
الأرقام وحدها لا تكفي
كشفت مصادر “الرياضية” أن إدارة العالمي تقدمت بمبلغ ضخم يفوق 60 مليون ريال للحصول على خدمات العمري بصفة نهائية لمدة ثلاث سنوات قادمة، مع وجود بند إضافي يشمل نسبة من إعادة البيع للاعب في حال انتقاله مجددًا مستقبلاً. الرقم الضخم يعكس قوة سوق اللاعبين المحليين في الدوري السعودي، ويعطي انطباعًا واضحًا عن قيمة المدافع الذي أصبح من ركائز الاتحاد الدفاعية منذ انضمامه مطلع الموسم على سبيل الإعارة.
رغم ذلك، يبدو أن الاتحاد وجماهيره لن يلتقيا بالسير على خطى التسليم الأعمى؛ فالإدارة ترفض المبلغ المطروح جملةً واحدة، وترى أنه يفوق الإمكانيات المالية المرجوة لأي صفقة محلية في الموسم المقبل. ومن المتوقع أن يكون هناك موقف رسمي لوقف التعامل مع العرض، في انتظار رد النصر على المقترحات البديلة.
خطة الاتحاد للتخفيض عبر “مبادلة اللاعبين”
وفقًا للتقارير ذاتها، تحضر إدارة الاتحاد ورقة ضغط مكونة من مقايضة لاعبين من قائمة الفريق الحالية، خاصة من لا يندرجون ضمن خطط الجهاز الفني للموسم الجديد. وتشمل القائمة نحو 25 اسمًا تم الانتهاء من إعداد تقارير فنية مفصلة لكل منهم، في انتظار اعتمادها رسميًا لرفعها إلى إدارة النصر. وتعد المقايضة سلاح الاتحاد الأقوى، خاصة أن هناك رغبة نصراوية في تعزيز بعض المراكز، وقد يجد العالمي ضالته بتبادل خدمات لاعبين ذوي سمعة طيبة داخل الوسط الرياضي السعودي.
الماضي يؤكد على ضروة الصبر

لم تكن هذه أول مرة يضع خلالها النصر شروطًا مالية “سخيفة” للتخلي عن لاعبين معارين. ففي الانتقالات الشتوية الماضية، طالب العالمي بالتعاقد مع أحد الأسماء البارزة والصريحة في “قصر الذهب” لكن الأمر توقف عند المفاوضات المبدئية بسبب التناقض في الرؤى بين الطرفين. ويبدو أن التاريخ يُعيد نفسه، لكن هذه المرة بملف أكثر حساسية وأهمية لتوازن الدفاع لدى الاتحاد.
إلى أي مدى سينجح “العميد” في استعادة درعه البعيد؟
عودة العمري إلى قلعة الاتحاد ليست مجرد استرجاع لاعب مؤقت، بل هي رغبة جماهيرية وإدارية في الحفاظ على هيبة جهازه الدفاعي، بعد أن صمد بشراسة أمام خطوط هجوم المنافسين طوال الموسم. ويحظى اللاعب بثقة كبيرة من مدرب الاتحاد الذي وصفه أكثر من مرة بأنه “قلب دفاع عصري”، يجمع بين المهارات الهوائية والقراءات التكتيكية السريعة، فضلًا عن الانطلاقات البناءة من العمق إلى طرفي الملعب.
رد الفعل النصراوي

حتى هذه اللحظة، لم يصدر أي رد رسمي من إدارة النصر سوى إبقاء الأبواب مفتوحة أمام العروض التي تلبي طموحاتهم المالية. ويبدو أن فريق “العميد” سيضطر إلى رفع سقف المقترحات المغايرة لعرض شراء العقد، سواء عبر عروض مبادلة أو إضافة بنود حافزة وفق ما يتم الاتفاق عليه، دون المساومة على البنية المالية لاستقرار ميزانية النادي.
ختامًا: سباق مع الوقت
مع بقاء أسابيع قليلة على غلق باب الانتقالات الصيفية، يدخل الاتحاد في سباق ضد الزمن لتجسيد خطته أو البحث عن بدائل أخرى لتعويض العمري في حال فشل المفاوضات. ولكن في حالة النجاح، سيؤكد النادي قدرة إدارته على قلب المعادلات في السوق السعودي، والاستفادة من المفاوضات الذكية بعيدًا عن الشروط المالية القاسية.
بغض النظر عن النهاية، يشهد الشارع الرياضي السعودي أولى جولات “المعركة المادية” التي ترسم ملامح الصفقات الكبرى للموسم القادم، وتؤكد أن الاحترافية في التداول المالي صارت ركيزة أساسية للتفوق داخل المستطيل الأخضر وخارجه.