
في تصعيد جديد للأزمات التي تحيط بنادي النصر، ضربت صدمة مشجعي “العالمي” بقوة بعد إعلان الإعلامي عبد العزيز العصيمي عبر حسابه على منصة “إكس” عن تكليف مرام الجهني، عضو مجلس إدارة شركة نادي النصر، بمنصب أمين عام مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة. الخبر فجر عاصفة من الغضب داخل الشارع النصراوي، لا سيما بعد الكشف عن تغريدات نسبت إلى الجهني سُخرت فيها من النادي ووُصفت “بالفَقراوي”، مما دفع كثيرين للتساؤل عن ملاءمة هذا الاختيار الحساس في قلب الجهاز السيادي الذي يدير موارد البلاد.
كيف اندلعت الأزمة؟
قبل يومين فقط، تداول مشجعو النصر تغريدات اعتُبرت مهينة لنادٍ هو أحد أبرز الأندية السعودية، تصدرها حساب يُعتقد أنه للجهني، يهاجم فيه “العالمي” بصورة مستفزة، ويمدح الهلال متهمًا خصم العاصمة بتحقيق الانتصارات “بفضل التحكيم”. هذه التغريدات التي ظهرت أثناء انتخابات مجلس إدارة شركة النصر العام الماضي، أسهمت في خروج جماعات نصراوية تطالب بسحب ترشيح الجهني، وتهديدها بإلغاء عضويتها وحضورها في مباريات الفريق احتجاجًا على ما وُصف بـ"التنكيل" بسمعة النادي.
الجهني في الميزان… مؤهلات ومهام جديدة

مرام الجهني، التي دخلت سلك الإدارة النصراوية عبر قائمة إبراهيم المهيدب، لم تصدر عنها أي تصريحات توضح نسبتها للتغريدات الجدلية، ولم يحرص أي مسؤول في نادي النصر على الوقوف عند التفاصيل. ومع تسريب خبر تعيينها في منصب أمين عام صندوق الاستثمارات العامة، برزت أسئلة حول خلفيتها الإدارية وقدرتها على إدارة ملف ضخم بهذا الحجم، خصوصًا في ظل الدور المحوري الذي يلعبه الصندوق في المشاريع الوطنية والاستثمارات الكبرى.
• خبرة نسائية في الصناديق السيادية:
يُعد الصندوق السيادي السعودي واحدًا من أكبر مؤسسات الاستثمار على مستوى العالم، وتتطلب وظائفه الرئيسية مزيجًا من الكفاءة المالية والسياسية. ترشيح الجهني جاء في إطار سياسة تمكين المرأة في المواقع القيادية، وهو نهج أكدت عليه "رؤية 2030".
• سجل مشوب بالجدل؟:
نجاحها في المناصب السابقة داخل مجموعة شركات محلية، على الرغم من قلة المعلومات المتاحة رسميًا، لا يشفع لها أمام الاعتراضات القوية التي عبّرت عنها جماهير النصر، معتبرين أن تضارب المصالح بين عملها في "العالمي" ومنصبها الجديد قد يؤثر على استقلالية قرارات الصندوق.
خلفيات الصراع النصراوي – الهلالي
لا تنفصل واقعة “الفقراوي” عن الصراع الأزلي بين القطبين، حيث تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أداة رئيسة في الحروب النفسية قبل المباريات المهمة. ومع اقتراب لقاء النصر ضد التعاون في الجولة 32 من دوري روشن السعودي للمحترفين، بدا أن إدارة النادي لا تريد مزيدًا من الضجة قبل التحدي القادم، خصوصًا وأن “العالمي” يكافح على مركز مؤهل لدوري أبطال آسيا ويحتاج إلى تركيز كامل بعيدًا عن الجدل الإعلامي.
ردود الفعل… هل هناك تراجع قادم؟

حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تصدر أي بيانات رسمية من نادي النصر أو صندوق الاستثمارات العامة توضح مصير التعيين أو تحفظًا بشأن التغريدات المنسوبة للجهني. وفي ظل صمت الإدارة النصراوية، تصاعدت الدعوات على منصات التواصل لإلغاء الترشيح، أو على الأقل تعليق تنفيذ القرار إلى حين التثبت من المعلومات وتقديم توضيح علني.
• توقّعات بإلغاء التعيين:
مصادر مقربة من “العالمي” رجحت أن تراجع إدارة النادي نفسها عن دعم الجهني، لتفادي أزمة لا تخدم الفريق في هذا التوقيت الحساس.
• احتواء الأزمة:
بدوره، قد يلجأ الصندوق السيادي إلى إصدار بيان رسمي يوضح شروط التعيين ومؤهلات الجهني، مع تأكيد عدم وجود أي تضارب مصالح قد يؤثر على سير العمل.
ماذا على النصر فعله؟
على إدارة النصر أن تتخذ إجراءين عاجلين:
1. التواصل الشفاف مع الجماهير
نشر بيان فوري يوضح حقيقة التغريدات المنسوبة للجهني، ويُفند أي اتهامات بالتشويه أو التجريح، حفاظًا على الثقة بين النادي وجماهيره.
2. إعادة تقييم الترشيحات الإدارية
فتح تحقيق داخلي لتحديد مدى ملاءمة المرشحين لأي منصب يمثل النادي أمام جهات حكومية ومؤسسات مالية كبرى، وتفادي تكرار سيناريو لا يخدم مستقبل “العالمي”.
الخلاصة…
في ظل هذه الظروف، يترقب عشاق الكرة السعودية نتيجة المعركة الإدارية بقدر ما يتابعون نتائج المباريات، إذ بات لكل خبر صدى أوسع من مجاله الرياضي، ويشكل ضغطًا جديدًا على أندية تسعى لتحقيق الانتصارات داخل الملعب وخارجه. وبانتظار تحرك “العالمي” الرسمي، يبقى الشارع النصراوي في حالة ترقب وتوتر، فيما يواصل الهلال ومؤيدوه استغلال كل فرصة لإشعال سجال “الفضاء الأزرق” لصالحهم.