
من تألقٍ تاريخي إلى وداعٍ متوقع
قاد ألونسو فريقه الألماني إلى تحقيق ثلاثية غير مسبوقة في تاريخ النادي: لقب الدوري الألماني لأول مرة، وكأس ألمانيا، ومن ثم كأس السوبر المحلي. ورفع بذلك باير ليفركوزن سقف التوقعات محليًا وقاريًا، وفرض فلسفته التكتيكية المبنية على الضغط العالي وبناء الهجمات من الخلف.
عبّر المدرب:
“كانت رحلةً طويلةً وجميلةً ومليئة بالتحديات. اخترت هذا التوقيت للرحيل لأنني أؤمن بأن اللحظة المناسبة هي التي نصنعها بأنفسنا، واليوم وجدت الوقت الأمثل للإعلان.”
التوقيت المثالي ورغبة الانفصال الودّي
أشار ألونسو إلى أن الاتفاق مع إدارة النادي نصّ على انتهاء عقده بعد الجولة التالية لمواجهة ماينز، ليترك الباب مفتوحًا لاستكمال وداعه مع الجماهير في استاد “باي أرينا”.
أضاف:
“أردت أن يكون الوداع احتفالًا بالإنجازات التي حققناها معًا، وألا تغيب المشاعر الإيجابية في اللحظة الأخيرة. هذه المباريات ستكون مؤثرة للغاية.”
وعكس كلامه عمق العلاقة التي بنَاهَا مع لاعبيه وجهازه الفني، وامتنانًا واضحًا لكل فرد شارك في مسيرة التتويج.
خطوةٌ نحو العودة إلى مدريد؟

لم يُخفِ المدرب الإسباني ارتباطه العاطفي بإسبانيا، وخاصة ريال مدريد الذي قضى فيه أيام مجده كلاعب. وتقاطع ذلك مع ما نشرته تقارير إعلامية وصحفية تفيد بعقد جلسات بين إدارة النادي الملكي وألونسو خلال الأسابيع الماضية.
وأفادت مصادر مقربة من “الميرينغي” أن المفاوضات تتجه نحو التوصل لاتفاق يسمح للنادي بدفع نحو 12 مليون يورو كتعويضٍ عن فسخ العقد مع ليفركوزن، بعد انتهاء مهمة الفريق في مونديال الأندسة، تمهيدًا لبدء حقبة جديدة على رأس الجهاز الفني الأبيض.
كيف تتهيأ ليفركوزن لما بعد رحيل المدرب؟
أمضى باير ليفركوزن وقتًا غير يسير في البحث عن خليفةٍ يخلُف ألونسو. وسيشكل فارق الأداء الشعور بأن الفريق فقد قائده التكتيكي، لا سيما وأنه أرسى أسسًا تكتيكية قائمة على المرونة والانتشار السريع عند فقدان الكرة.
تشير المعطيات إلى أن الأرجنتيني خورخي ألميرون، المدرب السابق لبعض الأندية الأوروبية، ويوهان فليك، مدرب بايرن ميونيخ الأسبق، من الأسماء المطروحة لخلافة المدرب الإسباني.
وجهة مجهولة وغياب التصريح
ورفض ألونسو خلال المؤتمر الصحفي الإفصاح عمّا ينتظره في المستقبل القريب، مكتفياً بالقول:
“الوقت لا يزال مبكرًا للتحدث عن المرحلة القادمة. حالياً، يهمني إغلاق هذا الملف بشكل يليق بالفريق والجماهير.”
هذه الكلمات عززت من حدة التكهنات حول الوجهة التالية، بعد أن رُبط اسمه بشكلٍ شبه رسمي بتولي تدريب ريال مدريد خلفًا لكارلو أنشيلوتي، خاصة مع تأهل الفريق الملكي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وانتظاره قرار مجلس الإدارة حول مدرب الموسم المقبل.
أرقام وإنجازات حفرها في البوندسليجا

- موسم 2022–2023: إنهاء الدوري في المركز الثاني بأفضل حصيلة نقاط في تاريخ النادي.
- موسم 2023–2024: إحراز الدوري، الكأس، والسوبر الألمان.
- أداء هجومي وتكتيكي: أعلى معدل استحواذ، وأقل عدد من الأهداف المسجلة ضده في المباريات الحاسمة.
وجاءت هذه المعطيات لتلعب دورًا أساسيًا في لفت أنظار الأندية الكبرى الأوروبية.
كيف سينتهي المشوار في الجولات الأخيرة؟
يبقى التركيز العالي على المباراتين القادمتين:
1. ضد بوروسيا دورتموند:
تحمل ذكرياتٍ خاصة لألونسو كلاعب مع النادي الأبيض.
2. أمام ماينز:
ستشكل وداعًا رمزياً للنادي والجماهير.
ويأمل المدرب في تحقيق إنجازٍ أخيرٍ بإهداء جماهير “البيئيه” انتصارًاٍ يحفظ له مكانةً فريدةً في قلوبهم، كما فعل مع أندية عدة كلاعبٍ ومدربٍ خلال مسيرة امتدت عقدين.
ختام صفحةٍ وبداية فصلٍ جديد
مع اقتراب صافرة نهاية الأخير لجملةٍ من الإنجازات التكتيكية والنتائج الاستثنائية، يتهيأ تشابي ألونسو لمرحلةٍ ربما تكون الأصعب في مسيرته؛ مرحلة بناء اسمٍ جديدٍ كمدربٍ في نخبة الأندية الأوروبية.
وإن كان ريال مدريد الهدف المنتظر، فإن التحدي سيكون مزدوجًا: إثبات جدارته على ملعب “سنتياغو برنابيو”، ومواصلة مسيرة الإبداع التي بدأها كلاعب وطورها كمدرب.