نهاية مأساوية لموسم كئيب
في نهائي ويمبلي، ظهر مانشستر يونايتد غير جاهزٍ نفسيًا وفنيًا أمام توتنهام؛ فبعد 120 دقيقة من المحاولات، حسمت ركلات الترجيح اللقب لصالح الجار الشمالي. جاءت هذه النتيجة لتجسد صورة واضحة عن موسمٍ كان مروعًا لأبناء أولد ترافورد، الذين فشلوا في تقديم أداء مقنع طوال العام، ورصدت أرقام الإحصائيات معدلات هزائم مرتفعة وأداءٍ متذبذب في مباراةٍ تلو الأخرى. ورغم رصيد برونو فرنانديش الشخصي الممتاز هذا الموسم من حيث التمريرات الحاسمة وصناعة اللعب، إلا أن ذلك لم يمنع الجماهير ووسائل الإعلام من مطالبة إدارة النادي بإعادة بناء الفريق بالكامل، وانعكس ذلك سلبًا على معنويات اللاعبين داخل أرض الملعب وخارجه.
اعترافاتُ الفرصة الأخيرة
في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء، قال برونو بصورةٍ لافتة: “إذا رأت الإدارة أنه حان وقت الاستفادة ماليًا، فلطالما كنت مستعدًا للتحرك… كرة القدم صناعة، وعلينا احترام قرارات النادي.” هذه الكلمات أشعلت الشكوك حول إمكانية انتقال اللاعب البرتغالي إلى نادٍ آخر؛ لينتقل سريعًا الحديث إلى عروضٍ محتملة، أبرزها ما تردد بشأن الهلال السعودي، الذي يُزعم أنه مستعد لدفع 100 مليون جنيه إسترليني ومقابلٍ أسبوعي يصل إلى 700 ألف جنيه، وفق ما نقلته صحيفة ذا صن.
غرفة الملابس تهتزّ والنجوم تتكاتف

مصدرٌ داخلي أوضح لـ"ذا صن" أن لاعبي مانشستر يونايتد يعيشون حالةً من الرعب الحقيقي أمام فقدان قائدهم الميداني، وأنهم أرسلوا رسائل متعددة لفرنانديش عبر الهاتف والواتساب للتعبير عن تقديرهم ورغبتهم في بقائه. ونقلت الصحيفة عن أحد اللاعبين الكبار في الفريق قوله: “لا يمكنني تخيل الملعب بدون صوته وأسلوبه في التنظيم… فرنانديش عنصر لا يُعوَّض.” هذا التضامن أثار حالةً من الحماسة بين الأوساط المحلية والدولية، إذ بدأت الكثير من مواقع الأخبار العالمية في التأكيد على أن رحيل فرنانديش سيؤدي إلى تفككٍ سريعٍ لهيكل الفريق، وأن إدارة النادي مُطالبةً بإعداد خطة استباقية لاحتواء تبعات البيع المحتمل.
سيناريوهات محتملة لمستقبل الفريق
1. قبول العرض السعودي:
في حال قرر مانشستر يونايتد الاستفادة من القيمة المالية الضخمة، سيحصل على تمويلٍ كبيرٍ لإعادة بناء الصفوف، ولكن على حساب خسارة نجمٍ مُجتهد يرفع من درجة التنافس ويخفف الضغط عن بقية الزملاء.
2. إفشال الصفقة:
تعلّق بعض المعجبين أمالهم على رغبة الإدارة الإبقاء على برونو بأي ثمن، إذ يرونه حجر الأساس في مشروع المدرب القادم ويحلمون ببناء خط وسطٍ متينٍ حوله.
3. تبديل الصفقة:
تلقي عروضًا تبادلية مع أندية كبرى في أوروبا قد تسعى لضمه، ما يجعل الخيارات مفتوحةً أمام مانشستر يونايتد للتفاوض. كل هذه الاحتمالات أثارت نقاشًا واسعًا في غرف الأخبار، حيث يرى محللون أن النادي بحاجة إلى 5 صفقاتٍ نوعيةٍ على الأقل لكي يعوّض صناع الفرح الذين ودّعوا الفريق أخيرًا.
تأثير القرار على جمهور أولد ترافورد

في مقاهي مدينة مانشستر ومنصات التواصل الاجتماعي، عبر أنصار الشياطين الحمر عن رفضهم القاطع لرحيل البرتغالي. فقد كتب أحد المشجعين على تويتر: “قلوبنا منكسرة، لا تتركنا وحيدين في هذه اللحظة الصعبة!” فيما عمد آخرون إلى إطلاق هاشتاغات تدعو الإدارة للتدخل شخصيًا والتفاوض على تجديد العقد بشروط محسنة، خشيةً من تكرار سيناريو رحيل مواهبٍ كبرى دون تعويضٍ يليق بتاريخ النادي.
ماذا بعد؟ سؤال يطارد الجميع
بالتزامن مع المفاوضات المحتملة مع الهلال، يراقب عشاق الفريق بحذرٍ استثنائي ما ستسفر عنه الأيام القادمة. فرغم أن سوق الانتقالات لم يفتح رسميًا بعد، فإن الزمن يمضي بسرعةٍ نحو انطلاق التعاقدات، ويتطلع الجميع لمعرفة ما إذا كان مانشستر يونايتد سيُقبل بالعرض الخليجي أم سيخوض المعركة للحفاظ على لاعبه الأهم. في النهاية، يبدو أن الصيف المقبل سيكون مليئًا بالتحديات الحقيقية لإدارة أولد ترافورد، وخاصةً إذا ما قررت الإقدام على بيع صانع ألعابها الموهوب. أما على أرض الواقع، فنجوم الفريق يواصلون نداءاتهم إلى برونو فرنانديش قائلين: “ابقَ معنا وعلينا معاودة كتابة التاريخ!”