ميسي يتعرض لاهانة تاريخية في مونديال الاندية ويواجه رحيل عاجل من انتر ميامي
انتقل مشهد ليونيل ميسي من التألّق في الملاعب الأوروبية إلى اختبار صعب على أرضية ملعب كأس العالم للأندية 2025 عندما حل إنتر ميامي الأمريكي ضيفاً ثقيلاً على باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الستة عشر وقد تصدّر النجم الأرجنتيني العناوين مطلع اللقاء بفرصة ذهبية لتسجيل هدفٍ مبكر لكنه وُضع تحت ضغطٍ هجومي مريع لم يعتده فانهارت ثغرات دفاع فريقه سريعاً أمام سرعة وتنظيم رجال باريس سان جيرمان
أهدافٌ مبكرة وهزيمةٌ موجعة
انطلق اللقاء بضغطٍ فرنسيٍ مُضنٍ فرضه الثنائي البرتغالي فيتينيا وجواو نيفيز اللذان سيطرا على منطقة الوسط تماماً ونجحا في تعطيل ممرّات الكرة إلى ميسي وزملائه فتلقّى إنتر ميامي أولى الطعنات في الدقيقة السادسة بتمريرة فتاكة من نيفيز أنهيها سواريز اغتناماً للفرصة ومن ثم توالت الأهداف الفرنسية بقوّةٍ وكأن المباراة قد انقلبت إلى حصة تدريبية مفتوحة لتجارب لويس إنريكي التكتيكية وخرج “البرغوث” من زمام الأمور الميدانية لتسوده حالة من الإحباط الجماعي
مطالبات رحيل ميسي من الجماهير
لم تمهّد سوى دقائقٍ قليلة لتتحوّل أصداء اللقاء إلى منابر الانتقاد الحاد على وسائل التواصل الاجتماعي فانفجرت حسابات الجماهير بتغريدات وتصريحات طالبت اللاعب بالرحيل عن إنتر ميامي قبل انطلاق الموسم الجديد كتعبيرٍ عن غضبها من أداء الفريق وعدم قدرته على توفير الدعم اللازم لأيقونتها وكتب أحدهم “ميسي من أجل كرامتك ارحل عن هذا الفريق قبل استفحال هذا الجنون” بينما لام آخرون الإدارة على ضعف الانتدابات وعدم تقدير موقع نجمٍ عالمي في تشكيلةٍ تفتقر لأسماءٍ تعرف كيف تصنع الفارق إلى جانبه
تحليل أداء إنتر ميامي في المونديال
تذكّر جماهير كرة القدم أن إنتر ميامي لم يعثر سوى على فوزٍ وحيدٍ في دور المجموعات أمام بورتو البرتغالي بينما افتتح مشواره بالتعادل 1 1 أمام الأهلي المصري ثم اكتفى بالتعادل السلبي ضد بالميراس البرازيلي وسلّطت هذه النتائج الضوء على هشاشة التشكيلة الأمريكية وغياب العمود الفقري الدفاعي والهجومي الذي يستطيع حماية ظهري ميسي وتأمين حرية تحركه في منتصف الميدان قبل وصوله إلى منطقة الجزاء
أسباب الإهانة وتأثيرها على مستقبل ميسي
لم يكن هذا الخروج المبكر مجرد نتيجةٍ سلبية فحسب بل حمل إيحاءاتٍ قوية بأن مشروع إنتر ميامي الذي بُني على جذب النجم الأرجنتيني ورفاقه في صفقةٍ مدوية بات عاجزاً عن منافسة فرقٍ متكاملة فنياً وجماعيةٌ إيقاعاً وهو ما دفع الإعلام للتشكيك في جدوى الاستمرار في هذه التجربة الأميركية التي لا توفر البنية الأساسية للنجاح على المستويين الفني والتسويقي
خيار الرحيل وأنديةٌ محتملة
وسّعت الاتهامات الموجّهة لميسي رقعة التكهنات حول وجهته المقبلة فتلقت صحف يومية أنباءً عن اهتمامٍ سعودي اوروبي بقناص الأهداف البالغ من العمر 37 عاماً فذكر بعض المراقبين أن عروضاً مغرية من أندية دوري روشن السعودي باتت قيد الدراسة بينما ترى أوساطٌ أوروبية أن العودة إلى الدوري الإسباني عبر بوابة برشلونة أو الانتقال إلى أحد عمالقة البريميرليغ قد تكون حلاً لاستعادة بريقه وتمهيد الطريق أمام تتويجاتٍ إضافية
ردة فعل الأسطورة وأهمية الدعم المؤسسي
من جانبه اكتفى ميسي بإعادة نشر مقاطع من أهدافه العالمية وإظهار تعاطفه مع الجماهير لكنه أشار في لقاء قصير مع الصحافة إلى ضرورة اتخاذ قراراتٍ مستندةٍ إلى مشروعٍ رياضيٍ واضح يحترم طموحه ويستوعب قدراته قبل البت في مستقبله خاصةً وأنه جدد تعاقده مع إنتر ميامي قبل أشهر بقيمةٍ ماليةٍ قياسية ولم يتوقع أن يجد نفسه في مأزقٍ تنظيمي وفني كهذا
دروسٌ مستفادة وخطواتٌ تصحيحية
باتت إدارة إنتر ميامي ملزمة بوضع خطةٍ طوارئٍ لتدارك الموقف قبل الموسم الجديد قد تشمل تعزيز صفوفها بلاعبين ذوي خبرةٍ عالية وتعديل طريقة اللعب بما يوفر مساحاتٍ لميسي وأسلوبٍ هجوميٍ يبرز مهاراته فضلاً عن تعزيز الجانب الدفاعي للحفاظ على توازن التشكيلة ويبدو أن تكاتف الإدارة مع النجم الأرجنتيني في تحديد احتياجات الفريق هو السبيل الوحيد لتجنيب نادي “النواخذة” كارثةً إعلاميةً جديدةً ديسمبر المقبل
تُعدُّ لحظة الإهانة التي قاساها ميسي في كأس العالم للأندية 2025 بمثابة إنذارٍ صارخٍ لكل من يظن أن التعاقد مع نجمٍ عالميٍ يضمن تلقائياً الألقاب دون إعدادٍ متكاملٍ وتجهيزٍ فنيٍ يؤمن له البيئة المثلى للنجاح ولا شك أن الوجهة المقبلة للدون ستعكس مدى قدرته على تجاوز الصدمة ومواصلة كتابة فصول أسطوره في عالم كرة القدم بعيداً عن شوائب الخظو وأخطاء البناء الجاري إعادة تقييمها حالياً في أروقة إنتر ميامي وغيره من الأندية الطامحة لاستغلال نجوميته في المستقبل القريب.
