عمر السومة يلتقي جماهير الهلال بعد تبديله ويُظهِر تقديره للفتتهم النادرة

استقبالٌ خارج المألوف لجناح العروبة

في واحدة من أبرز اللقطات العاطفية التي شهدها دوري روشن السعودي هذا الموسم، وجّه مهاجم العروبة ومتصدر قائمة الهدافين عمر السومة تحيةً حارةً لجماهير الهلال بعد استبداله في الدقيقة الثمانين من مواجهة الفريقين على ملعب “المملكة آرينا” مساء الاثنين، ضمن منافسات الجولة الحادية والثلاثين.

اللفتة النادرة من أنصار الزعيم، الذين اعتادوا الاحتفاء بلاعبي فريقهم فقط، فاجأت “العقيد السوري” وجعلته يرد التحية برفع شال الهلال على مقاعد البدلاء قبل النزول إلى نفق الملعب.

سياق المباراة وخسارة العروبة الثقيلة

لم يفتأ جمهور الهلال، رغم تأخر فريقه (4–0) أمام الضيف العروبي، عن توجيه هتافاتٍ تشجيعيةٍ للسومة، الذي قضى ثماني سنواتٍ في الأهلي السعودي وفترةً قصيرةً في العربي القطري قبل انضمامه إلى العروبة في الشتاء الماضي.

وعلق السومة على هذه التجربة النادرة خلال تصريحٍ لقناة SSC:

“جمهور الهلال محترمٌ وذو ذوقٍ رفيع، صراحةٌ تفاجأت بتحيتهم، والاحترام بيننا متبادل. أشكرهم من القلب، وأتمنى لهم التوفيق في المشوار المتبقي.”

طلب قميص بونو ورفع الشال الرمزي

التقى الطرفان في مواجهةٍ حاسمةٍ لرصيد النقاط، بعد تقدّم الهلال إلى النقطة 68 واقترابه من وصافة الدوري بفارق ست نقاط خلف المتصدر الاتحاد، بينما بقي رصيد العروبة عند 30 نقطةٍ في المركز السادس عشر، مهدِّدًا بمركز الهبوط.

سيطر الزعيم على مجريات اللقاء منذ الدقيقة العاشرة بهدفٍ رائعٍ سجّله سالم الدوسري، ثم تابع ياسر الشهراني إضافة الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول. وعاد الحارس ياسين بونو إلى التسجيل بعد دقيقةٍ واحدةٍ، ثم أطلق نواف العابد صاروخيةً في الشباك في الدقيقة 60.

ورأى السومة أن الظروف التحكيمية والإصابة المبكرة للاعب العروبي الآخر إبراهيم الزبيدي بالبطاقة الحمراء في الشوط الثاني كانت عاملاً مهّمًا، إذ اضطر الفريق إلى اللعب بعشرة لاعبينٍ طوال ربع الساعة الأخير، معترفًا بصعوبة المهمة أمام قوة هجوم الزعيم وقدرته على فرض سيطرته حتى في ظل النقص العددي.

طلب قميص بونو ورفع الشال الرمزي

بعد انتهاء المباراة، عاد السومة إلى أرض الملعب لمصافحة نجوم الهلال واحدًا تلو الآخر، فاتجه أولًا إلى ياسين بونو وطلب قميصه بحماسٍ:

“طلبت من المغربي بونو قميصه، وهو أحد أسباب فوز الهلال هذا المساء.”

ثم واصل ممشاه نحو الممر المؤدي إلى غرف الملابس، حيث ألقى الجمهور الهلالي شال النادي أرضًا كعربون محبةٍ، فالتقطه السومة بهدوءٍ ووضعه فوق كتفيه قبل خروجه، في مشهدٍ عبَّر عن التضامن الرياضي الذي يتجاوز المنافسة الشرسة داخل الملعب.

ردود الأفعال والتحليل الفني

أوضح محلل قناة “العربية” عبدالله السلمي أن:

“تقدير الجمهور للاعبٍ من خارج ناديهم يعكس تطوّر الذوق الكروي وحب اللعبة.”

وأشادت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية باللقطة، واعتبرتها:

“دليلًا على أن الروح الرياضية في السعودية بلغت مستوىً متقدمًا، يتخطى الحسابات الضيقة.”

الأثر النفسي والمعنوي قبل الجولات الحاسمة

من الجانب الفني، سلطت تحليلات “ماركا” الضوء على أن مشاركة السومة الأساسية رغم الغيابات في تشكيلة العروبة قدمت أداءً قابلًا للتطوير، لكن الأخطاء الدفاعية أمام نجوم الهلال البارزين حسمت نتيجة اللقاء. كما نوهت إلى أن السومة أظهر لمحاتٍ من خبرته الهدافية عندما حاول فكفكة دفاع الهلال بتمريراته الذكية ومراقبته لحركة المدافعين قبل أن يخرج.

لا يقتصر تأثير هذه اللفتة على الجوانب الرمزية فحسب، بل ستنعكس إيجابيًا على الروح المعنوية للسومة وزملائه في العروبة قبل ثلاث جولاتٍ حاسمةٍ تحسم مصيرهم بالبقاء أو الهبوط.

فقد أكد مهاجم الهلال الأسبق نايف هزازي على:

“مدى قوة تأثير الدعم الجماهيري الصادق على نفسية أي لاعب، حتى وإن جاء من أنصار منافس مباشر.”

في الختام… كرة القدم هي الجميع

ويتواجه العروبة بعدها مع الفيحاء وضمك والاتفاق في جولاتٍ أخيرةٍ، حيث يحتاج إلى الفوز في مباراتينٍ منهما على الأقل لضمان البقاء في دوري روشن للمحترفين.

في النهاية، تُثبت زيارة ملعب “المملكة آرينا” أن كرة القدم في السعودية تتطور على مستوى الأداء والاحتراف، وتتوجها لقطاتٌ إنسانيةٌ تعزّز التواصل بين الجمهور والنجوم. فقد علّم عمر السومة جمهوره الجديد درسًا في التقدير المتبادل، مطويًا صفحة المرارة بثوبٍ من الاحترام الرياضي، ومؤكدًا أن “كرة القدم هي الجميع”.