
في مفاجأة من العيار الثقيل يسعى ريال مدريد إلى قلب معادلة سوق الانتقالات الصيفي، من خلال التسلل بقوة نحو ضم النجم السويدي الصاعد هوجو لارسون من صفوف أينتراخت فرانكفورت، في سباقٍ محمومٍ مع مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا. إذ قرر الفريق الملكي تعزيز خزانته البشرية بمركز صناعة اللعب قبل انطلاق الموسم الجديد، تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو، ليظفر بخدمات اللاعب الذي أصبح واحدًا من أبرز المواهب في البوندسليجا.
مرحلة انتقالية تكتيكية في الميرينغي
يعيش ريال مدريد هذه الأيام مرحلةً فاصلةً وحساسةً، بعد خروج الجماهير المحبطة من موسم شابته الهفوات التكتيكية والإقصاءات المبكرة من دوري الأبطال أمام آرسنال، وتوديع لقب الدوري الإسباني والكأس السوبر في جعبته. ووسط توقعات برحيل المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي، أعلنت إدارة القلعة البيضاء التعاقد مع نجم الملكي القديم تشابي ألونسو مدربًا خلفًا له، ليبدأ الإسباني الويلزي رسم خارطة طريقٍ جديدةٍ لاستعادة الهيبة الأوروبية والمحلية.
وبحسب ما نقلته صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن أولى خطوات ألونسو التكتيكية لن تقف عند إعادة تنظيم الدفاع والظهيرتين اللتين عززهما بالفترة الأخيرة بضم ترينت ألكسندر-أرنولد مجانًا من ليفربول، وتفعيل الشرط الجزائي لضم دين هويسين من بورنموث، بل ستمتدّ إلى قلب ملعب الوسط بحصوله على “صانع الألعاب الشامل” لارسون صاحب الـ20 عامًا.
نظرة على مواصفات لارسون الفريدة
هاجم هوجو لارسون صانع ألعاب نادي أينتراخت فرانكفورت قلوب الجماهير بفضل مهاراته الفائقة في بناء اللعب، وسرعته الخارقة في الاختراق بين الخطوط، وتمريراته المتقنة التي جلبت له ألقاب “الساحر الشاب” و“لارو الشمالي”. ومنذ انتقاله إلى الفرنكفوريين صيف 2023، شارك في 47 مباراة هذا الموسم بكافة المسابقات، سجّل خلالها 6 أهداف وصنع تمريرتين حاسمتين، وفقًا لأرقام موقع “أوبتا” المتخصص.
ويتكامل مستواه اللافت مع تجربة تشابي ألونسو حين كان المدير الرياضي في باير ليفركوزن، حيث قابلهما في عدة مواجهاتٍ حاسمةٍ بالدوري الألماني ودوري أوروبا، مما منح المدرب الإسباني رؤية شاملة لقدرات السويدي الشاب؛ الأمر الذي حفّز “فلورنتينو بيريز” على توجيه كشّافي الميرينغي لحضور أكثر من مواجهةٍ للاطلاع على لارسون عن قرب.
صراع الأندية الكبرى على توقيع لارسون

لا يقتصر اهتمام ريال مدريد على ضم لارسون فحسب، بل يمتدّ سباق التعاقد معه إلى مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا، الذي وضع اللاعب ضمن أولوياته لتعزيز خيار القلب المحوري لصناعة اللعب خلف الهجوم الثلاثي. ويرجع ذلك إلى رغبة “السيتي غراوند” في تجديد دماء خط الوسط بعد رحيل بعض الأسماء العتيقة، إضافةً إلى حاجة الفريق لضمان عمقٍ تكتيكيٍ أمام البطولات المحلية والأوروبية.
كما رُبط اسم لارسون بعدة أنديةٍ أوروبيةٍ أخرى، مثل باريس سان جيرمان الذي ظل يبحث عن صانع ألعابٍ يتميّز بالقوة البدنية وسرعة التحول، ولكن يبدو أن اختيار اللاعب وبيئته الملائمة سيقلبان الكفة نحو العاصمة الإسبانية، خصوصًا مع وعود ألونسو بمنحه مكانه الأساسي في معقل “سانتياغو برنابيو”.
المفاضلة بين الثقة الجماعية والخبرة
يسعى ألونسو إلى تأسيس فريقٍ يعتمد على التوازن بين الشبّان ذوي الأطماع الكبرى والنجوم القدامى الذين يضخّمون الخبرات. ولن يقف دوري لارسون عند تفعيل العقد الجزائي فحسب، بل يتوقع أن يشمل العرض الملكي حزمةً مغريةً من الضمانات المالية وفرص المشاركة المستمرة، إضافةً إلى خطة تطويرٍ فرديٍ يشرف عليها الجهاز الفني، بهدف صقل إمكاناته نحو لاعبٍ من طرازٍ عالميّ في غضون موسمٍ أو اثنين.
وفي لفتةٍ تكتيكيةٍ، قد يُرى اللاعب السويدي في قلب الثنائي الذي سيشكل محور وسط ريال مدريد بجوار جود بيلينجهام، ما يتيح حريةً أكبر للإنجليزي الشاب في التقدم وصنع الفارق هجوميًا، أو قد يُمنح الحرية لسيرجيو كامبوس للعودة لتنشيط الخيار الدفاعي بإقصاء الضغط المبكر.
مستقبل يحمل آمالًا أوروبيةً
إذا ما نجح ريال مدريد في انتزاع توقيع هوجو لارسون، فسيكون ذلك بدايةً لحقبةٍ تكتيكيةٍ مغايرةٍ في قلعة الميرينغي؛ حقبةٍ يقف فيها الشاب السويدي بصحبة صخرةٍ دفاعيةٍ اتسمت بتعزيز خطوط الظهير والدفاع، إضافةً إلى جبهة هجوميةٍ ناريةٍ يترقبها العالم بعد إغلاق باب إراقة الدماء بين النجمين كيليان مبابي وإرلينج هالاند في سوق الرحيل.
والأهم من ذلك، فإن استقدام لارسون سيعطي تشابي ألونسو مادةً تفجيريةً لتطبيق فكره بالضغط العالي والانتقال السريع من الدفاع للهجوم، ما يجعل ريال مدريد ينافس على جميع الجبهات: دوري الأبطال، الليغا، وكأس السوبر الإسبانية، مع ضمان تمتع وسط ملعبه بلمسةٍ مستقبليةٍ تُشبه نجوم عصر “الكلاسيكو الأوروبي”.
خاتمة المواجهة الكبرى
بين التحدي القطري في كأس العالم للأندية والسباق على البطولات المحلية، لن تتأخر إدارة ريال مدريد في حسم الصفقة قبل منتصف يونيو؛ أي قبل انطلاق سوق الانتقالات الرسمي في الأول من يونيو وتزامنه مع مشاركة الملكي في البطولة الموسعة بأمريكا. وبذلك، سيكون الضربة القاضية في سباق ضم هوجو لارسون بمثابة إعلانٍ رسميٍ عن وصول الجيل القادم الذي سيعيد مدريد إلى قمة أوروبا تحت راية تشابي ألونسو.