السيناريو المرعب: تكرار مهمة “السيتي” المنهزمة
استهتارٌ قاتل، وتركيزٌ ضائع، وغيابٌ خططيٌّ واضح: هكذا لخص البكيري عبر “إكس” المخاطر التي تنتظر الاتحاد إذا سقط أمام الرائد. مستندًا إلى تغريدةٍ للتحليل الفني عاطف نحاس، قال:
“لا يُلدغ العميد من فقد الكأس مرتين، احترم المنافس واستشعار قيمة هذه المباراة، هي من مسؤولية اللاعبين أنفسهم، وتشديد الإدارة عليهم.”
ويرى البكيري أن نابض القلق بدأ يدق في قلوب الجماهير الاتحادية، بعدما شهد الجميع كيف أهدر مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 2023 إثر سقوطٍ غير متوقع أمام ساوثهامبتون (0-0)، رغم أن “القديسين” كانوا قد حسموا هبوطهم قبلها بجولات. نفس المشهد تكرر في اليوم ذاته مع نوتنجهام فورست الذي تعادل مع ليستر سيتي 2-2، أدّى بهما إلى خسارة فرصة التقدم نحو المراكز المشرقة، رغم ضمان بقاء الثعالب في الدوري.
دروسٌ من إنجلترا: لا مكان للاسترخاء قبل النهاية
- ساوثهامبتون × مانشستر سيتي 0–0: نهايةٌ دراميةٌ لفارس الأولد ترافورد السماوي، إذ اكتفى حامل اللقب بنقطة، تاركًا إبرة طريقه المشهور إلى غريمه مانشستر يونايتد خلفه، ليمنح الأخير درع البريميرليغ بفارق نقطة واحدة.
- ليستر سيتي × نوتنجهام فورست 2–2: رغم أن الثعالب هبطوا رسميًا، إلا أن فورست تغاضى عن قوة معنوية أوقفته عن التعويض أو حتى تقديم مباراة شجاعة.
هاتان الحسرتان جلبتا للعالم درسًا قاسيًا: لا يمكن للفرق البطل أن تخطئ على أبواب الوصافة، فكيف والصراع محتدم إلى الرمق الأخير؟
تاريخ “العميد” المظلم: حين تاه اللقب من بين الأصابع
الاتحاد، الذي ترنح في موسم 2021–2022 وسلم راية اللقب للمتألق آنذاك الهلال، يعرف جيدًا طعم الانكسار على بُعد خطواتٍ معدودة من تحقيق الحلم. آنذاك، ذهل الجميع بعد سلسلة تعثرات متتالية للنمور، بدأت بأداءٍ دفاعيٍّ منهار، ولم تتوقف إلا بعد فوات الأوان. اليوم، الرقم 74 نقطة والفرق 6 نقاط لا ترحم من لا يفهم خطورة اللحظة.
الرائد المتحفّز: العنكبوت الجريح لن يرضى بدور الضحية
لا يخفى على المتابع أن الرائد دخل أجواء المربع الذهبي للدوري بإصرارٍ نادرٍ في تاريخه، ونجح في الخروج بنتائج إيجابية أمام كبار القمة. مواجهة الاتحاد في بريدة ليست مجرد مباراة عادية؛ إنها فرصةٌ ذهبيةٌ أمام “الردِّيّة” لإثبات الذات وكتابة المفاجأة الأعظم، وهو ما يُحذر منه البكيري:
“الرائد سيقاتل من أجل الشرف والنقاط، وكل فريقٍ يواجه المتصدر يمنح 150% من طاقته. فهل يستيقظ العميد في الوقت المناسب؟”
مسؤولية ثلاثية: الإدارة – الجهاز الفني – اللاعبين
- الإدارة: مطالبةٌ بتجنيب القلعة البيضاء دوامة الشائعات الإعلامية وضبط أي انزلاقات داخلية، وعدم السماح ببث أية إشاعات حول الاحتفال المُبكر باللقب.
- الجهاز الفني: أقصى درجات التركيز على قراءة تحركات الرائد التكتيكية، مع إغلاق ثغرات الجبهة اليمنى التي عانت أمام الفرق القادرة على الاختراق من العمق أو العرضيات.
- اللاعبون: واجب “الاستشعار” كما وصفه البكيري، بدءًا من الحارس إلى رأس الحربة، لا مجال فيه لأي خطأ في التمرير أو التمركز أو التركيز الذهني، خصوصًا في الـ15 دقيقة الأخيرة.
سيناريوهات محتملة ومفاتيح حسم اللقب
- الانتصار بثلاثية نظيفة أو أكثر: الطريق السليم لضمان الفارق العددي الكبير، وتفادي أي حسابات “فارق الأهداف” الذي قد يلعب دورًا حاسمًا في نهاية الموسم.
- فوز ضيق (1-0 أو 2-1): صالحٌ ولكنه يحمل مخاطرة كبيرة إذا ما استغل الرائد الفجوات الدفاعية في الثلث الأخير.
- التعادل أو الخسارة: كارثة تُعيدنا إلى كابوس 2022، حيث سينهار التفوق النفسي ويبدأ الحديث عن عروض إقالة أو تعديل في تشكيلة الموسم المقبل.
خاتمة “الدقائق الحاسمة”
بين صخب الملايين في المدرجات وضغط الأضواء على كاميرات النقل المباشر، يجب على الاتحاد أن يتذكر أن اللقب لا يُمنح، بل يُنتزع بعرق اللاعبين وروحهم القتالية. الدليل واضحٌ على أعتابنا: سقوط السيتي أمام ساوثهامبتون، وتعثر فورست مع الليوث، وظلال موسم 2021–2022 القاتمة.
إن عبثت ثقة النمور اليوم، فستتبدّد كل الحسابات، ولكن إذا استيقظ العميد في اللحظة المناسبة، وأحسن قراءة القوة المعاكسة، فسيعود إلى جدة حاملاً الدرع بكل كبرياء. النهاية لم تُكتب بعد، ولكن الساعات القادمة ستحفر اسم الفائز بأحرف من ذهبٍ أو تواريه في سجل الخاسرين.
