نهائي الدوري الأوروبي بوابة العبور القارية
المهمة الأولى أمام مانشستر يونايتد تتمثل في مواجهة توتنهام يوم الأربعاء المقبل على ملعب “هارايوك” في غلاسكو، ضمن نهائي الدوري الأوروبي. الفوز بهذه البطولة سيضمن للفريق مقعدًا في دوري الأبطال الموسم المقبل، وهو الشرط الأساسي لجذب أي نجمٍ من طراز كين، الذي يُعتبر من أكثر المهاجمين إنتاجًا في العقد الأخير. وفقًا لتحليلات شبكة “بيتونغ لونج” (BettingLounge)،
“لن يبدأ مانشستر يونايتد في تقديم العروض إلا بعد نهائي الدوري الأوروبي، لأنه إذا لم يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، فلن يتمكن من جذب لاعب مثل هاري كين”.
هذا التأكيد يعكس مدى ارتباط فرصة ضم كين بإنجازٍ قاريٍّ يرفع سقف الطموحات في أولد ترافورد، لا سيما وأن أسطورة توتنهام وقائد منتخب إنجلترا السابق سيجد صعوبةً في الانتقال إلى نادٍ خارج منافسات الأندية الكبرى القارية.
حمّى المنافسة بين كبار البريميرليغ والليغا
ليس مانشستر يونايتد وحده من يراقب مستقبل كين عن كثب، إذ أظهرت صحف إنجليزية وإسبانية اهتمامًا مبكرًا من ليفربول وآرسنال وريال مدريد، بل وباريس سان جيرمان كذلك، في حال رغبة “العمدة” الإنجليزي بخوض تجربة جديدة خارج المسابقة المحلية. وتُقدّر التقارير الأولية القيمة المطلوبة لإقناعة بايرن ميونخ بالتخلي عن هدافه بنحو 100 مليون جنيه إسترليني، فيما وصف البعض “مبلغ 300 مليون” كميزانيةٍ كبرىٍ قد تُنفقها إدارة مانشستر يونايتد على صفقتين أو ثلاث دفعاتٍ كبيرةٍ لتعزيز فريقٍ يسعى للعودة سريعًا إلى ساحة المنافسة على الألقاب الكبرى.
كين بعد لعنة الألقاب… يبحث عن المغامرة الإنجليزية
خلال ست سنواتٍ في بايرن ميونخ (منذ صيف 2023)، نجح هاري كين في كسر “لعنة الألقاب” التي لازمته طوال مسيرته مع توتنهام، بعدما توّج بلقب البوندسليغا في الموسم الماضي، على رأس قائمة الهدافين برصيد 23 هدفًا. وقدم هذا الإنجاز طوق نجاةٍ نفسيةً له، ليعود إلى الساحة الإنجليزيّة أقوى رغبةً في إضافة سجلٍ أكبر من الإنجازات والألقاب، داخل أجواءٍ يعرف متطلبات السوق فيها ويُحسن التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية.
وفي تعليقٍ له لموقع BettingLounge، قال لاعب بايرن السابق ديتمار هامان:
“يقولون إن الدوري الألماني ليس بنفس قوة البريميرليغ، لكن الواقع مختلف: بايرن ميونخ يُسهل على كين التسجيل لأنه فريقٌ يُبدع في صناعة الفرص. أراه سيظل على هذا المستوى لسنوات، ولا شك أنه سيحافظ على لياقته البدنية، لكن السؤال: هل سيسمح له غياب دوري الأبطال هذا الموسم بالبقاء؟”.
يعكس هذا الكلام ثقةً في قدرات كين على مواصلة العطاء، وشروطًا خضوعه لتحدياتٍ جديدةٍ في إنجلترا.
تكلفة الصفقة… نصف مليارٍ في الأفق
أوضح هامان أيضًا أن نجاح مانشستر يونايتد في جلب كين “مشرطٌ” يمر أولًا بتأمين المشاركة في دوري الأبطال، ثم تقديم عرضٍ قد يتجاوز حاجز 100 مليون إسترليني، مع استعدادٍ لإنفاق ما يصل إلى 300 مليون في الميركاتو الصيفي على التعاقدات الكبرى، بينها دعم خط الوسط والظهر. هذه الميزانية، إن توافرت، قد تتضمن أيضًا عقودًا سخيةً لجذب كين الذي يتقاضى حاليًا راتبًا أسبوعيًا يقدر بنحو 300 ألف جنيه استرليني في “أليانز أرينا”.
سيناريوهات مستقبلية في حال فشل المير الأحمر
إذا لم ينجح مانشستر يونايتد في تحقيق التأهل لدوري الأبطال عبر بوابة الدوري الأوروبي، فإن الخيار البديل قد يتمثل في المنافسة على مركزٍ متقدمٍ في البريميرليغ، لضمان التأهل المباشر، أو إعادة إرسال عرضٍ يجمع بين “مطالبة أقل” من بايرن ميونخ واستقطابه بشرطٍ جزائيٍ أقل. غير أن الفرص أمام ليفربول – الذي قد يضمن أيضًا بطاقة الأبطال عبر الدوري المحلي – وآرسنال – الذي يخوض سباق النقاط مع تشيلسي ومانشستر سيتي – ستزداد، في منافسةٍ لن تكون سهلةً أبدًا.
خاتمة انتقالية بين طموحات اليونايتد وكين العائد
مع وصول صيف 2025، سيضع مانشستر يونايتد كل ثقله خلف تحقيق إنجازٍ قاريٍ عبر نهائي الدوري الأوروبي، من أجل قلب الطاولة على كبار أوروبا في سباق ضم هاري كين. هذا المهاجم الأسطوري، الذي تجاوز حاجز 300 هدفٍ في مسيرته بين توتنهام وبايرن ميونخ ومنتخب إنجلترا، قد يجد نفسه في قلب “مشروعٍ إنقاذٍ” لفريقٍ بحجم “الأولد ترافورد”، يطمح للعودة إلى الأمجاد والهيمنة محليًا وقاريًا. وفي نهاية المطاف، سيُظهر الصيف المقبل مدى قدرة مانشستر يونايتد على إنفاق ما يلزم لإقناع “الملك الهداف” بارتداء القميص الأحمر، أم أن “مصيدة الأبطال” ستقوده للبقاء في ألمانيا أو حتى لخوض تجربةٍ جديدةٍ في إيطاليا أو فرنسا.
