ميسي يعترف بخسارة لا تنسى ويكشف تأثير العمر على أدائه
في حديثٍ صريح ومفاجئ أعاد ليونيل ميسي نجم إنتر ميامي الأضواء إليه رغم خروج فريقه المبكر من دور الستة عشر في كأس العالم للأندية ٢٠٢٥ عقب الهزيمة القاسية برباعية نظيفة أمام باريس سان جيرمان الفرنسي فاجأ الحائز على الكرة الذهبية الخمسة العالم بموقفه التواضعي من النتيجة واعترافه بأن حالته البدنية الأخرى لن تعود كما كانت
إدراك الفارق أمام بطل أوروبا
عقب صافرة النهاية التي انهمرت بعدها أهداف باريس سان جيرمان في شباك إنتر ميامي روى ميسي لشبكة دي سبورتس تفاصيل المواجهة قائلاً إنه كان يتوقع صعوبة المباراة أمام فريقٍ توّج بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي مشيراً إلى أن النتيجة سواء أربعة أهداف أو خمسة لصالح المدرب ماوريسيو بوكيتينو فإنها «لم تخرج من سياق معقول» بالنظر إلى حجم الفجوة الفنية والاعتمادية على القوة الضاربة لفريق العاصمة الفرنسية
وأضاف قائد إنتر ميامي البالغ من العمر ثمانية وثلاثين ربيعاً أنه فخور بزملائه رغم الخروج المبكر مؤكداً أنهم «تجاوزوا توقعات الكثيرين الذين شككوا في إمكانية تخطي دور المجموعات» وذكر أن أصعب ما شعر به كان مقارنة الأداء ضد أندية الدوري الأمريكي ودوري أبطال كونكاكاف حيث خاض الفريق مباراة وحيدة فيها سفرٌ استمر سبع ساعات قبل أن يخوض التحدي، في حين كان جدول المباريات في كأس العالم للأندية مريحاً نسبياً من ناحية السفر بين المدن
صناعة التاريخ رغم النتائج
أشار ميسي إلى أن أهم إنجاز تحقق بالنسبة له ولزملائه هو الوصول إلى الأدوار الإقصائية وترك بصمة في سجل الأندية الأمريكية بالقدرة على مواجهة أفضل فرق العالم رغم التحديات اللوجستية والبدنية التي يواجهها اللاعبون في قارةٍ لا تزال كرة القدم فيها في طور النمو مقارنةً بالأندية الأوروبية العريقة
اعترف النجم الأرجنتيني بأنه «لا يتذكر بالضبط» عدد الأهداف التي استقبلها فريقه بين أربعة أو خمسة لأن تركيزه شُــــتّت بين محاولات الأندية المنافسة لابتكار اللعب وقراءة تحركاتهم التكتيكية وهو ما أعاده إلى «واقعية كرة القدم» التي لا تُعطي فرصة لأي فريق مهما بلغت إمكانياته
حقيقة الحالة البدنية وعمر الأسطورة
أكثر ما لفت الأنظار في حديث ميسي تصريحاته عن مدى قدرته على مواصلة اللعب والجري ٩٠ دقيقة كاملة وقضاء أعوام إضافية في ملاعب احترافية قائلًا بضحكةٍ خفيفة «أنا لست كائناً فضائياً… جسدي لا يملك القدرة على فعل ذلك بعد الآن» وأكد أنه مدرك تماماً بأن حالته البدنية ليست ١٠٠٪ كما كانت في السابق ولن يعود أبداً إلى ذروة مستواه الفني التي اعتادت الجماهير مشاهدتها في سنوات شبابه
هذا الاعتراف يأتي بعد موسمٍ طويل في الدوري الأمريكي شهد تذبذباً في ثبات أداء ميسي نتيجة تراكم المباريات وربط التنقلات بين المدن بمواعيد ضيقة إضافة إلى ضغط المباريات الدولية مع منتخب الأرجنتين ما جعل فترة التعافي بين اللقاءات قصيرة للغاية وهو ما يدفع الأسطورة لتعديل برنامجه التدريبي وتخصيص فترات أطول للراحة والعلاج الطبيعي
المضي قدمًا دون أعذار
رغم فداحة النتيجة وخسارة الألقاب عزَّى قائد إنتر ميامي الجماهير بأن الفريق سيواصل العمل دون تقديم أعذار مرفوع الرأس لأن «الظروف مختلفة عن أي بطولة أخرى في كرة القدم» مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتقه في تحفيز زملائه على العودة أقوى في الموسم الجديد مع الاهتمام أكثر بالجانب البدني
التحديات المقبلة مع إنتر ميامي
ينتظر إنتر ميامي تحد كبير في المرحلة المقبلة على صعيد الدوري الأمريكي MLS ودوري أبطال الكونكاكاف فكلاهما يتطلب مشاركة مكثفة وتنافُسٍ شبه يومي ومع ذلك فإن تجربة مونديال الأندية ستضيف خبرة حقيقية للاعبين الشباب وقادة الفريق وسيكون درب بناء التشكيلة المقبلة أقصر بعد الاحتكاك مع النجوم العالميين
تأثير الخروج المبكر على مستقبل ميسي
طرح بعض المحللين تساؤلات حول ما إذا كان مشوار ميسي مع إنتر ميامي اقترب من نهايته بعد هذا الاعتراف الصريح لكن النجم الأرجنتيني سرعان ما قلل من أهمية هذه التكهنات مؤكدًا أن رغبته في الاستمرار قوية وأنه سينهي عقده حتى ديسمبر ٢٠٢٥ قبل التفكير في أي خطوة تالية في مسيرته أو العروض التي قد ترده من أندية أو توسعات أخرى
للمرة الأولى منذ سنوات طويلة يصيغ ليونيل ميسي تصريحاً يشبه مرحلة الاعتزال شريطة الإيحاء بقبول حقيقة أن الزمن لا يعود إلى الوراء وقدرة اللاعب المهنية تتراجع بعد تخطي سن الثلاثين لكن هذه الحقيقة لم تُضعف عزيمته بل حفزته للاستثمار أكثر في خبرته الطويلة وخدمة إنتر ميامي بأفضل ما يملك من إمكانات رغم معرفته أن أفضل فترات حياته الكروية قد ولّت ولن تعود أبدًا.
