الشلهوب مؤقتًا … وجيسوس في الأرشيف
بعد نداءات الجمهور الغاضب من الأداء وخروج الفريق مبكرًا، أعلن النادي السبت انتهاء التعاقد مع جيسوس “بالتراضي”، وعُهدت مهمة القيادة الفنية إلى نجم الهلال السابق محمد الشلهوب حتى الإعلان الرسمي عن المدرب الجديد. جاء القرار في ظل خسارة مباراتين متتاليتين أمام شباب الأهلي الإماراتي والأهلي السعودي، ما حقق صدمة ثانية لجماهير اعتادت الدفاع عن البرتغالي في أوقات الضغط.
سقف الأسماء والترشيحات يتقلص
للراغبين في قيادة الهلال في كأس العالم للأندية وأيضًا الموسم المقبل، ضمّت قائمة المرشحين أسماءً لامعةً على الورق: ماركو سيلفا، كارلو أنشيلوتي، سيموني إنزاجي، وتشافي هيرنانديز. ومع ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن المفاوضات تركزت في الأيام الماضية على نونو سانتو، الذي سبق له قيادة الاتحاد للفوز بلقب دوري روشن في 2022–2023 قبل رحيله في نوفمبر إثر تراجع النتائج.
ويبقى الخيار الأبرز لإدارة الكرة بقيادة فهد المفرج هو مواصلة البحث عن مدرب قادر على إعادة الانضباط التكتيكي والهجومي للهلال، إلا أن خبر احتفالية إعلان اقتراب التوقيع مع سانتو أثار ثورة غضب عبر هاشتاج #نونو_مرفوض_والمفرج_مطرود، الذي سرعان ما تصدر منصة “إكس” (تويتر سابقًا).
أسباب الرفض … جمهور يصرخ: أين الاستقرار والاسم الكبير؟

لم يأتِ غضب الجمهور على محمود عشوائي، بل رافقه حُجةٌ قوية مبنية على أداء سانتو وحقيقة قدرته على التعامل مع نجوم الهلال. أبرز مطالب المشجعين تركزت على:
- الخبرة القارية: يرى الهلاليون أن سانتو يفتقر للخبرة اللازمة في البطولات القارية الكبيرة، مقارنةً بإنزاجي الذي قاد إنتر ميونخ لنصف نهائي أبطال أوروبا، أو أنشيلوتي الذي توج بدوري الأبطال مع ريال مدريد ثلاث مرات.
- غموض المشروع الفني: الجمهور ينتظر رؤية واضحة لأسلوب اللعب، بينما خضع الهلال تحت قيادة جيسوس لتقلباتٍ تكتيكية عقب الخسارة من الشباب والأهلي.
- تاريخ سانتو مع النمور: رغم تتويجه بدوري المحترفين مع الاتحاد، فإن الأداء تراجع لاحقًا، واضطرابات داخل غرفة خلع الملابس زادت من شكوك المشجعين في نجاح التجربة مع “الزعيم”.
المفرج تحت المجهر … “أوقفوا المفاوضات”!
توسّعت الدعوات لتشمل مطالبةٍ بإقالة مشرف الكرة فهد المفرج، وتحمّله المسؤولية الكاملة عن الملف الفني العالق. كتب المئات مطالبين بوقف المفاوضات مع سانتو فورًا والتركيز على جلب إنزاجي أو تشافي أو حتى إعادة ماركو سيلفا، معتبرين أن الاتفاق مع نونو “سيكون ضربةً موجعةً للتطلعات الآسيوية والدولية”.
نونو سانتو بين “وداع الاتحاد” وتحدي النجاة مع نوتنجهام

بعد رحيله من الاتحاد في نوفمبر 2023، قَبِل سانتو عرض نوتنجهام فورست في ديسمبر، ونجح في البقاء بالبريميرليغ بعدما رفع رصيد فريقه من 10 نقاط إلى 32 نقطة في 38 جولة، محققًا 20 انتصارًا و6 تعادلات، أبرزها الانتصارات على نيوكاسل ومانشستر يونايتد ووست هام. إلا أن معجزة البقاء لم تنسِ جماهير الاتحاد خفوت الأداء وتقهقر النتائج قبل إقالته، ما يثير تساؤلًا عن قدرة سانتو على ضبط أوراق نجوم الهلال ورفع المعنويات قبل منافسة المونديال.
البدائل الأفضل وفق الهلاليين
يري ناشطون أن إنزاجي هو الخيار الأمثل؛ خبرته التكتيكية مع إنتر والألقاب المحلية تدعمه، إضافة إلى قدرته على التعامل مع شخصيات قوية في غرفة خلع الملابس. كما يُرشّح بعض الهلاليين تشافي هيرنانديز لإعادة filosofia برشلونة إلى الفريق، أو كارلو أنشيلوتي لاستعادة النظرة الأوروبية الموضوعية.
وفي ظل هذه الضغوط، يتعين على إدارة الهلال أن توازن بين الرؤية الفنية لمشروعها وطموحات جماهيرها المتعطشة للألقاب، قبل أن تتخذ قرارها النهائي. فالاستقرار الفني لا يقاس فقط بجاهزية المدرب، بل بمدى تناسق ملفه مع رؤية النادي والحالة الذهنية للاعبين ومدى توافقه مع طموحات جماهير تعيش على وقع مطالبٍ عالية.
ماذا بعد؟
تواجه إدارة الهلال تحديًا مزدوجًا: الإسراع في حسم ملف المدرب الأجنبي قبل انطلاق مونديال الأندية منتصف يونيو، وفي الوقت ذاته تطمين الشارع الهلالي بأن الخيار القادم سيكون “الإجابة الأمثل” للموسم المقبل. وفيما يستمر هاشتاج الرفض في التصاعد على “إكس” وعناوين الصحف المحلية، يبقى السؤال: هل يجرؤ المفرج على مواجهة جمهور “الزعيم” ويتراجع عن خيار نونو سانتو، أم يصرّ على رؤيته المخالفة لإرادة الجمهور الذي “قال كلمته” في الملف الشائك قبل الجميع؟