الخطوة الحاسمة: 3–1 على الرائد
أنهى الاتحاد معركته في الجولة 32 بفوزٍ عريض على مضيفه الرائد (3–1)، ليرفع رصيده إلى 77 نقطة، بفارق تسع نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه الهلال “وصيف البطولة”. هدفٌ مبكرٌ منح العميد الثقة، ثم أضاف زملاء ياسر الشهراني وصالح الشهري ثنائية أطاحت بأي أمل للرائد في العودة، قبل أن يرد الأخير بهدفٍ شرفيٍّ لا يغير الموازين. هذه النتيجة الحاسمة منحت لوران بلان لقب دوري روشن قبل مباراتين، مؤشّرةً إلى قوة الإعداد التكتيكي والتنفيذ البدني الذي فرضه البلان.
دمُج الخبرة الفرنسية بعقلية السعودي
منذ تسلّمه القيادة الفنية في يناير الماضي، استثمر بلان خبرته التي تعود إلى مباريات الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى الفرنسي، فنفّذ خطة 4–3–3 القائمة على الضغط المتقدم والتعافي السريع لكرة الوسط. اللاعبين السعوديين – وعلى رأسهم فابيو مارتينيز والبرازيلي رومارينيو – تأقلموا سريعاً مع تعليمات البلان من جهة، وتلقوا دعماً نفسياً استثنائياً من شخصيته القيادية من جهة أخرى. النتيجة؟ سلسلة من الانتصارات الصارمة والنجاحات التي حققها العميد حتى ابتعد في الصدارة بلا منازع.
"اعتزاله"... بتصرفٍ محدود

قبل عدة أسابيع، غرّد عدنان جستنيه معلقاً على ترشيحات تتويج الاتحاد بقيادة لوران بلان: “سأعتزل النقد إذا تمكّن بلان من حصد الدوري”. وبعد تحقيق البطولة، فوجئ الجميع برد جستنيه في برنامج “MBC في أسبوع” مع الإعلامي حازم الغامدي، حين أوضح أن قراره بالـ“اعتزال” يقتصر على توقّف النقد تجاه أخطاء البلان فقط، وليس اعتزال الإعلام ككل. وقال جستنيه بوضوح:
“لن أوجّه للبلان أي انتقاد مستقبلاً، وليس لدي أي رغبة بوصفه سلبياً بعد الآن، لأنه أثبت أنه يستحق الثقة. لكنني ما زلت حاضراً في ساحة النقد الرياضية بشكلٍ عام.”
بنزيما يدخل المعمعة
وفي مفاجأة ثانية، كشف جستنيه أنه طالب في الموسم الماضي أسطورة ريال مدريد وكريستيانو رونالدو البالغ حينها 36 عاماً – خطأً أو عن عمد – بالاعتزال إحتراماً لمسيرته، قائلاً: “لقد بلغت بنزيما مرحلة الـ‘اللعب بالمزاج’، فلم يعد همه تحقيق لقب هداف بل تتويج العميد بالدوري”. لكن هذا الموسم كان مختلفاً كلياً بالنسبة له، إذ تحوّل بنزيما إلى لاعبٍ ومدربٍ وقائدٍ في آنٍ واحد، فألغى جستنيه مطالبه السابقة بالاعتزال، معترفاً بأن الفرنسي استعاد بريقه وأصبح أحد معالم الانتصارات.
145 دولة تتابع الحكاية
لا تقتصر أهمية دوري روشن السعودي على الصعيد المحلي، بل امتدت إلى 145 دولة تُبثَّ فيها مباريات البطولة حصرياً، ما جعل الجماهير حول العالم تعيش صراعات القمة لحظة بلحظة. هذه الشعبية الدولية المتنامية بدأت تجذب رعايات جديدة وتمنح الأندية السعودية قوة تسويقية غير مسبوقة، من ضمنها الاتحاد الذي بات علامةً كرويةً تتصدر صفحات المواقع العالمية المتخصصة في كرة القدم، ضمن “الأفضل عربياً”.
نظرة إلى ما تبقى من موسم "العميد"

لا يتوقف طموح الاتحاد عند منصات التتويج المحلية، بل يتطلع إلى تتويجٍ جديد في كأس خادم الحرمين الشريفين، عندما يواجه القادسية في 30 مايو الجاري على ملعب الملك فهد. بعدها، سيبدأ الاستعداد لمشاركةٍ قوية في دوري أبطال آسيا وكأس السوبر السعودي لموسم 2025–2026، مع تمسك بلان بخطته القائمة على “تدوير” الأسماء بمنهجية علمية توازن بين تألق النجوم وتجديد الدماء للشباب الواعد.
لمحات ختامية: إرث بلان واستمرار جستنيه
بتتويجه الكبير، يرسّخ لوران بلان اسمه في سجل الاتحاد إلى جوار نخبة المدربين العالميين الذين تركوا بصمة على “العميد”، من دون أن يخفف عزيمته عن تحقيق المزيد. في المقابل، يواصل عدنان جستنيه تقديم النقد الرياضي المحترف، مع استثناءٍ فريد لوران بلان لتكريم إنجازه اللافت، في إشارةٍ إلى أن منصة الإشادة تأتي أحياناً قبل منصة النقد في عالم كرة القدم.
في الرياضات الكبرى، لا أحد يتنبأ بكل شيء، لكن يقيناً هذه الصفحة الذهبية التي كتبها بلان وجستنيه بنتائجها ستبقى حديث عشاق الكرة السعودية والعالمية لسنوات قادمة.