بعد العرض المذهل الذي قدّمه برشلونة بقيادة هانز فليك في الكلاسيكو الأخير، خرج توني كروس، أسطورة خط الوسط في ريال مدريد، ليعترف بأن العملاق الكتالوني قدّم كرة قدم "بسيطة وساحرة" من الصعب مقاومتها، وأن فريقه الملكي لم يستحق أبداً تقدمه المبكر (2-0) في مباراة الجولة 35 من الدوري الإسباني.
عودة الذكريات على "مونتجويك"
شهد ملعب "مونتجويك" في برشلونة مواجهة درامية انتهت بنتيجة 4-3 لصالح أصحاب الأرض، ليجد الفريق نفسه وحيداً على قمة الترتيب برصيد 82 نقطة، مبتعداً عن ريال مدريد الوصيف بفارق سبع نقاط قبل ثلاث جولات من النهاية. المباراة التي انطلق فيها الريال بقوة وسجل هدفين عبر كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور، تحولت بسرعة إلى مهرجان كتالوني بفضل الروح الهجومية والثقة الفائقة التي أظهرها لاعبو برشلونة بقيادة فيليب كوتينيو وروبرت ليفاندوفسكي.
كروس أمام "متعة بلا خوف"

بعد دقائق من المجد المؤقت، تحوّل توني كروس في تصريحات نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية إلى داعمٍ صريح لمسيرة برشلونة هذا الموسم، قائلاً:
"عندما كنت أشاهد المباراة، شعرت بأننا لم نكن نستحق حتى التقدم 2-0، لأننا افتقرنا للتماسك والتركيز. برشلونة استمر في اللعب وكأن شيئاً لم يحدث، بلا أي خوف من الخسارة، وهذا ما يمنح الجمهور متعة فريدة."
وأضاف صاحب الخبرة الذهبية مع ريال مدريد:
"طريقة تعاملهم مع الكرة كانت بسيطة وعميقة في آنٍ معاً. لا تتعقّد الأمور لديهم، بل يمررون الكرة بسلاسة ويستعيدونها بنفس السرعة. هذا الأسلوب يمنحهم الأفضلية دائماً."
"الضغط المتقدم" كسلاح فعّال

لم يخفِ كروس إعجابه بالضغط العالي الذي مارسه برشلونة على ملعبه، مستغلاً الفراغات الدفاعية في ريال مدريد الناجمة عن الإصابات الكثيرة في خط الدفاع. وأوضح:
"الفرق المنافسة أصبحت تمارس الضغط المتقدم على ريال مدريد بسهولة هذا الموسم، وذلك بسبب غياب نجومنا الأساسيين مثل داني كارفاخال وألفارو أودريوزولا. ريال مدريد يعتمد على بناء اللعب من الخلف، ولكن مع نقص الأرقام الخبرة، باتت الكرة تُفتَك منه قبل أن تستمر رحلة الهجمة."
هذه الملاحظة تنسجم مع تحليل الجودة الدفاعية للرواقين اللذين أصيبا طيلة الموسم، ما أجبر كارلو أنشيلوتي على الدفع بلاعبين من فئات الشباب وإعادة توزيع الأدوار في الخط الخلفي.
"بساطة برشلونة" تعصف بالحذر الملكي
أشار توني كروس إلى أن بساطة أسلوب برشلونة لا تقلل من صعوبته، بل على العكس تجعله أكثر خطورة:
"عندما تحاول مجاراة تعقيدهم بإجراءات كثيرة، تخسر الوقت وتنفرط خطوطك. برشلونة يلعب كمن يمتلك السرعة والبصيرة معاً، وهذا ما شاهدناه في الرباعية التي أحرزوها بعد تأخرهم بهدفين. لا يخافون من الخسارة إطلاقاً."
ويمتد هذا الوصف ليشمل قدرة هانز فليك على زرع الثقة في لاعبيه، مع مناداة دائمة لكسر الحالة النفسية السلبية التي سبّبها الغياب الطويل عن الألقاب الكبرى في الموسم المنصرم.
التحدي المقبل للمرينغي
مع دخول ريال مدريد في سباق استعادة الفارق أمام برشلونة ومعانقة اللقب قبل المواجهة المباشرة مع إسبانيول، يبدو واضحاً أن كارفاخال وأودريوزولا يواجهان مهمة استعادة التوازن في الظهيرين، بينما يستمر البحث عن حلول تكتيكية في وسط الملعب لمواجهة ضغط فليك القوي.
على الجانب الآخر، سيحاول هانز فليك تحفيز لاعبيه للحفاظ على وتيرة الأداء العالية وحماية الصدارة، خصوصاً بعد إثباتهم أن الخسارة المبكرة لا تعني الانهيار.
خاتمة المواجهة الفنية
يبدو أن مفاتيح الكلاسيكو هذا الموسم لم تكن مجرد تسجيل أهداف بل سُلَّمت إلى "بساطة التعامل مع الكرة" و"الضغط المتقدم" والجرأة على المجازفة بلا خوف من الهزيمة. وبعد اعتراف كروس بأن ريال مدريد "لم يستحق التقدم أبداً"، تبدو الفرصة ذهبية لبرشلونة لحسم اللقب مبكراً مع تبقي ثلاث جولات فقط، في حين سيواجه أنشيلوتي اختباراً حقيقياً لإعادة هيبة الدفاع واستعادة التماسك قبل ختام المسابقة.