لمواجهة برشلونة.. ضرورة التضحية بإيزاك بعد عودة كابوس ستيف بروس في نيوكاسل!
عجز هجومي يضرب صفوف نيوكاسل!
مرة أخرى يعود نيوكاسل يونايتد بنتيجة سلبية من خارج أرضه بعدما اكتفى بتعادل بلا أهداف أمام ليدز يونايتد، قد يراها البعض نتيجة طبيعية، لكنها في الحقيقة تكشف أزمة أعمق من مجرد فقدان نقطتين؛ إنها مشكلة هوية تضرب الفريق في وقت حساس قبل استحقاقه الأوروبي المرتقب أمام برشلونة.
فشل نيوكاسل في إحراز أي هدف خلال ثلاث مباريات متتالية خارج ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولأول مرة منذ يناير 2021 يتكرر هذا السجل السلبي، وهي نفس الفترة التي كان يقود فيها الفريق المدرب السابق ستيف بروس، وكأن أشباحه عادت لتطارد النادي من جديد.
ذلك الأداء الباهت، الذي أقر به المدرب إيدي هاو بنفسه، فتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة الفريق على مجاراة طموحاته الكبيرة هذا الموسم، غياب إيزاك: أزمة فراغ أم باب للتغيير؟
في قلب هذه المعاناة يظهر الغياب المؤثر للمهاجم ألكساندر إيزاك، والذي ترك فراغًا هائلًا بعد تداول أنباء عن اتفاق مع ليفربول على رحيله، غياب اللاعب للمباراة الثالثة على التوالي في الدوري، رغم خطورته، قد يدفع نيوكاسل نحو تطوير نفسه.
إزاء هذا الوضع، قد يجد إيدي هاو نفسه مضطرًا لإعادة صياغة هيكل منظومته الهجومية، فبدلًا من الرهان على سرعة إيزاك، ربما يصبح الاعتماد على القوة البدنية للمهاجم الجديد نيك فولتيمادي هو الحل المطروح، هذا التغيير التكتيكي قد يمنح أدوارًا هجومية أوسع للاعبين أمثال برونو جيماريش وهارفي بارنز، إنهاء حالة الجدل برحيل إيزاك، رغم قسوته، قد يكون بمثابة التضحية التي يحتاجها الفريق ليستعيد تركيزه الذهني ويصوغ لنفسه هوية هجومية جديدة.
أصعب اختبارات هاو وضغوط الجماهير
هذه المرحلة ليست مجرد أزمة نتائج، بل تمثل الامتحان الأهم لإيدي هاو كمدير فني، مدى نجاحه في التعامل مع ضغط خسارة أبرز نجومه، إلى جانب دمج صفقة قياسية جديدة، وسط توقعات ضخمة من الإدارة والجماهير، سيكون هو العامل الحاسم لمستقبله مع النادي، هذا هو ما يميز المدربين العظماء عن غيرهم: القدرة على تحويل الأزمات إلى فرص تعزز البناء وتزيد من القوة.
برشلونة يترقب بحذر!
للوهلة الأولى، تبدو مشاكل نيوكاسل وكأنها فرصة ذهبية لبرشلونة تحت قيادة هانز فليك، الذي سيبدأ مشواره في دوري الأبطال أمام فريق مرتبك يفتقد لهجوم فعال، بدلًا من مواجهة خصم في أفضل حالاته، لكن التاريخ يؤكد أن الأندية الإنجليزية على أرضها في ليالي الأبطال، خصوصًا عندما تكون جريحة وتبحث عن إثبات الذات، تتحول لخصم في غاية الخطورة.
على برشلونة أن يتعامل بجدية، فمواجهة فريق جريح أمام جماهيره قد تكون فخًا قاتلًا.
نيوكاسل يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، فأزمته الحالية لا تبدو مجرد تعثر عابر، بل هي لحظة فاصلة ستحدد ملامح الفريق وطموحاته لموسم كامل، المباراة أمام برشلونة لم تعد مجرد لقاء أوروبي، بل أصبحت الاختبار الحقيقي الذي سيكشف الجواب النهائي: هل ينهار الفريق تحت الضغط، أم يخرج من الأزمة بهوية جديدة أكثر قوة وصلابة؟ النتيجة سيحسمها المستطيل الأخضر.
