في تطور درامي جديد يضاف إلى سجلات الأزمات التحكيمية في الدوري السعودي، أصدرت لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم حكمها النهائي برفض طعن نادي الوحدة ضد قرار لجنة الانضباط والأخلاق الذي ثبت فوز النصر بنتيجة (2-0) في مواجهتهما بالجولة 22 من دوري روشن للمحترفين 2024-2025. خطوةٌ أدهشت الوسط الرياضي وأشعلت غضب جماهير الوحدة، التي لم تتأخر في إعلان تصعيدها السريع نحو مركز التحكيم الرياضي، معلنة بداية فصل جديد من المعارك القانونية.
صعود الجلسة وصدمة الحكم
عقدت لجنة الاستئناف جلستها في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، ودرست مستندات شكوى الوحدة التي ادعت فيها تأخر حافلة النصر عن الوصول لملعب مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع لمدة ساعة كاملة، ما اضطر الحكم لتأجيل صافرة البداية. ورغم تأكيد لجنة المسابقات على حق الحكم في تمديد التأجيل حتى 60 دقيقة وفق لوائح الاتحاد السعودي، إلا أن الوحدة صبرت على قرار “الانضباط” بخصم نقاطها ورفض طلبها واسترداد الحد الأدنى من التعويضات.
إلا أن لجنة الاستئناف صدمت الجميع برفضها الشكوى بشكل قاطع، وأيدت تثبيت نتيجة المباراة، بل قضت بمصادرة الرسوم المالية التي دفعها الوحدة في محاولة الطعن لصالح الاتحاد، في قرار اعتبره كثيرون “انتصاراً نارياً” لم يكن في الحسبان.
جبهة الوحدة: “لن نركع أمام الإقصاء التقني”
لم تدع إدارة نادي الوحدة القرار يمر مرور الكرام، إذ أعلن عبر حسابه في “إكس” الإعلامي أحمد العجلان عن نية النادي فوراً التوجه إلى مركز التحكيم الرياضي لاستكمال التصعيد، سعياً لاستعادة ثلاث نقاطٍ مهمّةٍ قد تقلب موازين ترتيب دوري روشن. وبحسب العجلان، فإن الوحدة سيقدم طعنًا جديدًا يركز على النقاط التالية:
1. توقيت التأخر وأسبابه الحقيقية: الحافلة تأخرت 9 دقائق بسبب خطأ في الطريق، ولا يشكل ذلك ظرفًا قهريًا يستدعي تأجيل صافرة البداية ساعةً كاملة.
2. تفسير اللوائح: المادة الخاصة بالتأجيل لا تتجاوز 30 دقيقة قابلة للتمديد بنصف ساعة إضافية كحد أقصى، بينما تجاوزت الإجراءات الرسمية ذلك.
3. الضرر الفني والنفسي: تأخير البدء أثر على جاهزية اللاعبين ونسقهم البدني، مما أنعكس سلبًا في أحداث المباراة التي انتهت لمصلحة النصر.
التحكيم الرياضي يرتدي حلته الأخيرة
مع صعود الملف إلى “مركز التحكيم الرياضي”، يدخل الصراع بين النصر والوحدة منعطفًا جديدًا، حيث يعتمد المحكّمون الرياضيون على تقييم الأدلة الورقية، وتقارير حكم اللقاء، ومذكرة لجنة المسابقات. ويُتوقع أن يستغرق النظر في القضية أسابيع إضافية قبل صدور حكمٍ يُلزم الاتحاد باتخاذ قرارات جديدة، أو يثبت قرارات الاستئناف مجددًا، مما قد يعيد ترتيب النقاط ويحدّد مصائر الأندية في الموسم الجاري.
دلالات فنية ومالية سقوط الوحدة
الرابطة السعودية وشركة دوري روشن يواجهان اليوم امتحانًا حقيقيًا في قدرتهم على فرض سيادتهم على اللجان القضائية، في وقتٍ تكبد فيه نادي الوحدة خسارة فنية صارخة أمام النصر (0-2). هذا الانتصار النصراوي صبّ زيتًا على نار المنافسة، إذ رفعت رصيد النصر إلى 67 نقطة مع بقاء جولة واحدة، في حين يظل الوحدة يعاني على الحدود الخلفية لترتيب المسابقة. وليس مستبعدًا أن يتغير وضع الفريقين بصورة دراماتيكية إن صدرت نتائج معاكسة من مركز التحكيم الرياضي.
بعض أرقام المواجهة وجذور الأزمة
• مدة التأجيل: بلغت 60 دقيقة، في حين لم تتجاوز تسجيلات دقيقة وصول الحافلة للملعب 9 دقائق.
• نص المادة التحكيمية: يتيح الحكم تأجيل الانطلاقة لـ30 دقيقة قابلة للتمديد 30 دقيقة إضافية بسلطة حكم الساحة.
• النتيجة الرياضية: هدفان للنصر عبر الكونغولي شيلنيكوف والإسباني دييغو روزا، ما منح الفريق ثلاث نقاط ثمينة، قبل نهاية الدوري.
تداعيات ما بعد القرار
لن تقتصر تأثيرات قضية “الحافلة” على جدول الدوري فحسب، بل ستمتد إلى مفهوم الالتزام باللائحة وكيفية تعامل الأندية مع مواقف الطرق قبل المباريات. فهل ستفرض الأندية إجراءات احترازية أكثر صرامة لضمان وصول لاعبيها قبل 60 دقيقة من الموعد المحدد؟ وهل سيُحدث مركز التحكيم الرياضي تغييرًا في قواعد التأجيل تحمي الفرق من الأخطاء اللوجستية مستقبلاً؟
خلاصة تصدح في الأذهان
بينما يخطط النصر للاحتفال بفوزه على الوحدة كخطوةٍ نحو استعادة منصات التتويج، لا يزال مصير نقاط تلك المباراة معلقًا بقرار “مركز التحكيم الرياضي”، الذي قد يدفع بالوحدة إلى استعادة حقه أو يثبت تفوق الإدارة النصراوية. معركة قانونية ورياضية مشتعلة، تحول قضية تأخير الحافلة إلى عنوانٍ بارز في الصحافة المحلية والعالمية المهتمة بكرة القدم، وستبقى نتائجها محور نقاشٍ ساخن حتى شطب الحكم النهائي على موسم 2024-2025.
