
اقتراح مثير يضع النصر في الزاوية
عاصفة من الجدل أثارها نجم الشباب والمنتخب السعودي الأسبق أحمد عطيف، بعد أن دعا خلال ظهوره في برنامج “دورينا غير” إلى استبعاد نادي النصر من قائمة الأندية المدعومة مباشرةً من صندوق الاستثمارات العامة، واستبداله بفريق الشباب. تصريحٌ لم يلقَ ترحيبًا بين أنصار “العالمي”، الذين حمّلوه مسؤولية التقليل من إنجازات فريقهم، وطالبوه بتفسير موقفه ذاته تجاه الهلال أو الأهلي والاتحاد.
لماذا النصر؟” والتحدي الذي وجّهه الجمهور

في فقرة النقاش التي تناولت دور صندوق الاستثمارات في دعم أربعة أندية كبرى (الهلال، الاتحاد، النصر، الأهلي)، سُئل عطيف عن النادي الذي يستحقّ الانضمام بقوةٍ إلى منظومة الدعم، فقال:
“الشباب يستحقّ هذا الدعم أكثر من غيره، ولذا إذا قُدّم لي الخيار لاستبدال أحد الأندية الأربعة، فأختار النصر.”
ولم يكن هذا التفضيل عشوائيًا، بل استند عطيف إلى معاييرٍ فنيةٍ ونتائجيةٍ: “النصر أقلّ تلك الأندية تحقيقًا للإنجازات قارّياً ومحليًا في الموسمين الماضيين. بالمقابل، الهلال حقق كأس الدرعية، وواصل تألقه في المسابقات، والاتحاد يوشك على الثنائية (الدوري والكأس)، والأهلي توّج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة”.
مقارنة الأرقام والإنجازات

ردّ عطيف أتى مدعومًا باعتباراتٍ تاريخيةٍ وفنيةٍ، إلا أن محبي النصر رفضوه قائلين: “ما في حقّكم! النصر حقق كأس الملك الموسم قبل الماضي وتأهل لدوري أبطال آسيا”. بل ظهر على وسوم “تقدر تقولها على الهلال؟” و”أين إنجازات الشباب؟”، مطالبين إياه بإبداء رأيه نفسه عن دعم الهلال أو الأهلي.
ومن جانب آخر، تساءل متابعون: “آخر بطولة للشباب متى كانت؟”، في إشارة إلى أنّ دعمه للفريق الصاعد لم يترافق مع ذكرٍ لإنجازاته المحلية، إذ غاب عن منصات التتويج منذ كأس الأبطال 2011، ما وضع اقتراحه في زاوية التشكيك المالي والإعلامي.
- الهلال: كأس الدرعية للسوبر السعودي، تأهل قوي في الدوري، ومشاركة متميزة في دوري أبطال آسيا.
- الاتحاد: في صدارة دوري روشن السعودي بفارقٍ مريحٍ، وتأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
- الأهلي: تتويجٍ تاريخي بدوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخه، إضافةً لتألقه المحلي المعتاد.
- النصر: انتكاساتٌ فنيةٌ وأداء متذبذبٌ في الدوري وفشلٌ في تحقيق ألقابٍ كبرى منذ كأس الملك 2022.
- الشباب: غاب عن المنصات إلا في كأس الأبطال 2011.
من هو أحمد عطيف وحقيقة مواقفه؟
يُعدّ أحمد عطيف من أبرز لاعبي كرة القدم السعودية في العقدين الماضيين، سبق له أن حمل قميص الهلال والشباب والاتحاد، ويمتلك تجربةً دوليةً مع الأخضر. وله أثرٌ في البرامج التحليلية برياقته الفنية ومكانته الكبيرة لدى الجمهور. إلا أن تكرار مواقفه الصريحة والمواقف الجريئة دفع بعض النقاد إلى وصفه بـ“صاحب الرأي الذي لا يخشى الصراعات”.
وبحسب تقريرٍ لصحيفة ماركا الإسبانية، فإن عطيف يعتمد في تحليل “دوري المحترفين” على عنصرين:
- المقدرة على قراءة نتائج الموسم ووزنها بالتنافس الآسيوي والمحلي.
- ربطها بالقدرات المالية للدعم الحكومي والمؤسساتي.
خيارات الشباب وتطلعاته للمستقبل
وهذا ما يفسر توصيته بشأن استبدال النصر بالدعم للشباب، حيث يرى أن “العالمي” يفتقر للإطار الفني المؤهل لتحقيق الألقاب دون دعمٍ ماليٍّ إضافيٍّ.
بينما يدور الجدل حول دعم صندوق الاستثمارات لأربعة أندية رئيسية، تسعى إدارة الشباب إلى الارتقاء بفريقها، إذ أعلنت مؤخرًا عن خطة استثمارية تشمل:
- تطوير أكاديمية الناشئين لاستقطاب المواهب المحلية.
- تعزيز الجهاز الفني بلاعبين قدماء ومدربين شباب.
- عقود رعاية جديدة لضخّ مواردٍ ماليةٍ مستدامةٍ.
وظهر جليًا أن دعم عطيف للشباب لم يأتِ من فراغ، بل من رؤيةٍ تحليليةٍ يمكن أن تنعكس إيجابًا على مسيرة “الليوث” إن تزامن مع استثمارٍ حكومي أو خاص.
التوازن بين الدعم والإنجاز
يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل يكفي الدعم المالي وحده ليتحول فريقٌ بلا ألقاب حديثةٍ إلى قوةٍ ضاربةٍ في الدوري وآسيا؟ أم أن معادلة النجاح تتطلب دمجًا بين التمويل الحكومي والاستقرار الإداري وقوة الكوادر الفنية والمواهب المحلية والأجنبية.
وأمام هذا المشهد، يواصل الجمهور متابعة المفاوضات السياسية والمالية بين أندية العاصمة، بانتظار قرارٍ نهائيٍّ من صندوق الاستثمارات العامة حول توزيع حزم الدعم الموسم المقبل، وسط حملة “إعادة هيكلة الأندية” التي يقودها العاهل السعودي.
في الختام، تبدو توصية أحمد عطيف بوضع الشباب مكان النصر ورقة مفيدةٍ لإشعال الحوارات، ولكنها تحتاج إلى تجسيدٍ عمليٍّ عبر استراتيجيةٍ تطويريةٍ تضمن أن يجد “الليوث” طريقًا آخر للألقاب ليس محصورًا في الدعم الحكومي وحسب، وإنما أيضًا في قدرة الإدارة على التحول إلى نموذجٍ استثماريٍّ ملاصقٍ للأداء الفني العالي.