خلفية المفاوضات والأسباب الدافعة
تأتي هذه الأنباء في ظل قرب انتهاء عقد رونالدو مع نادي النصر بنهاية موسم 2024–2025، وما تردد عن رغبة صندوق الاستثمارات العامة في احتضان الدون مجدداً داخل السعودية، لكن هذه المرة تحت شعار “الزعيم الأزرق”. ووسط تصاعد التكهنات، قرر الهلال – حامل لقب دوري روشن السعودي في النسخة الماضية – التفكير استثنائياً في إضافة اسم أسطوري لقائمته المؤقتة في مونديال الأندية، سعياً إلى دفع الفريق إلى أبعاد فنية وتسويقية لم يصل إليها من قبل.
شروط من العيار الثقيل
كشف الفراج عن شروطٍ وضعتها الإدارة الهلالية، ولخصها في النقاط التالية:
- التخلي عن شارة القيادة: يُشترط على رونالدو قبول الانضمام دون أي أحقية في ارتداء شارة قيادة الهلال، حتى وإن تجاوزت عراقة نجوم الزعيم.
- دور احتياطي مقبول: يحق له جلوس الدون على دكة البدلاء دون إثارة الأزمات، والقبول بأي خطة يستخدمه فيها المدرب من دون تحفظات.
- الالتزام بالتقارير البدنية والفنية: التقيد الكامل بتعليمات الجهاز الفني والطبي، وعدم السماح بأي استثناءات خاصة لنجومية الدون.
- ضمان عدم التدخل الإداري: عدم مطالبة رونالدو بالمشاركة في أي قرارات فنية أو انتقالات داخلية، حفاظاً على سيطرة المدرب وأمن غرفة الملابس.
تلك القائمة من المطالب تُظهر وعي الهلال بضرورة الموازنة بين الطموح الإعلامي والتوازن النفسي داخل المعسكر الزرق، حيث لا يريد أي اسم كبير أن يُحدث شرخاً في التماسك المعنوي قبيل خوضه مواجهةَ بحجم المونديال.
معركة تملك القرار: صانع الفرحة أم نجم المونديال؟

رغم الضجة الإعلامية الهائلة المصاحبة لاسم رونالدو، إلا أن الهلال – وعلى لسان مصادره الرسمية – لم يعلن موافقته بعد. بل يسعى لتجربة “رونالدو الأزرق” في أجواء غير رسمية أولاً، عبر تدريبات مفتوحة وحضور اجتماعات فنية، قبل الإقدام على خطوة رسمية. طموح الزعيم ليس فقط الفوز بكأس العالم للأندية، بل استثمار الحدث لرفع قيمة العلامة التجارية، وتأجيج شغف الجماهير، وكسب متابعات إعلامية عالمية على وسائل التواصل.
مصير محمد الشلهوب: خروج بطيء من المشهد
على الجانب الآخر، عرف الهلال قراراً صاعقاً بخصوص أسطورة النادي ومحركه الفني سابقاً، محمد الشلهوب، الذي تولى القيادة الفنية بشكل مؤقت خلفاً للبرتغالي جوسفالدو فيريرا قبل أيام. أكد وليد الفراج أن الشلهوب سيُسدل الستار على مهمته مع “الزعيم” بمجرد انتهاء مواجهة القادسية ضمن الجولة 34 من دوري روشن السعودي 2024–2025، ولن يقود الفريق في كأس العالم للأندية.
ويأتي هذا القرار في سياق خطة الإدارة الرامية إلى تعيين مدرب أجنبي مُتمرس لقيادة الزعيم في المحفل الدولي، لما يتطلبه الحدث من خبرات تكتيكية ومعايرة للفرق العالمية. كما أن تواجد اسم أسطورة محلية بصفة “مدير فني انتقالي” حُدّده بمرحلة الدوري الأخيرة، اقتضى إنهاء دوره استعداداً للإعلان عن هوية المدرب الجديد.
انعكاسات القرارين على مستقبل الهلال
تشير التحليلات إلى أن التفاف الهلال حول ملف رونالدو سيمثل اختباراً حقيقياً لمدى قدرة الإدارة على الموازنة بين البصمة الفنية والبطولات الضخمة من جهة، والجوانب التسويقية والارتباط الجماهيري من جهة أخرى. فإذا نجحت الصفقة، فستبدأ حقبة جديدة في تاريخ الكرة السعودية، تشكل "طفرة" تسويقية تُبهر العالم وتسهم في تطوير المنتج الكروي محلياً. أما إذا فشلت، فسيبقى الحديث حول "الهلال الذي لم يستطع" جلب أفضل لاعب في التاريخ، مما سيشكل أيضاً مادة دسمة للأزمات الإعلامية.
خلاصة المشهد

بين استحداث شروط قاسية لاستقدام رونالدو وتوديع نهائي لشلهوب من منصب القيادة المؤقتة، يظهر الهلال كجهة تتعامل مع الأحداث الكبرى بمنطق “الربح الكلي” أو “الخسارة الكاملة”، دون منازل وسطية. فإما أن تدخل الصف العالمي عبر بوابة الأسطورة البرتغالية دون أي تنازلات، أو تعلن فشلاً قد يثير موجات من الانتقادات. وفي كل الأحوال، يظل “الزعيم” مركز اهتمام الإعلام والجماهير داخل السعودية وخارجها، مع اقتراب الانطلاق الرسمي لكأس العالم للأندية 2025.