بداية ممتازة وضغطٌ مبكر
لم تمضِ إلاّ تسع دقائق حتى أطلق طاهر محمد طاهر صاروخيةً من خارج المنطقة استقرت في شباك محمد سيحة، معلنًا صدارة الأهلي لأحداث المباراة وأول اختبارات براعة حارس ضيوف اللقاء.
هذا الهدف المبكر لم يربك خطط المدرب الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني، الذي حافظ على أسلوب الضغط العالي والتنقّل السلس بين الخطوط، ما أتاح له إنشاء المزيد من الفرص المؤكدة قبل انقضاء ربع الساعة الأولى.
- الهدف الأول: جاء ليعيد الثقة للاعبين بعد تراجعٍ نسبيٍ محليًّا وقارّيًّا خلال الأسابيع الماضية.
- التسجيل السريع: ساعد في تحويل تركيز الفريق نحو الهجوم دون الحاجة للاعتماد على الدفاع.
- اللعب الجماعي: تمريرات الخط الخلفي خفّضت ضغط الحدود وأتاح حقولًا حرة للمتوسطين للتوغل.
تنويع التهديف في الشوط الثاني
لم يكن الشوط الثاني سوى استمرارٍ للهيمنة الأهلاوية، إذ نجح الفلسطيني وسام أبو علي في تسجيل الهدف الثالث (الدقيقة 55) بعد تلقيه كرةً في ظهر الدفاع، انفرد على إثرها بالحارس وسدد بذكاءٍ.
وأضاف الأرجنتيني حسين الشحات ثنائيةً سريعةً في الدقيقتين 73 والـ90+3، ليؤكد فعالية خطة موسيماني في الدفع بلاعبين جاهزينٍ نفسياً وهجومياً لإنهاء اللقاء مبكرًا، فضلاً عن المساحات الكبيرة التي خلفها دفاع الحدود المتراجع مع مرور الدقائق.
وأظهرت إحصائيات Opta أن الأهلي حقق 68% استحواذًا، وأن سبعة لاعبين سجلوا مشاركات هجوميةً حقيقيةً عبر التسديدات والتمريرات الحاسمة، ما يعكس جودة البدائل التي يحظى بها بيتسو موسيماني.
“هدية فاركو” وبقاء الصراع مشتعلًا

قبل فوز الأهلي، كان فاركو قد قدّم مفاجأةً بفوزه 3-2 على بيراميدز على ملعب المكس، مستفيدًا من هفوات دفاعيةٍ وثغراتٍ تكتيكيةٍ في تشكيلة المنافس المباشر.
وقد أتاح هذا الانتصار لفاركو هديةً ثمينةً، إذ خفض الفارق مع الأهلي إلى نقطةٍ واحدةٍ قبل أربع جولاتٍ على نهاية بطولة التتويج، في مشهدٍ دراميٍّ يسعى فيه “الراقي” لاقتناص اللقب رقم 45 في تاريخه.
- الأهلي: 46 نقطة، يواجه: طلائع الجيش – المقاولون – المصري – الزمالك.
- بيراميدز: 47 نقطة، يواجه: سموحة – القناة – الاتحاد – الإسماعيلي.
صدارة التمريرات الحاسمة وعناد خط الدفاع
برز أداء حارس الأهلي، محمود جاد، بتمريراتٍ طويلةٍ خاطفةٍ استغلّت تحركات الشحات وكوكا خلف الخطوط، بينما بلغت نسبة الدقة في التمريرات 89% للفريق بأكمله، وفق بيانات دوري We.
- الدفاع: صفر أهداف استقبلها الفريق في هذه المباراة، مع ارتدادٍ هجوميٍ محفوفٍ بالنجاح عند فقدان الكرة.
- الهجوم: تنوّع في أدوار المهاجمين والجناحين، مع اعتماد على الكرات الثابتة كخيار استراتيجي.
في المقابل، فشل حرس الحدود في التسجيل للمباراة الرابعة على التوالي في مرحلة التتويج، حيث خسر جميع مبارياته الأربع، واقتصر هدفه على الترتيب وليس المنافسة.
الألقاب على الأبواب وموسمٌ يستفز الأرقام

مع كل هذه الديناميكية، يبدو أن اللقب سيتحدد في المواجهات المباشرة بين القمة، لا سيما الكلاسيكو الذي سيجمع الأهلي والزمالك في الجولة السادسة قبل الأخيرة، حيث سيعوّل موسيماني على انعدام الضغوط القارية وحالة الثقة الاستثنائية التي هيأها انتصار اليوم.
وقد تنعكس مفاعيل فوز الأهلي بثلاثيةٍ قبل أيامٍ على حساب فريقٍ كوري في دوري أبطال آسيا على قدرة الزعيم على حصد البطولات محليًا وقاريًا في موسمٍ يُعدّ من أصعب المواسم بسبب الضغط الكبير على اللاعبين والجمهور.
دروسٌ مستفادةٌ للتنافس المحلّي
- الاستفادة من المبكرات: فالجماعية والضغط العالي أكسبا الأهلي سماتٍ هجوميةً لا تُقهر في الشوط الأول.
- العمق الهجومي: مثّل بقاء الشحات وكوكا وأبو علي على الدكة توسعًا في خيارات الخروج بالكرات الثابتة والهجمات المرتدة.
- الإصرار على الكرة: ظلت نسبة الاستحواذ عند مستويات مرتفعة حتى في لحظات الاستعراض.
في الخاتمة: هل يكتب الأهلي الفصل الأخير؟
لا تزال البطولة على كف عفريت؛ فأمام الأهلي فرصةٌ لكتابة فصلٍ جديدٍ في تاريخ البطولة الغني، لكن المطاردة مع بيراميدز وفاركو تتطلب تثبيت الروح القتالية في كل جولةٍ، وتجنب تكرار هفوات الدفاع وكثرة الاستعراض أمام الخصوم الأقل ترتيبًا.
وعندها فقط، سيصبح “الراقي” الأقرب للتتويج بلقبه الخامس والأربعين في مسابقة الدوري المصري، ويضيف فصلًا جديدًا في كتاب الألقاب الذي لا ينتهي.