في خضم الجدل المحتدم حول دور كريستيانو رونالدو مع النصر، خرج نجم الاتحاد المعتزل محمد نور ليقدّم أقوى ردّ على النقد الذي طال أسطورة البرتغال، معتبراً أن النصر كان سيتفوّق بنتيجة خيالية لو شارك قائد منتخب بلاده في المواجهة الأخيرة ضد الأخدود.
تفاصيل "الهاي سكور" وغياب القائد
شهدت الجولة الـ30 من دوري روشن السعودي مواجهة غير متوازنة بين النصر والأخدود انتهت بنتيجة (9–0) لصالح حامل لقب الموسم الماضي، وقد أثار غياب رونالدو – الذي سلّم رايته لجمال قيدوم في التشكيل – تساؤلاتٍ حول الفعالية الهجومية للفريق بدون هدّاف الدوري صاحب الـ35 هدفاً حتى الآن. ورغم الأزمة التي تسبب فيها رحيل الفرنسي جوليان دراكسلر قبل أسبوعين، حافظ أبناء العاصمة على تسجيل الأهداف بغزارة، محدِّدين سقف الطموحات المُستقبلية للنصر.
تحركات تجديد العقد وأخبار الشروط
يتوقف مصير رونالدو مع النصر على حسم ملف التجديد لموسمٍ إضافي، بعد انتهاء عقده في 30 يونيو. وأشارت صحيفة "ماركا" الإسبانية إلى أن اللاعب لم يوقِّع بعد رغم اتفاق مبدئي، وأن شرط تمديد بقائه يتضمّن توفير دعمٍ نوعي لخط الهجوم بصفقاتٍ قادرة على تهيئة المساحات ورفع مستوى التمرير بين الخطوط. ويبدو أن إدارة النادي تسعى إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على نجمها العالمي وضبط سقف الرواتب، في ظل ضغط دوري الأبطال الآسيوي الذي يبدأ مبارياته قبل انطلاقة الموسم المحلي.
نظرة صحفية: هل يحقّ لرونالدو الانتقاد؟
انقسمت أروقة الصحافة المحلية والعربية بين من يرى في غياب رونالدو فرصة لاكتشاف مواهب الفريق، وبين من يعتبر أن أي فريقٍ لا يحتاج إلى رقم٧ الأسطوري لحسم مبارياته الكبيرة. ولم يكتفِ بعض المعلقين بملاحظة أن الفوز بخصم مباراةٍ وحيدة لم يؤثر على رصيده التهديفي، بل ذهبوا إلى تحميله مسؤولية بعض الهفوات الدفاعية والسلبية التكتيكية التي ظهر بها النصر في لقاءاتٍ مضت.
محمد نور: "لو شارك رونالدو لصار العدد 14–0"
في حلقةٍ ساخنة من برنامج "دورينا غير" على قناة الرياضية، واجه محمد نور هذه الانتقادات بطريقةٍ صادمة، قائلاً:
"لا أعتقد أن كريستيانو يملك أي ذنبٍ في إخفاقات الفريق. هؤلاء اللاعبون يمتلكون كل شيء، ولديهم رونالدو في قائمة أجورهم. فاز النصر 9–0 في آخر مباراة، وتجد البعض يقول: 'كان هذا لأن رونالدو غاب'. أنا أقول لكم: لو كان حاضراً سيهزّمون الأخدود 14–0 أو 15–0! لماذا نحمل مسؤولية النتائج له وهو هداف دوري روشن؟"
وأضاف نور باقتضابٍ تحليلي:
"رونالدو ليس ماكينة أهداف فحسب، بل يخلق فرصاً للاعبين حوله. لو نظرتم إلى تحركاته بلا كرة، لرأيتم كيف يفرض وجوده على الخصم، ويجبر الدفاع على تخصيص رقابةٍ مزدوجة. حين يفتقده الفريق، تصبح عمق المساحات أقل، ويقل عدد التسديدات داخل المنطقة".
تداعيات كلام نور على الساحة الجماهيرية
سارع عشاق النصر إلى تبنّي دفاع محمد نور وتداولوا تصريحاته على مواقع التواصل، فيما انتقد آخرون رأي المحلل السعودي، معتبرين أن الفريق سجل أهدافه بسهولةٍ أمام خصمٍ ضعيف، وأن الأمر سيختلف في لقاءاتٍ أقوى. إلا أن معدلات التسديدات والإحصائيات أظهرت بوضوح أن الأهداف التسعة جاءت من 22 تسديدة، نصفها تقريباً كانت قائمة على جهدٍ فرديٍّ لقائد الصف الأمامي في الفريق.
المعركة القادمة: دور رونالدو في "الأسيوية"
يركّز النصر حالياً على أول مباريات دور المجموعات في دوري أبطال آسيا، والتي تبدأ في سبتمبر المقبل، ما يجعل بقاء رونالدو ومشاركته المُنتظرة مفصليين لرفع سقف التطلعات. ورغم غياب صفقةٍ كبرى لتعويض رحيل الدنماركي أندرياس بيرجير بسبب رغبته في الدوري الصيني، يظل وجود رونالدو ضماناً لجذب انتباه الجماهير ومنح منافسي القارة احتراماً أكبر.
خلاصة المعركة: نجمٌ يتفوّقُ على النقد
من الواضح أن ملفّ التجديد لا يزال يشوبه الضبابية، ورونالدو لم يهدأ حتى الآن من الضغوط سواء داخل قلعة "مرسول بارك" أو في وسائل الإعلام العالمية. لكن دفاع محمد نور حمل رسالة قوية بأن المقارنة يجب أن تكون عادلةً ومبنيةً على معطيات فنية لا مزاعمٍ تعسفية. وبغض النظر عن وجهات النظر المختلفة، يبقى الرقم 7 أسطورةً حيةً تأبى القبول بتغيير قواعد اللعبة، حتى وإن كان سِحْرُه مفقوداً لمباراةٍ واحدةٍ ضد الأخدود.
