في لفتة طريفة كشفت الكثير عن شخصية النجم المصري عمر مرموش، فضح إرلينج هالاند، مهاجم مانشستر سيتي العنكبوتي، زميله الشاب بأنه أكثر شخص يقضي وقته في الحديث عبر الهاتف داخل غرفة خلع الملابس، وذلك عقب الانتصار الثمين على فولهام بهدفين نظيفين في الجولة الختامية من الدوري الإنجليزي.
السر البسيط قوي الأثر كشف تفاصيل خفية عن الروح الجماعية داخل غرفة لباس "السيتيزينز"، وأضفى جواً من المرح على موسمٍ صعبٍ لم يشهد تحقيق أي ألقاب كبرى.
نكتة "سناب شات" تزيح الستار عن الجانب الإنساني
بعد صافرة النهاية في “كرافين كوتاج”، شارك هالاند متابعيه على تطبيق “سناب شات” صورة جمعته بمرموش في غرفة خلع الملابس، وأظهرتهما مرتين أمام شاشة الهاتف الذكي التي لا تفارق يد عمر.
علق النرويجي بروحٍ ساخرة:
“لم أقابل شخصًا يتحدث في الهاتف أكثر منه”
لتنهال التعليقات المضحكة من نجوم الفريق والجماهير على حد سواء. اللقطة البسيطة لا تقتصر أهميتها على الضحك؛ بل تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين اللاعبين، التي ترتكز على المزاح والاحترام المتبادل، وهي بذرة جوهرية يعوّل عليها بيب جوارديولا لاستعادة ألقاب الموسم المقبل.
مرموش: ضربة البداية لحلم الإنجازات الأوروبية
انضم عمر مرموش (24 عاماً) إلى كتيبة مانشستر سيتي في الصيف الماضي على سبيل الإعارة من شالكه الألماني، وسط ترقبٍ كبير لإمكانياته الفنية والبدنية.
- عدد الدقائق المحدودة: رغم عدم حصوله على فرص ثابتة، إلا أن جوارديولا أعطاه فرصة للظهور.
- الهدف الوحيد: سجل أولى أهدافه في مباراة السوبر الأوروبي، ما أعطى انطباعًا مبكراً عن موهبته.
- التجربة التكتيكية: تعرّض لتدريبات يومية صارمة ضمن منظومة "سيتي واي" المعروفة بأنها من أفضل برامج الأكاديميات الكروية في العالم.
ومع اقتراب نهاية الموسم، بات اللاعب المولود في كتالونيا جزءاً لا يتجزأ من المجموعة الفنية التي تعتمد على التجانس بين نجوم الخبرة – مثل هالاند وكيفين دي بروين – ونجوم المستقبل.
هالاند: هدافٌ خارج الملعب وأسد البطولات داخله
لم ينسَ المهاجم النرويجي أن يضيف لمسته الكوميدية على “سناب شات”، بينما يواصل تسجيل الأهداف في الدوري فاق عددها 25 هدفاً هذا الموسم.
ولطالما عُرف هالاند بابتسامته الخفيفة وروحه المرحة مع زملائه، رغم شخصيته الانطوائية، وكشفت لقطاته الأخيرة عن جانبه الإنساني بعيداً عن الضغط الفني.
يذكر أن المهاجم الشاب توّج هدافاً للدوري الإنجليزي مرتين في آخر ثلاثة مواسم، ولا تزال عيونه تتطلع لتحقيق أول لقبٍ له في دوري أبطال أوروبا مع "السيتيزينز".
سخرية عابرة وأصداء إيجابية في غرفة “السيتي واي”
لم تكن مجرد مزحة عابرة؛ بل فتحت النقاش في أروقة الأكاديمية بين المدربين حول أهمية الجانب النفسي في تجهيز اللاعبين.
يقول مدير الأكاديمية:
“اللحظات المرحة التي يخلقها اللاعبون مع بعضهم ضرورية للتخفيف من ضغط المنافسة الشرسة، وهذا بالضبط ما يحتاجه مرموش في بداية مشواره مع فريقٍ يحلم بالتفوق الأوروبي.”
ومن المؤكد أن ما فعله هالاند ساهم في تعزيز العلاقة بين اللاعبين، ما سينعكس إيجاباً على التركيز الجماعي في معسكرات الإعداد للموسم المقبل.
نهاية موسمٍ مُختلَط بين نجاح فردي وفشل جماعي
رغم فشل مانشستر سيتي في حصد أي من الألقاب الثلاثة الكبرى هذا الموسم (الدوري والكأس ودوري الأبطال)، استطاع الفريق إنهاء الدوري في المركز الثالث برصيد 71 نقطة، بفارق ثلاث نقاط خلف آرسنال الوصيف و13 نقطة خلف المتصدر ليفربول، ليضمن العودة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل.
هذا الانتصار على فولهام لم يقتصر على الهدفين الذي سجّلهما هالاند ودي بروين، بل كان بمثابة رسالة عن قوة الفريق الروحية وقدرته على الالتصاق بهدف العودة بين الكبار.
ماذا ينتظر مرموش وهالاند في الأفق؟
مع انطلاق فترة الانتقالات الصيفية، تتعالى التكهنات حول فرصة تمديد إعارة مرموش، خاصة إذا نجح في فرض نفسه على تشكيلة جوارديولا بداية الموسم القادم.
أما هالاند، فيواصل جولات التألق المنتظرة في دوري الأبطال، حيث يبدو أن لقب الأفضل في القارة سيكون جائزةً مستحقة له إن التزم بدقة التهيئة وأطفأ نيران الضغوط الإعلامية.
خاتمة… ضحكة قبل المجد
في الختام، سرّ “الهاتف” الذي كشفه هالاند ليس أكثر من لمحة إنسانية بسيطة داخل عالم الاحتراف القاسي، لكنه يعكس أيضاً قوة الروابط التي تبقى الحجر الأساس لأي فريقٍ طموح.
وستظل صورة مرموش وهو يتحدث بلا توقف على هاتفه من غرفة خلع الملابس ذكرى لطيفة تذكّرنا بأن الكرة الجميلة تحتاج أحياناً إلى ضحكةٍ خفيفة قبل الانطلاق صوب الألقاب.
