العودة من الصدمة
بعد راحةٍ سُمح بها للاعبين خلال يوم الجمعة، بدا مقر النصر في الباحة الأولمبية نشطًا صباح السبت استعدادًا لاستئناف التحضيرات المحلية.
جاء ذلك في أعقاب خسارة "العالمي" أمام ضيفه كاواساكي فرونتال الياباني (2–3) على ملعب الأمير عبداللَّه بن جلوي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، ما قاد إلى شعورٍ عام بالخيبة.
- الجهود الهجومية: رغم الأهداف الجميلة لليوناردو خيمينيز وزميله الجديد، لم تُعدِل عن العجز في التعامل مع الخبرة اليابانية.
- اللحظة الحاسمة: جاء الهدف القاتل لكاواساكي في الدقيقة 82، ليطيق نهاية الحلم الآسيوي الأول في تاريخ النادي.
“لا استسلام”.. رسالة بيولي
بمجرد تجمع اللاعبين في القاعة المخصصة للجلسات الفنية، خاطبهم بيولي بحزمٍ:
“خياران فقط أمامكم: إما نركع أمام الصدمة ونترك حقيبة الموسم تُثقل أكتافنا، أو ننهض فورًا ونقاتل على الأمل المتبقي لنا بالليغا. حظوظنا ليست معدومةً تمامًا في الدوري، وحتى لو بدت ضئيلةً، علينا استغلال كل دقيقةٍ في التدريبات وفي المباريات القليلة المتبقية.”
وشدّد بيولي على ضرورة تصفية الأجواء النفسية سريعًا قبل الجولة المقبلة من الدوري السعودي، التي تبدأ بمواجهةٍ صعبةٍ أمام الفتح.
“لن أقبل أن نخسر شغف الفوز. الدوري لم يحسم بعد، وجماهير النصر تستحق أن نُقدّم كل ما لدينا. آمالُكم في حظوظنا هي دافعٌ أكبر من أي انتكاسةٍ آسيوية.”
“الحضور الأعلى”.. دعم ماجد الجمعان

لم يقتصر الأمر على المران والتحفيز اللفظي، فقد شهد المران حضورًا استثنائيًا لرئيس شركة النصر الربحية ماجد الجمعان، الذي ظهر بين اللاعبين أثناء أداء الجري حول الملعب.
وفي تصريحاتٍ مقتضبةٍ، أكّد الجمعان أنه تابع عن كثب “صمود الفريق في آسيا، ويقدر حجم الألم بعد وداع حلم اللقب”. وأوضح أن الجهاز الإداري يدعم اللاعب والمدرب بكل ما يلزم من موارد فنية وبدنية لاستعادة المنصة المحلية.
وقبل ذلك، وجّه الرئيس التنفيذي رسالةً إلى الجماهير عبر حسابه على “إكس” قال فيها:
“جمهور النصر الغالي، قدر الله وما شاء فعل. بدأنا بناءً منذ ثلاثة أشهر وسنواصل بلا كللٍ. غضبكم وحزنكم شعورٌ نتشاركه، ولكن الفرح قادمٌ لا محالة. هدفنا الآن إنهاء الدوري في المراكز الثلاثة الأولى لنعود إلى دوري أبطال آسيا للموسم المقبل بروحٍ أقوى.”
خارطة نهاية الموسم

يتبقى أربع مبارياتٍ للنصر في الدوري السعودي، يطمع خلالها في اصطياد النقاط الكاملة لاعتلاء وصافة الترتيب ومواصلة التحدي على اللقب.
- الترتيب الحالي: المركز الثالث برصيد 58 نقطة.
- المباريات المتبقية:
- الفتح – خارج الديار
- الرائد – داخل الديار
- الاتحاد – ديربي الرياض
- الشباب والأهلي – مباراتان صعبتان
- الهدف: المحافظة على المركز الثالث على الأقل، أو الصعود إلى الوصافة إذا تعثر الاتحاد أو الهلال.
ومن المقرر أن يعمل بيولي على دمج لاعبين شبابٍ من الفريق الأولمبي لرفد خيارات التكتيك، معتمدًا على جهدٍ متواصلٍ في رفع معدلات اللياقة البدنية والتحفيز الذهني، كما سيخصص تدريباتٍ مرتبطةٍ بمحاكاة الضغط الجماهيري الكبير في المباريات الحاسمة.
دروس مستفادة وخطط التعامل مع الخيبة
خروج النصر الآسيوي يدعو إلى قراءةٍ جديدةٍ لأسباب الفشل القاري رغم الدعم المالي الضخم وتعاقداتٍ أُجريت قبل الموسم.
ويركز الجهاز الفني والإداري على:
- تطوير المرونة التكتيكية: تبنّي خطةٍ دفاعيةٍ هجوميةٍ قادرةٍ على التعامل مع ضغط الأندية الكبرى في آسيا.
- إدارة النزعات الجماعية: استخدام أيام الراحة والدعم الإعلامي لإعادة شحن معنويات اللاعبين.
- استثمار المباريات المحلية: النظر إلى الدوري على أنه منصةٌ للتعويض واستعادة الثقة قبل أي مسابقةٍ قاريةٍ مستقبلية.
نظرة إلى آفاق الموسم المقبل
رغم خيبة الخروج من نصف نهائي آسيا، يبقى موسم النصر في مسابقة دوري الأبطال القادمة مضمونًا في حال حجز المركز الثالث.
وإلى حينها، سيوظّف النادي الدروس المكتسبة من رحلته الآسيوية لتطوير فريقٍ قادرٍ على المنافسة القارية بأقوى المعايير.
وعند الصافرة الأخيرة لإنهاء موسم 2024–2025، سيُعاد تقييم ملف الجهاز الفني واللاعبين بناءً على مسار الليجا وإنجاز العودة القوية، مع تحضيرٍ لموسمٍ أكثر شموليةً في الصيف المقبل، يتضمن تعزيز تشكيل "أصفر الرياض" بعناصرٍ جديدةٍ تدعم حلمه القاري وتضمن استمراريته على الساحة الآسيوية.