السياق والبحث عن بديلٍ دائم
تخلى لايبزيج عن مدربه ماركو روزه أواخر مارس 2025، بعد سلسلةٍ من النتائج المخيبة التي أخرجت الفريق من مناطق المنافسة على البطولات المحلية والأوروبية.
ومنذ ذلك الحين، تكفل الفرنسي زولت لوف بمهمة الإدارة الفنية مؤقتًا، لكن الحاجة لمدربٍ قادرٍ على إعادة “الثور الأحمر” إلى الأمجاد الداعمة للعلامة التجارية لريـد بول، باتت مسألةَ وقتٍ وجهد لإتمامها.
اتصال كلوب وانتقال ذهني
وفقًا لرومانو:
“اتصل كلوب بسيسك فابريجاس قبل عدة أسابيع لمناقشة مشروع لايبزيج وطموحهم في دوري الأبطال.”
وأضاف:
“قرارًا نهائيًّا لم يُتخذ بعد، وبقاء فابريجاس في كومو رهن موقف المدرب الإسباني من خوض مغامرة جديدة.”
يُظهر هذا الاتصال أن كلوب، الذي اعتاد صقل النجوم في ريد بول سالزبورغ ولايبزيج قبل انتقالهم إلى أنديةٍ كبرى، يرى في فابريجاس محطةً تدريبيةً واعدةً. إذ يُقدّر عليه استنساخ فلسفة ريد بول في الضغط العالي والبناء من الخلف، مع إضافة لمسته الفنية ونظريته الهجومية التي اكتسبها خلال سنواته الكروية.
إنجازات فابريجاس التدريبية والإدارية

قبل انتقاله للتدريب، كان سيسك فابريجاس نجم وسط ميدان عالميًا مع برشلونة وأرسنال وتشيلسي، قبل الاعتزال عام 2019.
وفي صيف 2023 انطلق في تجربته التدريبية الأولى مع كومو، الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية الإيطالي. وتحت قيادته:
- سجل أعلى رصيدٍ من النقاط في أول 15 جولةٍ منذ تأسيس النادي عام 1907.
- صعد إلى المربع الذهبي لكأس إيطاليا للدرجة الثانية، مقارعًا فرقًا يُفترض أنها أعلى منه كميًّا وخبريًّا.
- نجح في تقليص متوسط الأهداف المستقبلة بنسبة 30% مقارنةً بالمواسم السابقة، وعزّز من نسبة الاستحواذ والتمريرات الهجومية المنظمة.
إضافةً إلى ذلك، يُشار إلى أن فابريجاس يعدّ أحد مالكي كومو، حيث استثمر في النادي بهدف الوصول به إلى البريميرليغ الإيطالي خلال ثلاث سنوات. هذا الرابط الاقتصادي والإداري قد يزيد من تعقيد انتقاله إلى ألمانيا، إذ قد يتطلب قرارًا مزدوجًا بين إدارتي الناديين.
منافسة روما على ضمّ “النجم الإسباني”

ليست لايبزيج وحدها تراقب مدرب الشباب الإبداعي، بل دخل نادي روما الإيطالي على الخط، إذ يجهز مسؤولو “الذئاب” ملفًَّا لاقتناص فابريجاس كخليفةٍ محتملٍ للمدرب كلاوديو رانييري.
ويُشير تقرير “إل كورييري ديلو سبورت” إلى أن إدارة روما ترى في سيسك خيارًا مثاليًا لإعادة بناء الفريق بعد موسمٍ خالٍ من الألقاب، مستندين إلى قدرته على التفوق في ظل ظروفٍ متوسطة الموارد.
فرص وتحديات التغيير
قبل تقديم العرض الرسمي، يتوجب على فابريجاس دراسة عدة عوامل:
- التكيف مع البوندسليغا: تختلف طريقة اللعب في ألمانيا من ناحية السرعة والضغط البدني.
- فلسفة ريد بول: ستفرض إدارة لايبزيج الاستمرار في أسلوب الضغط العالي واللعب المباشر، ما يتطلب توافقًا تامًّا مع فلسفته التدريبية.
- العلاقة مع كومو: كونه من مالكي النادي الإيطالي، قد يحتاج لتسويةٍ قانونيةٍ أو حصولٍ على استقالةٍ رسميةٍ تتيح الانتقال.
خطوة إلى الأمام أم مغامرة جريئة؟
يبقى قرار سيسك فابريجاس محفوفًا بالتحديات، فبينما تعتبره إدارة ريد بول مدربًا شابًا قادرًا على التطور وسط منظومة قوية، قد يُخشى عليه من الضغط الجماهيري والهزات التكتيكية السريعة في البوندسليغا.
ولكن في المقابل، تمثل تجربة لايبزيج فرصةً لا تتكرر لإظهار جهوده التدريبية في بيئة احترافية وعصرية، ووضع نفسه على radar الأندية الكبرى مستقبلًا.
ختام: هل سيختار فابريجاس القفز إلى ألمانيا؟
فهل سيختار فابريجاس مغادرة كومو الإيطالي صوب لايبزيج الألماني، ليضع بصمته التدريبية مبكرًا على الساحة القارية؟ أم سيقرر مواصلة مشروعه شبه الناشئ في كومو لتحقيق حلم الصعود إلى الدرجة الأولى الإيطالية؟
الأيام القادمة ستكشف عن الوجهة الأقرب، في بادرةٍ قد تشعل سوق المدربين الصيفي 2025.