زلزال دبلوماسي يهز “كونجرس الفيفا”.. إنفانتينو يلهث خلف ترامب ويشعل غضب أوروبا!

2025-05-17 08:03:12
كونجرس

في مشهدٍ نادر اختلطت فيه السياسة بكرة القدم بأقسى صورها

شهد مؤتمر الفيفا الخامس والسبعين في مدينة لوكي الباراغويانية تأخيراً مهيناً دام ساعتين كاملتين، على وقع وصول رئيس الاتحاد الدولي، السويسري جياني إنفانتينو، متأخراً عن موعد انطلاق “الكونجرس” بسبب رحلة استثنائية رافقه خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى قطر والسعودية. هذا التأخر أثار جبهة معارضة ساخنة بقيادة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الذي اعتبر أن أولويات اللعبة تم استبدالها بمصالح سياسية ضيقة واعتذر عن بدء أعمال المؤتمر حتى “خبّ الطلب”.

مسرحية التأخير… ساعة تلو الأخرى

قبل مرور ساعة على موعد الاجتماع الرسمي للمندوبين الـ211، كانت القاعة الكبرى في مركز مؤتمرات كونميبول تعجُّ بهستيريا مدمجة بين الفضول والقلق. صحافيون ومحامون ومسؤولون اتحاديون يراقبون شاشات عرض تلوح بعبارة “بانتظار رئيس الفيفا” باللون الأحمر. ومع انقضاء الدقائق الخمسين ثم الساعة الأولى، بدأت المناقشات الجانبية تتصاعد حدةً، لتتحول القاعة إلى ميدان تنافسٍ إعلامي: “لماذا لا يفعل رئيس الفيفا مثل سائر القادة ويُقدِّر الالتزام؟” كان السؤال يتردد بين الصفوف.

ردّ “يويفا” اللافت… مقاعدٌ خاوية ورسالة تاريخية

يويفا

لم يكتف تشيفرين بالاحتجاج اللفظي، بل قاد بضع عشرات من المسؤولين الأوروبيين إلى مغادرة القاعة بأكملها أثناء الكلمة الافتتاحية لإنفانتينو. وسرعان ما امتلأت الصور الصحفية بصفوفٍ فارغةٍ من جهة “القارة العجوز”، في مواجهة وفدٍ آسيوي وإفريقي يسارع نحو المقاعد. هذا التصرف – بحدِّ ذاته – أصبح عنواناً في الصحف الأوروبية والعالمية، رافعه يويفا في بيانٍ شديد اللهجة:

  • إدانة “التلاعب” بجدول الأعمال: وصفت يويفا الخطوة بأنها “مؤسفة”، مؤكدة أن استبدال النقاشات الفنية بقضايا سياسية خاصة “يضرُّ بسمعة اللعبة ويرسخ انطباعاً بأن كرة القدم أداة في يد أي مَن يحمل سلطة سياسية”.
  • التأكيد على أولويات الرياضة: كرر البيان أن “الحدث الأهم في تاريخ اللعبة هو اجتماع ممثلي الأندية والاتحادات”، وأن أي تعديل يُجرى في اللحظة الأخيرة لا يمكن أن يُبرر سوى بـ”الاعتذار الصادق والتعويض الفعلي”.
  • دعوة لمراجعة السلط: حمّل تشيفرين إنفانتينو مسؤولية “تحويل منصة فيفا إلى حلقة في شبكة مصالح ضيقة لا علاقة لها بالملاعب”، وطالب بـ”تنقية” عمل الاتحاد الدولي من أي تأثيرات خارجية تؤثر على أجندته الرياضية.

لماذا كان لقطر والسعودية موعدٌ قبل الفيفا؟

يكمن سرّ الجدل في أن إنفانتينو رافق ترامب في زيارة رسمية إلى كل من الدوحة والرياض، حيث كان محور النقاش ملف استضافة كأس آسيا 2027، واستعدادية السعودية لاستضافة مونديال 2034، إضافةً إلى قضايا استثمارية ضخمة في البنى التحتية الرياضية. ووفقاً لمصادر دبلوماسية:

  1. قطر: سعت إلى عرض تجربتها في استضافة مونديال 2022 كـ”نموذج يُحتذى” في مجال الأمن والتجهيزات.
  2. السعودية: كانت تطمح إلى تأكيد دورها الجديد بعد إعلان فوزها بمونديال 2034، وطلبت دعم فيفا في ملفات التقنية والاستدامة.
  3. الولايات المتحدة: رافقت مهمة ترامب إشارة إلى شراكة محتملة مع الفيفا حول كأس العالم للأندية 2025 التي ستُقام في أمريكا الشمالية.

ما ينتظر الفيفا بعد هذه الفضيحة؟

الفيفا

يتخوّف المراقبون من أن تنعكس أزمة لوكي على جدول تسليم الملفات الخاصة بلعبات كرة القدم الشاطئية وكرة القدم في الأماكن المغلقة، وربما تؤخر آخر تعديلات قانون اللعب من تلقاء نفسه. كما تشير تسريبات صحيفة “ليكيب” الفرنسية إلى أن بعض الأعضاء الأفارقة قد يطالبون بعقد مؤتمر استثنائي لتدارس “نزاهة عمل المكتب التنفيذي”، بينما تكثف القارة الآسيوية مشاوراتها بشأن المرشح البديل للمنافسة على رئاسة الفيفا في الانتخابات المقبلة.

خاتمة: هل تصحيح المسار ممكن؟

في غضون ذلك، يظل شبح الغضب الأوروبي يلوح فوق لوكي، كأنه تذكير قاسٍ بأن كرة القدم لا تحتمل دور الخادم الشخصي لأي رئيس، مهما علا شأنه السياسي. فهل يفي إنفانتينو بوعده بـ”تصحيح المسار” في الفصول القادمة؟ أم أن “المصالح الخاصة” ستظل تلقي بظلالها على أقدس اجتماعات الرياضة العالمية؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف تبعات هذا الانفجار الدبلوماسي داخل أروقة الفيفا.

FIFA World Cup qualification (AFC)
المزيد من المقالات
أنشيلوتي يفاجئ السامبا بأول تشكيلة ويغيب نجما ريال مدريد
FIFA World Cup qualification (AFC)
2025-05-28 03:56:03
Picture28.jpg