رونالدو يتربع على عرش فوربس ويتفوّق على ميسي ومبابي بحصّة خيالية!

الأرقام تتحدّث: 275 مليون دولار لعصبة الأثرياء

كشف تقرير فوربس أن الدون الملقب بـ“CR7” جمع 225 مليون دولار من رواتبه وعقوده الكروية مع نادي النصر السعودي خلال موسم 2024–2025، إضافةً إلى 50 مليون دولار من مصادر خارج الملاعب، تشمل صفقات الرعاية والإعلان والاستثمارات العقارية وصناعته الخاصة لـ”علامة CR7″. وبذلك يلامس إجمالي دخله السنوي 275 مليون دولار (نحو 206 ملايين جنيه إسترليني)، بفارقٍ شاسع عن منافسيه المباشرين:

• ليونيل ميسي: قفز النجم الأرجنتيني إلى المركز الخامس هذا العام بعد أن كان ثالثاً في 2024، إذ حصد 60 مليون دولار من عقده مع إنتر ميامي الأمريكي، و75 مليون دولار من صفقاتٍ ترويجية مع علاماتٍ تجارية عالمية مثل أديداس وبيبسي وسيمنز، ليصل مجموع دخله إلى 135 مليون دولار.
• كريم بنزيما: مهاجم ريال مدريد السابق والمحطوط حالياً في قائمة فوربس، حافظ على ترتيبه في المركز الثامن بحصيلةٍ تبلغ 104 ملايين دولار، محرّكاً الأداء المتميز للأندية الأوروبية عبر إنجازاته داخل المستطيل الأخضر ومشاركاته في الحملات الدعائية.
• غياب مبابي: صاحب الـ25 عاماً والمنتقل حديثاً من باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد، فقد موقعه بين أفضل عشرة، بعد موافقته على تخفيضٍ كبير في راتبه السنوي ليُسهّل انتقاله إلى “الميسترال الفرنسي”، ما أدى إلى استبعاده من قائمة فوربس التي تقيس الأرباح المباشرة وغير المباشرة دون النظر لقيمة الأندية.

سر الهيمنة البرتغالية: التنويع التجاري واجتذاب الملايين

يُعزى التفوّق اللافت لرونالدو إلى استراتيجيةٍ مدروسة منذ سنوات، تقوم على التنويع واستخدام شخصية اللاعب الإعلامية في خلق مصادر دخل متجددة ومتنوعة:

1. صفقات رعاية هائلة:

تعاون مستمر مع علاماتٍ كبرى على غرار نايك، وهيونداي، ودبي باركس، حيث تصل قيمة العقد الواحد إلى ما يفوق 20 مليون دولار سنوياً.

2. توسيع "علامة CR7":

التي تشمل خطوط الملابس الرياضية الداخلية والأحذية والساعات العصرية، إضافةً إلى مجموعة فنادق ومنتجعات سياحية أسّسها في البرتغال وإسبانيا، وتجذب سنوياً آلاف السياح من محبي الدون.

3. الشهرة الرقمية:

أكثر من 600 مليون متابع على المنصات الاجتماعية، ما يجعل كل منشورٍ له يساوي ملايين الدولارات من حيث العائد الإعلاني وانتشار الشراكات التجارية.

4. المضاربات العقارية:

استثمارات عقارية في مدريد ولشبونة، تُضاف إلى التعاون مع شركات بناء دولية ترعى المشاريع الفارهة باسم “CR7”.

انعكاسات الخروج عن القمة

غياب مبابي عن الصفوة هذا العام ألقى بظلاله على الصورة الاقتصادية لريال مدريد السعودي الجديد، إذ إن راتبه السنوي كان يتجاوز 100 مليون دولار في باريس سان جيرمان قبل الانتقال إلى “الملكي” بأجرٍ مخفض، الأمر الذي يثبت أن الشهرة وحدها لا تضمن مركزاً بين أثرياء الرياضة إذا لم يصاحبها دخلٌ ثابت أو تنويعٌ في مصادر الربح.

وفي المقابل، انخفاض حصة ميسي من 85 مليون دولار في 2024 إلى 75 مليون دولار مكّن الأرجنتيني من التراجع مركزين رغم استمرار أهميته كرمز تسويقي لا يُحصى عدد متابعيه على إنستغرام وتويتر وفيسبوك. وقد بدا واضحاً من تقرير فوربس أن اللاعبين الذين يفتقدون إلى مشاريع تجارية خاصة بهم يتأثرون سريعاً في التصنيف السنوي، على عكس رونالدو وبنزيمة اللذين يمتلكان “محفظة أعمال” مستقلة.

قراءة مستقبلية: هل يظل رونالدو في القمة؟

مع اقتراب اللاعب من الـ40 عاماً، تثار تساؤلاتٌ حول مدى استمرارية هذا النموذج المربح، لكن خبراء التسويق الرياضي يرون أن رونالدو بات مؤسسةً قائمة بذاتها، تكافئه سنوياً بإيراداتٍ تفوق أنديةٍ أوروبية كاملة. وإلى جانب الأداء الاحترافي في الملاعب، تبقى العلامة التجارية الشخصية هي الضامن لاستمراره بين المليارديرات الرياضيين:

• مشاريع التوسع:

أعلن الدون مؤخراً عن توقيع شراكاتٍ لإنشاء مدارس أكاديمية لكرة القدم في الشرق الأوسط وآسيا، ما يعني زيادة دخله بعيداً عن فتيل الأداء الفعلي.

• تفوّق تسويقي:

نظراً لتنوع السلع والخدمات التي يحمل اسمه، من المحتمل أن يحافظ على دخله الإجمالي أعلى من 200 مليون دولار حتى بعد اعتزاله كرة القدم.

• احتفاظ بالمكانة:

وجوده الدائم في وسائل الإعلام العالمية يضمن بقاءه الخيار الأول للعلامات التجارية الباحثة عن وجوهٍ لها حضورٌ عالمي دون منازع.

في النهاية...

تبقى حقبة ما بعد المباريات واضحة: رونالدو لا يتقاضى أجراً لما يقدمه في المستطيل الأخضر فقط، بل لما يمثّله كمنتجٍ عالمي يباع ويشترى في الأسواق الكبرى. وعليه، فإن صدارة فوربس لعام 2025 ليست سوى محطةٍ في قصة لا تنتهي من السيطرة البرتغالية على عرش الأثرياء الرياضيين، حيث يبقى السؤال الأهم: من يستطيع تقليد “معجزة CR7” في تنويع مصادر الدخل وبناء إمبراطورية لا تعرف حدوداً؟