أو مقصورات محددة لكل عشرة مسؤولين كبار على الأقل، حفاظًا على سلامتهم وكرامتهم.
تبعات على العلاقة بين الناديين
لا يتوقع مراقبون أن تتحول هذه الحادثة إلى فتور في العلاقات الرسمية بين برشلونة وإنتر، فالأمر يتعلق بنوايا المنظمين لأمسية رياضية لا علاقة لها بالندية التكتيكية داخل الملعب. بيد أن إدارة النادي تُصرّ على جعل الحادثة عبرة، وتشدد على ضرورة احترام بُنية الضيافة المعتمدة في كافة الملاعب الأوروبية.
من الممكن أن تفرض هذه الشكوى رقابةً أشدّ على كيفية إدارة مباريات الأدوار الإقصائية، وربما تحفز اليويفا على وضع معايير صارمة لتوزيع المقاعد والإشراف الأمني، تضمن عدم تكرار مثل هذه الإشكالات التي تصرف الأنظار عن جوهر الرياضة ذاته.
دروسٌ مستقبلية للضيوف والمضيفين
سيكون على برشلونة أن يدرس خياراته في حال تأهله مجددًا للمراحل النهائية، سواء بطلب التحقق المسبق من مآرز الجماهير والسيطرة الأمنية أو العمل مع يويفا على قائمة بمعايير الاستقبال. ومن جهتها، سيتعيّن على إدارة إنتر وفي دورها مستقبليًا ضمان تنسيقٍ أفضل مع اليويفا لاستضافة ضيوف يملكون ثقلًا إعلاميًا ورياضيًا، تفاديًا لأي شكاوى منظمية.
ختامًا، تبقى كرة القدم منصةً للتنافس الراقي بين الأندية والعواصم الأوروبية
لكن الحدث الأبرز في “سان سيرو” لم يكن الخطأ التحكيمي ولا لحظة الهدف الدرامي، بل سوء توزيع مقاعد الحكماء، ما حفز برشلونة على رفع صوته مطالبًا بالإنصاف والاحترام المتبادل في ملاعب الأبطال.