
يقترب الدولي الأوروجواني داروين نونيز من اتخاذ خطوةٍ مفصليةٍ في مسيرته الكروية، بعدما وضع اسمه على رأس قائمة المرشحين للانضمام إلى صفوف أتلتيكو مدريد الإسباني هذا الصيف. إذ كشف مصدرٌ مطلعٌ عبر شبكة “كادينا سير” عن موافقة اللاعب (25 عامًا) مبدئيًا على عرض الروخيبلانكو، ما يفتح صفحةً جديدةً في سجل انتقالاته عقب ثلاث سنواتٍ مع ليفربول الإنجليزي.
عودةٌ إلى الليغا بعد تجربةٍ “مُعقّدة” في البريميرليغ
انضم نونيز إلى ملعب “أنفيلد” صيف 2022، آتٍ من بنفيكا البرتغالي مقابل 85 مليون جنيه استرليني، وسط توقعاتٍ طموحةٍ بأن يُشكّل شراكةً فتاكةً مع محمد صلاح وساديو ماني. وقد سجل الأوروجواني في موسمه الأول مع الريدز 26 هدفًا في مختلف المسابقات، قبل أن يهبط رصيده في الموسم التالي إلى 7 أهدافٍ فقط رغم مشاركته كأساسيٍ في 17 مباراةٍ تحت قيادة آرني سلوت.
وبحسب معطيات “أوبتا”، فقد بلغ معدل تسجيل نونيز 0.38 هدفًا لكل 90 دقيقةٍ في الموسم الثاني، في تراجعٍ واضحٍ عن مستواه مع بنفيكا الذي كان يسجل فيه بمعدلٍ يزيد على 0.7 كل نصف ساعةٍ. وهذا الاعتلال التهديفي، إضافةً إلى الزخم التكتيكي الذي يطلبه سلوت من مهاجميه في البريميرليغ، جعل اللاعب يبحث عن “تهدئةٍ” لأمام المرمى، وبيئةٍ تناسب انطلاقةً هجوميةً أقرب لأسلوبه الانفجاريّ.
صدى عروض أتلتيكو مدريد ومفاوضات في الصُحن

تسعى إدارة أتلتيكو مدريد إلى تدعيم خط الهجوم قبل موسمٍ جديدٍ يُنافس فيه على لقب الليغا ودوري أبطال أوروبا. وقد دخلت اتصالاتٌ مكثفةٌ مع ممثلي نونيز على مدى الأسابيع الماضية، بأمل حسم الشقّ الشخصي أولًا عبر موافقة اللاعب على العقد الذي يمتد لثلاثة مواسمٍ، مع بندٍ جزائيٍّ يُقدّر بـ70 مليون يورو فقط، بحكم انتهاء عقده مع ليفربول صيف 2026 وبدء موسمه الأخير بمفاوضاتٍ مبكرةٍ.
وأكدت “كادينا سير” أن داروين “أوضح تفضيله” للعودة إلى إسبانيا، حيث تتناسب سرعة الحدث مع قدرته على استغلال المساحات خلف الظهيرين، وأشار تقريرٌ آخرٌ لـ”موندو ديبورتيفو” إلى أن اللاعب يرى في مشروع المدرب دييجو سيموني فرصةً لإعادة بناء ثنائيته التاريخية مع لويس سواريز، الذي سبق وأن تعاون معه في يوفنتوس وإنترميلان وإنفاق مدريديٍّ سابقٍ.
أسباب الرحيل… بندٌ وهمي ونظرةٌ إلى المستقبل
رغم تردد أخبارٍ عن بندٍ في عقد نونيز مع ليفربول يربطه بدفع مبلغٍ إضافيٍ لبنفيكا حال تجاوز عدد مشاركاته 25 مباراةً، نفى سلوت ذلك خلال مؤتمرٍ سابقٍ، وأكد أن قرارات الدفع بشكل أساسي تتعلق بالإعداد البدني والفني. غير أنّ حقيقة تذبذب وضعيته بين دبيرز واطلالاتٍ قصيرةٍ على مقاعد البدلاء، دفعت اللاعب إلى البحث عن “مسرحٍ” يضمن له دقائق لعبٍ أكبر وتكرارًا لخطوط التمرير والانطلاق.
وفي سياقٍ متصلٍ، أجرت “الصحيفة” مقابلةً مع أحد وكلاء اللاعب الذي قال مفضّلًا التريث حين يُسأَل عن التفاصيل:
“نحن في مرحلةٍ نهائيةٍ من تفاوضٍ مباشرٍ مع أتلتيكو وأخرى فنيةٍ مع ليفربول. كل شيءٍ قابلٌ للانتهاء في غضون أيامٍ قليلةٍ، لكن قرار داروين كان واضحًا بخصوص رغبته في التحدِّي في الدوري الإسباني مجددًا.”
ماذا يعني انتقال نونيز للروخيبلانكو؟

• لأتلتيكو مدريد: تعزيزٌ هجوميٌّ بقوامٍ بديلٍ لصالح أنطوان غريزمان وفيلِّكس وراؤول خيمينيز، مع لاعبٍ يجيد الاستفادة من الكرات الطولية والانطلاقات الريشية.
• لللاعب: فرصةٌ لإحياء مسيرته التهديفية في أجواءٍ تكتيكيةٍ تناسب أسلوبه الانفعالي، إضافةً إلى تخفيف ضغط الأداء اليومي في الحياة الإنجليزية.
• لاريادة الصفقة: إمكانية مشاركةٍ أكبرٍ في دوري الأبطال، إضافةً إلى اللعب في مواقعٍ مختلفةٍ داخل خطة سيموني المرنة (4-4-2 مائل أحيانًا إلى 4-3-3).
الأيام القليلة المُقبِلة
من المتوقّع أن يُعلن الطرفان – ليفربول وأتلتيكو مدريد – عن التفاصيل قبل نهاية شهر أيار/مايو الجاري، للاستفادة من فترة السجل المفتوح التي تبدأ مطلع يونيو، وبالتالي إدراج نونيز في قائمة دييجو سيموني للموسم الجديد. وبذلك، يكون الأخير قد سدّد رصيده بإضافةٍ مثيرةٍ جديدةٍ لملفٍّ عُدَّ من “الصفقات الصادمة” لصيف 2025، فيما يعود الدوري الإسباني لاستقبال “الطوفان الأوروجواني” من بوابة العاصمة.
في خضم هذه التطورات، يترقب عشاق الكرة الإسبانية والإنجليزية على حدٍ سواء، من سيخرج رابحًا من هذه الصفقة: المتغير في الخريطة الكروية الإنجليزية أم صانع القرار التكتيكي في مدريد؟ ومع وضع توقيع نونيز على عقدٍ مكتظٍّ بالآمال والأهداف، تبدأ فصولٌ جديدةٌ من الصخب الرياضي… حيث تلتقي الطموحاتُ العريضةُ مع رغبات “المهاجم المنسجم” في تحقيق ألقابٍ جديدةٍ وإعادة بريقٍ كان قد خفت لوهلةٍ في “أنفيلد”.